الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غاص في الرمال – قصة قصيرة

محمد سوادي العتابي

2010 / 4 / 27
الادب والفن


يتلفت يمينا وشمالا وهو يبحث في الأرض في إحدى الحفر التي كانت تنغرس فيها أقدامه ، اخرج قطعة قماش كانت مشدودة بإحكام، حاول ان يفتحها مرارا ، مستخدما
جميع الوسائل المتاحة يدين وأسنان ، وبلا جدوى ...
بحث في جيب بنطاله عن آلة حادة ، تنفس الصعداء ، فذلك الموس لا يزال في جيبه اخرجه ، نظر اليه ، ورماه من يده ، لقد كان احمرا ، قاني اللون ، لا تزال لزوجة الحمرة فيه ، انتشر في تلك البقعة الارضية ذلك اللون ، وسالت الى جنب الطريق الترابي ...
رآه احد المارة ، حاول ان يهرب ... تذكر ان في جيبه الاخر ، مسدسا ، اخرجه وسدده الى صدر ذلك الشخص ...
- لن اموت لمرتين ايها النذل ، لن اموت
- من انت وماذا تريد ؟
سحب قطعة القماش من يده اللزجة ، سقط المسدس من يده الى الارض وغاص فيها بعيدا ، جثى على ركبتيه ، وغاص في تلك الرمال ، مسك بيده اليمين قدم ذلك المار ، متوسلا إليه بتلك العينين الباكيتين ، ناوله قطعة قماش بيده الشمال ... اخذها منه ... ورماها في احدى الحفر ... وبينما كان يغوص في تلك الرمال ... دمعت عيني ذلك المار ... وفتح قطعة القماش بلا عناء ... واخرج منها خاتما فضيا ، وصورة لطفل ، و25 ألف دينار... ثم غاص في تلك الرمال .





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - مااعمق المعاني
صادق سالم ( 2010 / 4 / 27 - 21:15 )
صديقي الكريم محمد

ما اروع ما كتبت فهو يجمع القسوة والرقة في وقت واحد بطريقة لا يستطيعها غير المتمكن من ذلك
نتمنى المزيد ايها المبدع

2 - مااعمق المعاني
صادق سالم ( 2010 / 4 / 27 - 21:15 )
صديقي الكريم محمد

ما اروع ما كتبت فهو يجمع القسوة والرقة في وقت واحد بطريقة لا يستطيعها غير المتمكن من ذلك
نتمنى المزيد ايها المبدع

3 - لن نموت مرتين
محمد نوري قادر ( 2010 / 4 / 28 - 07:33 )
اخي محمد العتابي
مغروسة اقدامنا في الارض , وان وثقت برباط
فالموس وان ادمىساقيه فقد فتح الرباط

صورة جميلة للضياع

تحياتي

4 - الصديق العزيز صادق سالم
محمد سوادي العتابي ( 2010 / 4 / 28 - 12:29 )
مرورك وتعليقك اسعدني جدا واطراؤك لي وسام احمله في قلبي

خالص المحبة

تحية عراقية

سابقى عراقي

5 - الاخ محمد نوري
محمد سوادي العتابي ( 2010 / 4 / 28 - 12:33 )
فعلا اخي قد فتحت ذلك الرباط

مرورك اضاء هذه الصفحة

خالص الود والتقدير

تحية عراقية

سابقى عراقي

6 - رائع ماابدعت
احمد ستار (22 سنة) ( 2010 / 4 / 28 - 19:04 )
كم انت رائع لقد غصت ابداعا في(غاص في الرمال) انت مبدع شكرا لك ولاناملك

دمت مبدعا

7 - الصديق احمد ستار
محمد سوادي العتابي ( 2010 / 4 / 28 - 23:08 )
اشكر تتبعك المستمر لما اكتبه وهو ان دل على شيء فانما يدل على تلك الروح العشرينية الزدوجة التي تورد بها اغصان عمرك الطويل

اشكرك من اعماق القلب

تحية عراقية

سابقى عراقي

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05



.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي