الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هم الأولي بالكمبيوتر

بهيجة حسين

2004 / 7 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


منذ عدة أيام خرج الأتوبيس المكيف التابع لهيئة النقل العام من الجرا?، منطلقًا في رحلته اليومية من الحي العاشر بمدينة نصر إلي ميدان التحرير. بالقاهرة وقبل أن يقطع نصف المسافة وتحديدًا في شارع «الفنجري» «فلتت» الفرامل، واصطدم الأتوبيس بسيارة «نجدة» فاحترقت واحترق من فيها.

ومن منطقة عبد القادر الجديدة استقل المواطن «حسن محمد قمري» أتوبيسًا تابعًا لهيئة النقل العام بالإسكندرية، وفجأة «فلتت» الفرامل. ولولا العمل البطولي الذي قام به السائق - كما جاء برسالة المواطن - لانقلب الأتوبيس بركابه الذين لا يقلون عن 55 راكبًا.

ومنذ عدة سنوات - وكأنه بالأمس - احترق قطار الصعيد بركابه وراح ضحية الحريق ـ كما نعرف ـ مئات من البشر ، في قطار طفايات الحريق به فارغة، وعرباته لا تصلح للاستخدام الآدمي.

ومنذ عدة أيام في قري مركز البلينا بسوهاج وفي بعض القري بمحافظة قنا احترقت عشرات من بيوت الفقراء المعرضة دائمًا للاحتراق والإزالة والانهيار.

وفي الأقصر مازالت المياه الجوفية تنخر في أعمدة وحوائط ونقوش معبد الأقصر، وملأت المياه الفراغات بين تماثيل طريق الكباش، ووصل ارتفاعها إلي نحو نصف متر.

يحدث هذا لمعبد من أهم معابد أجدادنا، في نفس الوقت الذي استشرت فيه تجارة الآثار وكأنها تجارة «لبان وأمشاط وفلايات وإبر ودبابيس وبنس للشعر».

ومع الفرق في تفاصيل حياتنا من الأتوبيسات التي «تفلت» فراملها فجأة، وحتي حسبة تدبير رغيف العيش التي لا يقدر علي حلها ولا أعتي كمبيوتر علي وجه الأرض، تحل علينا حكومتنا التكنولوجية الجديدة القديمة بخطاب شديد التعالي والانفصال عن مواطني هذا الوطن، ويعيش منهم حوالي 50% تحت خط الفقر.

وخطاب الحكومة الجديدة القديمة سمعناه منذ سنوات بمصطلحات منها «الدخول إلي عصر التكنولوجيا»، و«ثورة المعلومات» إلي آخر تلك المصطلحات التي لا تعني ولاتهم مواطنين يبحثون عن حقهم في العلاج، وفي جدران تصون كرامتهم وفي تعليم حقيقي وفرص عمل لأولادهم.

ونحن منحازون بالضرورة لكل الثورات من ثورة العبيد حتي ثورة الاتصالات والمعلومات، ولكننا نرفض التعالي علينا واشعارنا بالدونية والتخلف لأننا لم نفتح حتي الآن باب عصر التكنولوجيا وندخله، وكنا نتمني أن نفعل لأنه من ثورة العبيد وحتي ثورات العلم والمعرفة والفن والأدب و«الهاي تك» هي ثورات تتفجر ضد أوضاع قائمة تفرض أوضاعًا أخري.

أي أن كل الثورات التي فجرها الإنسان انطلقت تلبية لاحتياجات موضوعية وضرورية للإنسان وللإنسانية.

وإذا كان ينبغي لأحد أن يتعامل مع ثورة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا فهم الجالسون علي مقاعد الحكم حتي يجيبوا عن أسئلتنا الحارقة المتعلقة بالأسباب الحقيقية لما وصلنا إليه.

ببساطة فليستخدم الحكام أولا كمبيوتراتهم وبرامجها للوصول إلي حلول حقيقية وجادة لمشكلاتنا إن كانوا يقدرون بالفعل حجم الكارثة التي نعيشها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه