الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن وحقوق العمال

سعيد علم الدين

2010 / 4 / 27
ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي


في البداية لا بد من توضيح كلمة حق لقطع الطريق على البعض. الذين يمطون بالحقيقة حسب الطلب ويقصرون، ويطلعون منها ولا ينزلون، ويخرجون عنها ويدخلون. لماذا؟
لكي يبرروا وبأي وسيلة صحة ما يريدون، فيمتقع وجه الحق خوفا على جوهره مما يفعلون.
فحق العمال ليست كلمة عشوائية فوضوية يتم ليَّ رقبتها كما يفعل بعض الكتبة من اصحاب الحق الشمولي المطلق. حيث يتم بيع الناس:
وعظا جميلا طناناً بالأطنان، وغيوما زرقاء على مد عينك والنظر، وسمك في البحر. لا لا فكلمة حق التي نقصدها هي:
دقيقة جدا دستورية، محددة، يشرعها القانون ويجب على الدولة ان تسهر على تنفيذ بنودها، وتعاقب من يعمل عكسها او يحاول التهرب من تطبيقها.
ومن هنا عندما نقول حقوق العمال نعني نظاما مكتوبا بفقرات قانونية دقيقة وواضحة المعاني تعطي العامل حقوقا في تحديد الراتب وساعات العمل، والاستراحة والاجازة، وتحميه من الطرد العشوائي او القهر او الضرب او الاستغلال او التعسف او الاستعباد،
كيف لا وعلى اكتاف العمال البسطاء تأسست الحضارات، وانطلقت المجتمعات، ونهضت الأمم، وتوسعت الدول، ولولا عمل ومجهود وتعب العامل، لما استطاع الجندي في المعركة ان يحصل على الدعم المادي ويصمد ويقاتل، ولما استطاع القائد او الامبراطور او السلطان او الخليفة او الرئيس ان يدخل التاريخ من بابه الواسع.
ومن عرق العمال الغزير المتدفق من الأجساد على التراب استصلحت الاراضي الزراعية، وجُرَّتِ المياه وحفرت الآبار، فنبت الخضار، واثمرت الأشجار ودجنت المواشي، فشبع الناس الخبز واللحم والثمار وازدهر الاقتصاد وعم الرخاء وتكاثرت الشعوب وتبادلت البضائع والصادرات وتوسعت الامبراطوريات.
والعجيب ان هذة الطبقة الكادحة العاملة، والمهمة الفاعلة، والتي تمثل الشريحة الاوسع في المجتمع كانت دائما مسحوقة خلال التاريخ ومستغلة ابشع استغلال ومستعبدة الى درجة الرق تحت نظر رجال الدين.
حتى ان كل الاديان دون استثناء والتي تدعي الهبوط من السماء، خذلتها، ولم تلفت لمعاناتها، ولم تلحظ حقوقا لها في كتبها، ليس هذا فحسب، بل وتحالفت دائما السلطة الدينية مع الاقطاعيين والاغنياء من البكوات والاغوات والنبلاء واصحاب الرساميل، ومع الاقوياء كالامراء والملوك والسلاطين على تطويع العمال والفلاحين ابناء الدرجة السفلى وعلى وقع ترتيل الآيات. تصديقا للقول القرآني:
"وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ" الانعام 165.
ويعود الفضل الى انكلترا في بعث فكرة حقوق العمال الى الظهور لأول مرة في التاريخ البشري. حيث قامت فيها في القرون الوسطى عدة ثورات تطالب بحقوق للعمال. وفي عام 1833، مرر قانون ينص على أن أي طفل تحت سن التاسعة لا يحق له العمل، والأطفال ما بين سني 9-13 لا يفترض أن تتجاوز ساعات عملهم 12 ساعة يوميا.
الا ان بدأت مع قيام الحقبة الصناعية في اوروبا المطالبة بقيام نقابات عمالية وسن قوانين تحمي العامل من تعسف رب العمل له. وظهر هنا المفكر التاريخي كارل ماركس كابرز المناصرين لحقوق العمال ودعم مطالبهم العادلة في وجه جشع الطبقة الرأسمالية.
والعجيب هنا ان القرآن الذي يدعي انه فيه كل شيء ولم يغفل لا عن شاردة ولا واردة، كيف انه غفل عن هذا الموضوع الانساني المهم جدا لقيام دولة العدالة الاسلامية.
ولم يأت القرآن والذي هو دستور الدولة الاسلامية العتيدة على ذكر كلمة عمال مرة واحدة، فكيف سيتم التشريع لهم من خلاله؟
ام نستعين هنا بقوانين الغرب العمالية!
من السهل ان نحلم بدولة اسلامية دستورها القرآن. أي دين ودولة. وعند التطبيق ندمر الدولة ونشوه الدين.
ومن السهل ان نرفع شعار الاسلام هو الحل.
ولكن ما هو الحل وفي كل التجارب الفاشلة؟
هو فرض النقاب والحجاب، وتقييد حرية الناس وتكميم افواههم والتدخل في خصوصياتهم، وقتل الابداع وقطع يد السارق ومنع الخمرة وانشاء فرق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
اما حقوق العمال فليس لها أي بند في الشريعة
وهكذا وجدناها كيف تعززت حقوق العمال في دولة طالبان وغيرها من الدول التي ارادت تطبيق الشريعة كالسودان والصومال وايران وباكستان.
من السهل ان نقول ان الاسلام كفل حقوق العامل واذا بحثنا عن بنود هذه الحقوق فلن نجد لها اثرا في القرآن. ولكن من السهل الممتنع الحصول ان نعلن على الملأ انه صالح لكل زمان ومكان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سعيد علم الدين شكرا لك
محمود ( 2010 / 4 / 27 - 20:53 )
وفي عام 1856 وفي استراليا وعت الطبقه العامله لهذا الاستغلال وقرروا ان يكون هناك يوما خاصا بهم وبدون عمل للراحه والنزهه والاحتفال والحب والخمرة ولحقتهم الطبقه العامله في امريكا واوربا وها هو العالم يحتفل باكمله انطلاقا من ان كل عامل يساهم وبدرجات متفاوته في تقدم البشرية والعلم والاوطان لتعش الطبقه العامله ولتعش شغيلة اليد والفكر في القضاء على الاستغلال في بلداننا العربية الاسلامية المتخلفه بحكم الدين وفي العالم اجمع
تحية للسيد الكاتب


2 - العنوان في وادي والمضمون في وادي آخر
غيور ( 2010 / 4 / 28 - 15:55 )
الحقيقة أستغرب ان يكتب أحد مثل هذا الكلام وهولا يفقه شيئا لا في الاسلام ولا في غيره
يقول الكاتب ( والعجيب هنا ان القرآن الذي يدعي انه فيه كل شيء ولم يغفل لا عن شاردة ولا واردة، كيف انه غفل عن هذا الموضوع الانساني المهم جدا لقيام دولة العدالة الاسلامية.
ولم يأت القرآن والذي هو دستور الدولة الاسلامية العتيدة على ذكر كلمة عمال مرة واحدة،
فكيف سيتم التشريع لهم من خلاله؟

فهل قرأ الكاتب القرآن ؟؟؟؟



3 - الإستثمار في القرآن
أبو أحمد ( 2010 / 4 / 29 - 07:55 )
لقد أصبح الإستثمار في القرآن وإستخدام آياته محل جذب لأي فكر هش وسطحي ويكفى أن يكتب أحد أي كلام يستطيع تلميذا في الخامس الإبتدائي تسطير أفضل منه فقط يضع له عنوان ومحتوى يتضمن لفظ القرآن وبعض آياته فيضمن بذالك عددا من القراء على أقل تقدير كي لا يتوارى ما كتبه دون دراية من أحد في حال خلى العنوان من صدقات وعطاية القرآن وكل يوم يزداد يتامى القرآن ما أعجبك أيها القرآن لمؤمنيك وكفارك ومستثمرينك .


4 - ايها العزيز ابو احمد
سعيد علم الدين ( 2010 / 4 / 29 - 09:48 )
كل ما تكلمته هو خارج موضوع المقال. الافضل لك وللايتام مثلي وللقراء ان تنتقد الافكار التي عرضت لكي نستفاد من حكمتك وفكرك. لا ان تلف وتدور حول امور ليس لها علاقة البتة بما يدور في الموضوع المذكور. على كل حال انا سعيد جدا باطلالاتك البهية مع احلى تحية من اخوك سعيد.


5 - أي أفكار أخي العزيز سعيد
أبو أحمد ( 2010 / 4 / 29 - 10:51 )
عن أي أفكار تتحدث أخي العزيز سعيد حاولت أن أجذبك للعملية الفكرية البحثية وأنبهك أن القرآن ليس كتاب ديني تشريعي طائفي لكنك أعتبرت هذا تضيع للوقت وأكتفيت بأن تبحث في كتب التراث التى لا تصدق ما بها عن أي شىء يساندك في تبريراتك وهجومك الغير مبرهن على القرآن وهذا حقك لكن هذا لا يسمى فكرا فالفكرا تألق الروح وليس رص عبارات أو بلاغة سطور ولو أردت أن تدخل في العملية الفكرية فأول شىء عليك أن تضع أمامنا الآن ماهية مفاهيم الألفاظ القرآنية التى تستخدمها في موضوعك فهل تعلم ما هو مفهوم الجعل والخلافة والأرض وو.. بل هل تعلم ما هو مفهوم الخمر والقطع .. طبعا ستهرول لإبن كثير وأبن قليل لترى ماذا قال ليساندك لكن أين فكر سعيد علم الدين وقرائته ؟؟؟؟؟؟
ما تنقله نقل مدعين الثقافة وبعيد كل البعد عن الفكر ولو أنك كتبت كل هذه السطور وقدرها آلاف المرات بدون إشهار القرآن لم لفتت نظري ولا غيري لأنها لا تعدو أكثر من الوجه الآخر لعملة ما يسمى التطرف الديني الإسلامي فلا فكر ولا بحث ولا حتى قراءة فقط نقل وتسطيح وفرقعة -ربما تحدث دويا للإفاقة -
تحياتي وأشكرك على التحية .

اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر