الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إجراءات مشددة!!

سعد تركي

2010 / 4 / 28
كتابات ساخرة


رد الفعل بات مألوفاً وعادياً، ولا يحتاج إلى أيّ حدس أو توقع، مثلما ألفنا منظر الدماء وأشلاء الجثث المتطايرة والعاجل من أخبار الفضائيات التي تنقل -بلغة لا تخلو من التشفي- أعداد قتلانا وجرحانا.. ردّ الفعل مألوف كما تألف الأقدام طريقاً تعودت عليه..
ليس على الفعل (الانفجار) إلا أن يحدث فتدور العجلة، يخرج صحّافو زمن التغيير ليتحدثوا عن المنجز الأمني الكبير، وأن خمسة انفجارات متزامنة قتلت وجرحت المئات من أبنائنا وأحبتنا لا تعني شيئاً مقابل إحباط عشرة أخرى نجهل مكانها، وأن إجراءات أمنية مشددة (أو أكثر تشدداً) ستتخذ، فيضاف عبء آخر إلى مآسينا ومصاعبنا حين تصبح المسافة التي نقطعها بربع ساعة إلى مكان ما تستلزم أكثر من ساعتين، فالإجراءات الأمنية ليست أكثر من طوابير طويلة لا أول ولا آخر لها تمر ببطء سلحفاة كسيحة أمام جهاز كشف المتفجرات الذي لم نسمع يوما أنه اكتشف شيئاً سوى العطور وحبوب البراسيتول، بدليل السؤال البليد الذي يوجهه رجل الأمن إلى أي عجلة أشار لها الجهاز: (أكو أحد شايل سلاح.. عطر.. حبوب.. كلينكس) دون أن يكلف نفسه عناء تفتيش العجلة والراكبين، اللهم إلا إذا كان بداعي (الخباثة) أو أن راكبي العجلة من الجنس اللطيف أو لتزجية الوقت!
رد الفعل مألوف وعادي ويستفز الأعصاب في استخفافه بعقولنا وقدرتنا على الرصد والتحليل، فحين كنت أستمع -مرغما- إلى أحاديث وخطب من ظن نفسه قائداً ضرورة، أتساءل (في سري طبعاً): أيعقل أن يكون هذا الرجل غبياً بحيث يعتقد أننا نصدق الهراء والأكاذيب التي يحشو بها مسامعنا ليل نهار؟! وكنت أظن أن هذا الوحش نسيج وحده في استهتاره بأرواحنا وعقولنا، لكنني أدركت -بعد التغيير- أن أشباهه كثيرون.. أحدهم أجاب قبل أيام عن سؤال بخصوص فضيحة السجون السرية بـ(إننا لا يمكن أن نعرض المعتقلين أمام الملأ في غرف زجاجية)! وكأننا نجهل أن المعتقلات والسجون ينبغي أن تكون معروفة ومعلومة وخاضعة للرقابة والتفتيش مهما كانت تهمة المعتقل والسجين.. وقبل أشهر طرحت وزارة التخطيط استطلاعاً على المواطنين تساءلت فيه: هل تؤيد تقليص الحصة التموينية الى مواد خمس مع تحسين النوعية، أم تؤيد إلغاءها؟ بما يعني أن نتيجة الاستفتاء محسومة سلفاً لصالح التقليص، وبما يعني أيضاً أن المواطن من الجهل والبلادة بحيث يأمل في وزارة التجارة -المنخورة بالفسادين المالي والإداري- القدرة على تحسين هذه المواد الخمس بما يجعل من السكر أكثر حلاوة، والطحين أقل نخالة و(بيه سلاح)، والشاي أكثر سواداً وسيلانية!
وحش العراق المقبور ظن أنه العبقري الملهم وأننا نصدق كل أكاذيبه وخزعبلاته وهرائه.. ظن أنه يسخر منا ومن عقولنا إلى أن لفظه التاريخ، ويبدو أن القادة الجدد،لغاية الآن، لم يستوعبوا الدرس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كندة علوش ملهاش في الأكشن وبتمنتج معايا أفلامى .. عمرو يوسف


.. كيف برأ الباحث إسلام بحيري فراس السواح و يوسف زيدان من التط




.. -للحديث عن الغناء الكلاسيكي-.. صباح العربية يلتقي بالفنان ال


.. الفنان السعودي مشعل تمر يوصف شعوره في أسبوع الأزياء بباريس




.. الفنان السعودي مشعل تمر يتحدث عن حصوله على مليار مشاهدة على