الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواحد من أيار ونشوء الطبقة العاملة العراقية وتطور الحركة النقابية

جبار العراقي

2010 / 4 / 27
ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي


تحتفل الطبقة العاملة في كل أنحاء العالم في هذا اليوم ومعها الطبقة العاملة العراقية في الأول من أيار يوم عيدها العالمي المجيد، يملأهم العزم والإصرار على مواصلة النضال من أجل غد ترفرف فيه راية الديمقراطية والعادلة الاجتماعية وعالم خالي من جميع مظاهر الاستغلال الطبقي والتمييز بين البشرية على اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والطائفية والسياسية، ويشكل لطبقتنا العاملة العراقية أيضا حافزا ومعينا ينصب في نضالها الشاق والمعقد الذي خاضته ولا زالت تخوضه لحد هذه اللحظة.

في عام 1869 تم الإعلان عن تشكيل منظمة فرسان العمل في أمريكا تحديدا في فيلادلفيا من قبل عمال صناعة الملابس وعمال الأحذية والأثاث إلى جانب عمال المناجم، كتنظيم نقابي يناضل من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل. ومع تطور الوعي النضالي والحركة النقابية الأمريكية بادرة مجموعة من القيادات النقابية في تشكيل هيئة للعمال عام 1886 أطلق عليها الإتحاد الأمريكي للعمل، حيث تبنى هذا الإتحاد اختيار يوم الأول من أيار 1886 يوم للإضراب العام من أجل تحديد ساعات العمل إلى ثمان ساعات في جميع المصانع والمعامل وطالب كذلك بتحسين ظروف العمل وإنهاء ظاهرة الاستغلال من قبل أصحاب المصانع والمعامل الرأس ماليين.

من الطبيعي والبديهي تنشأ الطبقة العاملة مع نقيضها، البرجوازية.
لكن الرأسمالية أو البرجوازية أن صح التعبير في العراق نمت متأخرة، حين تم احتلال العراق من قبل الاستعمار البريطاني كانت البرجوازية العراقية ضعيفة، في حين نشأت الطبقة العاملة في عشرينيات القرن المنصرم في الصناعات والمؤسسات الأجنبية والحكومية أيضا، مثل عمال مصافي النفط والسكك الحديدية والموانئ وشركات تعبئة وتصدير التمور والحبوب وكذلك أيضا عمال القواعد العسكرية البريطانية، كل هذه العوامل أدت وساعدت على ظهور الطبقة العاملة كقوة طليعية في الحركة الوطنية التحررية حيث ربطت بين النضال الوطني والطبقي وتبوأت مكان الصدارة في النضال الجماهيري ضد الاستعمار والحكومات العميلة والرجعية التي حاولت على سلب حقوقهم ومطالبهم الشرعية، وكان للنقابي الأول محمد صالح القزاز دور قيادي وفعال في اتحاد عمال العراق الموحد الذي تأسس في شهر أيار عام 1933 ، حيث كانت شعارات الاتحاد تتضمن يوم عمل من ثمان ساعات، تشريع قانون عمل، وضع حد أدنى للأجور، الضمان الاجتماعي في حالات المرض أو العجز والشيخوخة والموت، تحسين الوضع الصحي للعمال، تعين العمال العراقيين العاطلين بدل العمال الأجانب، وكان للعمال النقابيين وفي مقدمتهم القزاز دورا قياديا في الإضراب والحملة التي قاطعة شركة كهرباء بغداد التي كانت تمتلكها المصالح البريطانية حينما رفعت من سعر الوحدة الكهربائية، حيث دامت المقاطعة عشرين يوما وبعدها تم اعتقال القزاز مع مجموعة من رفاقه وسفروا أو ابعدوا على أثرها إلى كردستان.

لقد تعرضت الطبقة العاملة العراقية طيلة حياتها ومسيرتها النضالية التي خاضتها من أجل مطالبتها بحقوقها الشرعية إلى جميع أساليب القمع والاضطهاد من قبل الحكومات الرجعية والعميلة قبل وبعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، خصوصا فترة حكم نظام ألبعث الدكتاتوري الفاشي المقبور، الذي عمل على مسخ صفتهم وهويتهم العمالية من خلال قراره الجائر المرقم ( 150 ) لسنة ( 1987 ) الذي ينص مضمونه على تحويلهم من عمال إلى موظفين وذلك سعيا منه بتهميش وإلغاء دورهم الطبقي والسياسي ولاجتماعي، وحاول أن يجعل منهم أداة مطيعة لرغباته الفاشية والعدوانية يسيرها كما يشاء، حيث زج عشرات الآلاف منهم في حروبه الداخلية والخارجية مثلما زج المئات بل الآلاف منهم أيضا في المعتقلات والسجون ومورس بحقهم أبشع أساليب القمع والتعذيب والقتل، وها هي السنة السابعة على احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وكذلك سقوط النظام ألبعثي الدكتاتوري الفاشي، والآن في ظل العراق الجديد لازالت معانات الطبقة العاملة مستمرة، حيث البطالة داخل فوضى اقتصادية غير قادرة على استيعاب الأيدي العاملة التي لازالت تعاني من البطالة وبالتالي يكون من الممكن تهميش ومسخ هويتهم الطبقية والسياسية مثل ما كان يمارسه النظام المقبور سابقا.

وبناء على ما تقدم فعلى الطبقة العاملة العراقية أن تفعل دورها النقابي وتعبئة جماهير العمال والكادحين من أجل انتزاع حقوقهم المسلوبة والتي تعيش في ظل الصراعات السياسية، صراعات من أجل الاستحواذ على مكاسب حزبية /ذاتية /النفعية، لاسيما تلك الأوضاع التي أفرزتها نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من آذار المنصرم وما رافقها من تطورات على المسرح السياسي العراقي والمزايدات التي مارستها ولا تزال تمارسها تلك الأحزاب المتنفذة في السلطة، مما أفسح المجال للتدخل السافر للدول الإقليمية في رسم مستقبل العراق السياسي بما يتناسب مع مصالحهم على حساب مصلحة الوطن والشعب.

وهنا سؤال يطرح نفسه للساسة العراقيين أدعياء أصحاب القرار؟ هل أن الزيارات المكوكية بالاتجاهات الأربع سوف تصب لمصلحة استقلالية القرار السياسي العراقي وإنقاذ الشعب الذي عانى الكثير من الويلات والمحن إلى جانب الطبقة العاملة، أم سيعاد إلى المربع الأول، أي سنوات تأجيج مبدأ أسلوب المحاصصة الطائفية والعرقية وكذلك القتل على الهوية التي دعمته الدول الإقليمية الراعية والمصدرة للإرهاب.

وفي هذه المناسبة الأممية الخالدة نستذكر ونحي المآثر والتضحيات البطولية التي قدمتها الطبقة العاملة العراقية في إضرابات أصحاب الصنائع والموانئ والسكك والسكاير وكاورباغي والنسيج والزيوت النباتية وكل المواقف الوطنية والبطولية المشرفة.

تحية نضالية للطبقة العاملة العراقية وسائر كادحي شعبنا
المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة العراقية
عاش الأول من أيار عيد العمال العالمي

( حــي ميت هنــدال أنريـــده )

النمسا – فيينا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز