الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أُريُدكَ أنثى .

زهير قوطرش

2010 / 4 / 26
الادب والفن


جلست إلى حافة السرير بعد انتهاء العشرة الجنسية المعتادة ,وهي تنظر إلى زوجها وقد أدار ظهره ,واستسلم لنوم عميق .بينما استيقظت في جسدها كل العواطف العطشى إلى كلمة ,إلى لمسة ,إلى خاتمة .إلى حديث الأجساد الشيق بعد كل لقاء جنسي .صحيح أنها وصلت إلى ذروة المتعة معه ,لكنها ...ما زالت عطشى , تمنت لو أن يده تمتد من جديد لتلمس كل أماكن الإثارة فيها ,حتى تنطفئ نيران الشهوة ,نيران الحب الذي يولد في جسدها بعد كل لقاء جنسي .
عندما تزوج أخوها ,استرقت السمع لسماع النصائح الأبوية لابنه في ليلة الدخلة ,والتي مازالت محفورة في ذاكرتها ,تستعيدها كلما أقدم زوجها على معاشرتها.
"أسمع يا ولدي المرأة بحاجة إلى الرجل الفحل ,الرجل الذي كله رجولة وقوة ,يا ولدي عظام المرأة أكثر طراوة من عظام الرجل ,لا تخشى كسرها ,كلما احتضنتها بقوة ,كَبُرت بعيونها رجولتك...الخ".
قالت في سرها :هذه الوصايا تناقلتها الأجيال وكأنها شرعاً مقدساً ,لا يجوز تغيره أو تبديله.
أما وصايا أمها الحبيبة لها قبل ليلة الدخلة ,مثلها مثل وصايا كل الأمهات,
"يا ابنتي ,هذا هو زوجك ,وهو سترك ,الطاعة ثم الطاعة وثم الطاعة .عليك أن تشعريه برجولته وفحولته بعد كل معاشرة جنسية ,وحتى عند شعورك بالألم عليك أن تصبري وتتحملي ,وعليك أن لا تمانعي لأن الممانعة حرام ....الخ.
بحذر شديد خرجت من غرفة النوم وفتحت باب الصالون ببطيء حتى لا توقظ زوجها الحبيب ,وجلست على الكنبة ,ثم أمسكت بالقلم بعد أن أحضرت دفترها الذي تبث فيه عادة كل خواطرها وأفكارها ,وبدأت تسجل ما يعتريها من مشاعر .هي مطالب كل زوجة وكل أنثى,مطالب صامته ,لا تستطيع التصريح بها علناً ,كونها في الشرق تقع في منطقة المحظور.
فكرت ,بعنوان يليق بهذه المناسبة ,ولم تجد أروع من .... "أُريٌدكَ أنثى".وشرعت تكتب:
"زوجي الحبيب ,دعك من وصايا الأجداد والآباء,وحتى الأمهات ....فأنا لك وأنت لي ,وكما تغيرت الكثير من الأفكار والأمور في سيرورة التاريخ ,فكان لابد أن تطال التغيرات طبيعة العلاقة الجنسية بين الزوجين . لقد انتهت عصور الفحولة والرجولة الفردية ,وانتهت معها كل الوصايا البدوية والقبلية ,لماذا دخلت الحضارة إلى كل نواحي حياتنا المادية ,ولم تطرق باب مشاعرنا الإنسانية .أليس هذا ظلماً كبيراً.
يا زوجي العزيز , قبل الولوج بي , أريد منك أن تكون أنثى بمشاعرها ,تلمس كل مفاتني برقة ,تتفنن بانتقاء كلمات الحب ,تحتضن جسدي وكأني طفلة صغيرة ,تخشى على جسدها الرقيق من أن يتكسر . عندها ستثور فيَّ كل عناصر الرجولة الكامنة في أنوثتي ,يا زوجي الحبيب كما أنت بحاجة إلى رجولتي لأثبت لك أنوثتي , أنا بحاجة إلى أنوثتك أكثر لتثبت لي فحولتك.....
أعادت دفترها إلى درج المكتب ,وشعرت بالنعاس يداعب جفونها ....حملت معها كل أحاسيسها ومشاعرها ,واندست بجانب زوجها الذي ,علا شخيره ,وغطت هي الأخرى في نوم عميق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??