الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأول من آيار ... هل ما زلت عيدا ...؟؟

علي الأسدي

2010 / 4 / 28
ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي


الأول من أيار ... هل ما زلت عيدا...؟؟
قوى طفيلية مجهولة الأصول الطبقية ، حطت رحالها على صدر شعب العراق فأطبقت على أنفاسه ، وتمددت في عقله وضميره عنوة مع سبق الاصرار، فأصابتهما بالعجز الكلي، ليفرزا هلوسة وشذوذا ثقافيا ، دينيا ومذهبيا تارة ، وعنصريا وقبليا وطبقيا تارة ، وغباء وعبثا وكراهية تارة ، و جنسيا وتعاليا وتبرما وجهلا تارة أخرى. ليس لهذه القوى أي فكرة أو الرغبة لمعرفة مغزى يوم العمال العالمي ، وأهميته لعمال العراق الذين يعيشون ويعملون في ظل ظروف بالغة السوء. حيث يعتبر انعدام الشروط الصحية في أمكنة العمل ظاهرة يومية عادية في حياة العاملين ، حر في الصيف دون تهوية ملائمة أو تبريد ، وبدون تدفئة مناسبة أيام البرد والرطوبة الخطرة في ظل تهديد دائم بفقدان فرصة العمل. وتواجه أعدادا كبيرة من العمال العراقيين أخطار التعرض لأمراض خطيرة في الجهاز التنفسي والبصري والنفسي ، والى امراض الروماتزم وسرطان الجلد ، بسبب الغازات والغبار الذي تنفثه صناعة السمنت والأسمدة والمواد الكيماوية والبتروكيماوية ، ومن مناجم قطع الأحجار ومصافي النفط و أفران صهر الحديد والمخابز. ظروف عمل مزرية لا يمكن لأي حكومة مهما بلغ عجزها أن تتهاون عن اتخاذ السبل لتحسين تلك الظروف وانقاذ العاملين من مخاطرها القاتلة.

ليس بين رجال الحكم اليوم من ذاق مرارة الكدح وعانى من ظروف العمل تلك ، أو تعرض لبعض مخاطرها ليعلن تضامنه مع كادحي بلاده ، فقد أمضى أكثرهم سنين حياتهم عالة على غيرهم ، إما كرجال دين طفيليون على جهد الآخرين ، أو مرتزقة لأحزاب دينية أو قبلية أجازت لنفسها حقوقا في موارد زعماء القبائل من ملاكي الأراضي والعقارات وسماسرتها الأغنياء. واقعا كهذا جعلهم يتغافلون عن حقيقة أن أغلب أرباب العمل يجبرون العمال على العمل عشرة إلى اثني عشرة ساعة في اليوم ، متحدين قانون العمل العراقي الذي حدد يوم العمل بثماني ساعات. ويتعامى المسئولون في وزارة العمل عن إلزام أرباب العمل بحد أدنى مجز للأجور ، وحقوق العمال في عطل مدفوعة الأجر، وتعويضات في حالات حوادث العمل ، والحق في الضمان الاجتماعي والصحي والتقاعد.

وليس هذا فحسب ، بل تضع السلطات العراقيل أمام النقابات القائمة ، فتمنعها من عقد مؤتمراتها السنوية أو الدورية ، وتعرضها لاجراءات بيروقراطية لا مبررلها ، كتجميد حساباتها المصرفية و الحجز على ممتلكاتها ، والحضر المؤقت أو الدائم على اقامة أنشطتها العمالية. ولم تظهر من بين القوى السياسية المشاركة في سلطة الحكم شخصية واحدة أبدت تفهما لتطلعات الحركة العمالية وتدعم مطالبها. فجميعها بدون استثناء وقفت موقف اللامبالاة من مطالب الطبقة العاملة وفقراء الفلاحين وأصحاب الحرف المعدمين ، بدء من التيار الصدري الذي يدعي زيفا تمثيله للفقراء والمهمشين ، و حزب الدعوة بكافة أجنحته ، والأحزاب الاسلامية كحزب المجلس الاعلى والفضيلة و الحزب الاسلامي ، أو تجمع الوفاق الوطني ، أو حتى التحالف الكردستاني. لقد لاذت جميعها بالصمت عن حقوق العمال النقابية المنتهكة ، ومطالبهم المهنية والحياتية المعاشية.

جبهة واسعة من الحركات السياسية والمدنية والأفراد ، تمتد كأطراف الأخطبوط في كل مفاصل الدولة ، لكنها تتنكر بصلافة لحقوق طبقتنا العاملة في أجور مجزية وظروف عمل وسكن ملائمة وانسانية. الطبقة العاملة العراقية هي مصدر الخير لكافة ابناء الشعب والتي لولاها لانهارت الدولة وتحولت شذرا. فهي من تستخرج وتصنع النفط وتصدره إلى أسواق العالم ، وبرغم كل ذلك لم يتجرأ مسئول واحد في الدولة كلها ليتذكرها بكلمة ثناء وعرفان ، أو يشيد بتضحياتها بمناسبة حلول عيدها ، عيد الأول من أيار الخالد.

إن يوم عمل بثماني ساعات كان الانتصار التاريخي الأول الذي حققته الطبقات العاملة في كل انحاء العالم ،لقد انتزعته بقوة وحدتها النضالية ، عبرت عنه بمظاهرات واعتصامات وإضرابات طويلة ومريرة ، قدم العمال خلالها حياتهم ومصدر رزق عائلاتهم في سبيلها ، ومنهم من ضحى بحريته فدخل السجون دفاعا عنها وإصرارا عليها.

في الأول من أيار يستذكر عمال العراق باحترام وخشوع شهداء الحركة العمالية عبر تاريخها الطويل ، ويتذكرون باجلال قادة عماليين كرسوا حياتهم لخدمة مصالح الطبقة العاملة العراقية ، وفي مقدمتهم النقابيان خالدا الذكر علي شكر وصادق الفلاحي اللذان قادا بجدارة ونكران ذات اتحاد النقابات العمالي العراقي. لقد خاضا نضالا شجاعا من أجل تعزيز الحركة النقابية ، وتثبيت حقوق العمال في مشاريع قوانين جرى تبنيها وما زالت سارية لحد اليوم. وتظل الحركة العمالية العالمية مدينة لعمال أستراليا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والدول الاشتراكية السابقة الذين أرسوا لحقوق ما زالت ملزمة في اكثر دول العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب