الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمال العراق في يوم العمال العالمي..!(*)

باقر الفضلي

2010 / 4 / 28
ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي


إذ يحتفل ملايين العمال في العالم، في الأول من آيار هذا العام بعيدهم الأممي، يواجه عمال العراق ومنذ سبع سنوات، وما قبلها بعقود من سني الإضطهاد والتنكيل والعسف الذي سلطته عليهم سلطات الدكتاتورية الحاكمة، يواجه عمال العراق اليوم من التحديات ما لم يواجهوا مثله من قبل..!


لقد عُرف الكثير عن وحدة الطبقة العاملة العراقية وتكاتفها وإلتحام صفوفها، وقيادتها لمعاركها الطبقية والوطنية، وتمثلها في أفضل حركة نقابية شهدها العراق والعالم العربي والدول المجاورة، خلال عقود من القرن الماضي؛ تلك الحركة التي أبرزت خيرة المناضلين من القادة النقابيين، أمثال علي شكر وصادق الفلاحي وآرا خاجدور، والعديد العديد من أمثالهم ممن أرسوا قواعد العمل النقابي في العراق، وعملوا على ترصين وحدة الطبقة العاملة العراقية، وقدموا الكثير الكثير من التضحيات؛ حيث تعرض أغلبيتم الى الحرمان والفاقة، والكثير منهم من أمضى سنوات شبابه في المعتقلات والسجون، ومنهم من تعرض للتشريد والنفي خارج الوطن، وغير قليل منهم من تمرس في الوقوف بوجه طغيان الدكتاتورية، بل وحتى شارك في صفوف الأنصار والبيشمركة، مقارعاً جبروت الإستبداد والطغيان الديكتاتوري..!


ولعل أهم ما تتميز به الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية على سبيل المثال، والذي له دلالته الخاصة في الظروف الراهنة، بل وإهميته الإستثنائية على صعيد وجودها ولحمتها الطبقية؛ يكمن في الحقيقة في الإنسجام الطبقي الإجتماعي لهذه الطبقة، على الرغم من قلة عددها، في عقود الأربعينات والخمسينات والستينات؛ فهي لم تكن تعرف ما يدعى بنظرية "المكونات" التي جرى إبتداعها على الصعيد السياسي والإجتماعي، بعد العام/2003، وبعد أن أرسى قواعدها الأساسية الإحتلال، وإتخذت كأساس لما يدعى اليوم ب"العملية السياسية" التي صبغت بأطيافها، كل الحياة السياسية والإجتماعية في العراق، وتحاول من جانبها أن تصبغ الحركة النقابية العراقية بثوبها الجديد وتمزيق وحدتها الطبقية وفقاً لنظريتها الجديدة..!


لقد كانت الطبقة العاملة العراقية وتنظيمها المكافح، بمجموعها وأفرادها، تشكل كتلة واحدة متراصة، وكانت هويتها الوطنية العراقية الشعار المميز لها طيلة تأريخها الكفاحي، والذي كانت حركتها النقابية العراقية الديمقراطية ترفعه عالياً ، حيث إتخذت هذه الحركة من الديمقراطية الإطار والمنهج الذي يوحد صفوفها ويشد لحمتها، بعيداً عن كل ما يدعى اليوم من أطر طائفية ـ مذهبية أو أثنية. فبعيداً عن كل تخندق مذهبي ـ طائفي أو ديني أو أثني، كان العامل العراقي يجد حاضنته الوحيدة، في التوحد مع أخيه العامل العراقي، أياً كان معتقده السياسي أو الديني أوإنتمائه القومي، وبالتالي فلهذه الطبقة كل الحق في أن تفخر بكل نضالاتها التي خاضتها ضمن إطار وحدتها الطبقية ضد قوى رأس المال والإستعمار والدكتاتورية، ولها في ذلك تأريخ مجيد..!


إن أهم ما يواجه الطبقة العاملة العراقية اليوم، والذي يقف في مقدمة مهامها التأريخية على صعيد المستقبل المنظور، يتجسد في ضرورة إدراك خطر تمزيق وحدتها الطبقية، عن طريق تشتيتها وجرها وراء شعارات مظللة؛ من الإستقطاب وراء الطائفة أو المذهب أوالدين، أو مثل العشيرة والقومية والمشيخة؛ فالإنجرار وراء مثل هذه الشعارات، والتي تحاول العديد من الإحزاب والقوى السياسية اليوم، بدفع جموع العمال نحوها، تحت عباءة الدين والقبيلة والقومية، إنما هو السلاح الفتاك الذي تستخدمه تلك القوى في سبيل تحقيق مصالحها وإستنزاف جهد العمال وزيادة إستغلالهم؛ فبتفريق صفوف العمال طبقياً، ودفعهم بإتجاه التفرقة الطائفية والمذهبية والقومية، تظل الطبقة العاملة العراقية بعيدة عن تحقيق وحدتها النقابية، بل وستساهم تلقائياً في زيادة إستغلالها طبقياً، وستكون عوناً مباشراً لهيمنة قوى الإستغلال وتسلطها على مقادير الأمور السياسية والإقتصادية والإجتماعية في البلاد..!


إن مسيرة الطبقة العاملة العراقية الطويلة، وحركتها النقابية المجيدة بكل مآثرها البطولية، تقف سداً مانعاً أمام كل جبروت الإستغلال والإضطهاد، وفيها من العبر والدروس النافعة، ما يسند جموع العمال العراقيين في كفاحهم اليوم، من أجل ترصين وحدة حركتهم النقابية الديمقراطية وترصين إستقلاليتها، وتعزيز إلتصاقها بشعبها النبيل، وفي تقديم يد العون والمؤازرة لجموع الكادحين نساء ورجالاً، وفي مواجهة الإرهاب..!


فلكل عمال العراق، في يوم العمال العالمي المجيد، التهاني العطرة، ولشهداءهم الأبرار المجد والخلود..!
(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=63619








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الف تهنئة
سمير نوري ( 2010 / 4 / 28 - 22:50 )
السيد العزيز باقر الفضلي عاشت اياديك على تأكيداتك على وحدة الطيقة العاملة و دعوة الى استقلالية العمال من القوى الرجعية الطائفية و الدينية و القومية
و لكن وحدة الطبقة العاملة غير ممكن بدون دخول العمال الى ميدان السياسة و ميدان الصراع السياسي و طرح اهدافها الأستراتيجية و بناء الحزب السياسي لها ، الديمقراطية و الوطنية لا يعطي اي هوية للطبقة العاملة و انما يجرها وراء الأحزاب البرجوازية و يعبأ العمال حول مطاليب البرجوازية -الوطنية-
و النضال النقابي لا يتجاوز المطاليب الأصلاحية و وفي غياب حزب شيوعي ثوري بلشفي النقابية لا تستطيع ان تخرج من فلك البرجوازية او الأحزاب -الأصلاحية
ان الطبقة العاملة العراقية يحتاج الى حزب ثوري يواجه كل البرجوازية ليس فقط في ميدان النضال الاقتصادي انما ميدان السياسة و في كل الميادين، العامل لكي يتحرر يجب ان يحرر كل المجتمع و بدون الدخول الميدان السياسة النقابية يبقى في مكانها
للنضال السياسي الطبقة يحتاج الى حزب سياسي يطرح ألاشتراكية كمسألة واقعية و قابل الوصول اليها-وليس فقط كهدف نهائي و خيالي


2 - شكر
باقر الفضلي ( 2010 / 4 / 29 - 17:43 )
الأخ الفاضل السيد سمير نوري المحترم

شكراً لتفضلكم بالمداخلة والتعليق،والحديث في الحقيقة يتعلق من حيث الجوهر بوحدة مصالح الطبقة العاملة التي تفترض من حيث المبدأ تنظيمها ووحدتها النقابية، ولا خلاف فيما يلعبه حزبها السياسي من دور طليعي في قيادة نضالاتها من أجل تحقيق تلك المصالح
تقبل تحياتي وإحترامي

اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف