الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وردةُ المرتقى

ابراهيم البهرزي

2010 / 4 / 27
الادب والفن


تركت ُلكم وردة َ المُرتقى
اللبلاب العنكنبوت
وهو يرقّش ُ النوافذ َ المُعتمة
بزينة ِ المضاربين ْ

حاضرون َ
بذاك َ المأْتمِ
وهذه المسخرة
ما تغيّر فيكم سوى الشوارب المحذوفة
وهي فعل ٌ متعدٍّ ...

تركت ُ لكم هبة َ النسيان ِ المقصود
الذكرى احياناً
ضرْب ٌ من سوء ِ السُمعة ِ
على الاقل
حين نتلبّس ُ (هاملت )
في ذروة ِ
ان يكون َ او لايكون ...

تكونون َ كما كانوا
ويبقى المكنون ُ
يحفُّ بكم
كقرصَة ِ الاذن التي لا تؤدّب ..

كان (ابراهيم بن هرمة )
يطوفُ في ازقة بغداد العباسية متطوحا ً ينشد ُ :
(اشتهي من الله
سكرة ً قبل َ موتي
وصياح َ الصبيان :
يا سكران ُ !)
صارَ صبيان بغداد في الحاضرة ِ
يرفعون َاللافتات
احتجاجا ً
على سُلالات العنب ..


نحن نسعى الى حتفنا باغبياءنا
ونسعى الى اغبياءنا
بسفاهاتنا
ونسعى الى سفاهاتنا
بالمخطوطات سيّئة َ التحقيق ..


تركت ُ لكم الشجرة َ التي لا تدرك ُ انانيّة َ الظلال
اخلدوا للنوم ِ في ظلالها
وارجموا ثمارَها لاجل ِ التساقط ..
لن تُلعنوا ,
الزبَد ُ الذي يتساقط ُ لن يذهب َ هباءاً
فللهباء ِ اشجارٌ مديدة َ الظلال ...

نحيا مُحتشدين
ونموت ُ بلا كفالة ضامنةٍ ً
بعد الموت ِ
لن يعود َ مُهمّا ً
غير الطقوس ِ المُزعجة ِ للعزاء ....


بعد َ الموت
لا تحتفي سوى نواقيس ُ الشائعات ..
يضربُ الجرس ُ بشدّة
ويتأفّفُ الغفاة ُ من تكرار ِالطقوس ...


صار صعبا ً ان تكون َ سهلا
خدمتً الخدم فاستخدموك
وشاكست َ السلطات َ وخدمها فاهملوك
واهملت َ قيمة القيمة ِ فاسترْخصوك
وانكرت َ كل َّ عيد ٍ
فاستصْعبوك
صارَ كفرا ً ان تكون َ حيّا ً
كلّهم مِلل ُ الادمييّن َ
كلهم يستاذبوك ..


اذهبوا واسالوها
انا فتقها المتشمّم ُ للدم
ماء ُ البخور يخرُّ بباطن سيقانها
تقول ُ
اسْكب الحكماء َ قبيل اجتياحي ..
لقد طفح َ الكاس ُ من شهْدها
فهي ليلُ التوضّأ في اطهر ِ الماء
اشرُق ُ من جسمها المُتليّل ِ
عطرا ً
يُسرْبلني بالسجود ِ :
هذاك َ النبيُّ الاباحيُّ..


تركت ُ لكم
الغنيمة تلك التي تشتهون
الغنيمة تلك التي لا اريد ُ....
تنهبون َ
واحلم مثل الحمار العنيد
ان اغض عن الجوع
فمي
وعينيَّ
لقد هيْت َ منكم بلادا ً
بها تهْنأوا
ويطول لكم مهرجان الهناء
ليس لي كي ابارككم
غير
رشقة ِ ماء

من فمي
او سواه ؟
لست ادري
سوى اننّي اتراكم ُ
نارا على النار في ملكوت الجزاء ....






تركت لكم
من سيُخزي مباهاتكم ذاتَ فخر ٍ
خذوه ُ مليّا ً
لقد هزل َ الدربُ
حتى غدا النعل ُ شيخ َ (القنادر )
في طرقات الشتاء


تركت لكم وردة المرتقى
ها انا لا اريد
سوى ان تكفَّ المزارات ُ عني
انا لا اريد احتفاءا ً
ولا ورد َ ذكرى
لقد لذْت ُ بي
مؤمنا ً ان َّ لا للغريب ِ صديقا ً حميما ً
سوى خجل الكبرياء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا
nedaa Aljewari ( 2010 / 4 / 27 - 19:16 )
تحية طيبة انه طلب غريب ؟؟كيف تطلب من زائريك أن يكفوا عنك؟؟؟انهم محبوك يتهافتون لقراءة ما تكتب وكل ما تكتب ___أمللتهم ؟؟أم مللت الرد عليهم؟؟وأنت في الحوار تمثل ( وردة المرتقى) التي تتكلم عنها__أنسيت انك أول من شجع لهذا الحوار المفتوح وأتحت الفرصة لمن لا يريد أن يساهم بكتابات مطولة؟؟؟صحيح أن هنا وهناك هنات حدثت وتحدث وحوارات أسئ فهمها وكان الأحرى بالحوار أن لا يترك للكاتب الدلال برفض التعليقات بحجة انها مخالفة لقواعد النشر فلتترك مساحة الحرية المتاحة للكتاب والمعلقين فالحدائق الجميلة بورودها لا تخلو من الأدغال وألأشواك مع الود


2 - رائع
رحيم الغالبي ( 2010 / 4 / 27 - 20:12 )
لا اقول غير
مبدع


3 - ياللكبرياء
فاتن واصل ( 2010 / 4 / 27 - 23:03 )
أنت تاج على الرأس ، فلا تلوذ بك، لذ بنا فنشرف باعتلاءك أعلى القمم .
أريد أن أعرف ، كيف تتراكم أنت نارا على النار فى ملكوت الجزاء ، وانت الآتى من جنات الشعر ونعيم الخيال !!! لا أملك سوى عميق الشكر لقلمك ومداده العطر . مع إحترامى وتقديرى أستاذ إبراهيم


4 - سيعود الصبيان
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 4 / 28 - 03:25 )
الصديق العزيز البهرزي النبيل
رائعة أُخرى تثير التفكير والأحاسيس بكل مقاطعُها ( من اين تاتي بهذه الكلمات والتعابير ! ) اعجبني ابن هرمة كأنه يصرخ صرختي !!؟؟ ، ياصديقي سيعود الصبيان في بغداد وفي كل مدن وقرى عراقنا الجميل بالصياح ( ياسكران ) وسيبقى السكارى يطاردوهم بالسباب والشتائم ، وستعود الأمهات ينتظرن الابناء السكارى العائدين بعد منتصف الليل ضاحكين ومُغنين اغاني الحب والأمل
صديقي العزيز
انا شخصياً لا اعتب أو ألوم إن لم ترد على تعليقي ، يكفيني شرف صداقتك ، على صفحات هذا الموقع الرائع ، وتكفيني المتعة الفكرية ، والاحاسيس الجميلة لقراءة قصائدك الرائعة
اني أرى بلدي الحبيب في شعرك ، ألمس الناس والارض والأشجار والطيور ( وخصوصاً البلابل ) ، واشتم رائحة الأرض بعد أول مطرة ، وأشم رائحة البيدر بعد الحصاد وكل ذلك أحسه وأشعر به من خلال كلماتك ، أرى بوجهك وجوه أصدقائي وأحبائي من الأُدباء والمثقفين الذين فقتُهم عندما غادرت العراق ، انني أقرأ لكثير من الشعراء ( لانني شاعر سابق ) ولم أشعر بالقرب الروحي ألا مع قصائدك ، أحلم باليوم الذي ألقاك فيه لأُقبل جبينك الشامخ ولأشرب (بيك عرك ) معك ،


5 - يا زوار داري
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 4 / 29 - 10:04 )
الصديقة العزيزة نداء الجواري
تحية محبة
اخشى ان اكون قد اسات التعبير في مفردة (المزارات ) ففهمت على انها (الزيارات) كما تنوهين بذاك ايتها الصديقة العزيزة , انني اتحدث في هذا النص عن صديقي العزيز , الموت , ومزاراته المضيافة , اما زياراتكم فهي الحياة التي احيا , وداري وقلبي مفتوح للجميع واولهم اصدقائي الاحبة مثل العزيزة نداء , فعذري وشكري

الصديق العزيز رحيم الغالبي
دمت شاعرا رائعا ورفيقا وصديقا اروع

الصديقة العزيزة فاتن واصل
لا الوذ بي يا صديقتي العزيزة الا ساعة افتقد اصدقاء مثلك هم تيجان على الرؤوس, وهو واقع الحال هنا حيث احيا ,اشكر ثناءك الذي سربلني بالخجل ودمت صديقة مبدعة

الصديق الحميم فارس اردوان ميشو
لك كل الحق ولكل اصدقائي المعلقين ان يعتبوا او يلوموان لم ارد على تعليقاتهم الكريمة , ولكني يا صديقي فارس كما اؤكد مرارا فان ظروف شخصية وفنية تمنعني من التواصل مع خدمة الانترنيت الا في اوقات محددة , ودائما ارد على من تمنعني فترة غلق التعليقات المحددة في موقع الحوارالمتمدن بثلاثة ,ايام, اردعليه في موضوعي التالي المنشور مباشرة , بصحتك الكاس مقدما يا فارس,

اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: -أكفان كروننبرغ- على البساط الأحمر


.. فنان أمريكي يُصدر أغنية بصوته من جديد بعد أن فقد صوته بسبب س




.. -الكل يحب تودا- فيلم لنبيل عيوش يعالج معاناة الشيخات في المغ


.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل




.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة