الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متسول فوق النفط

محمد شفيق

2010 / 4 / 28
حقوق الانسان


بينما انا جالس مع احد الاصدقاء اذ اطل علينا جارنا المعروف بأثارته لبعض المواضيع وحبه الشديد للتكلم في مواضيع الساعة . وغالبا ما يذم السياسين والمسؤوليين . فهو متقاعد اكثر من عشرين سنة ويشكو من قلة راتبه التقاعدي الذي لا يكفيه , حاله حال جميعالمتقاعدين ( اعانهم الله ) . اطل علينا بأبتسامته وطرح علينا سؤالا ( اكو واحد يجدي وهو واكف عالنفط ) اجبته بعفوية بالنفي . فقال ( لا اشلون مو احنة ... فوك منبع مالنفط ونجدي . بكس مجادي من نوع ثاني ) هذا الجار العزيز فتح لي شهية الكتابة عن المتسوليين
التسول هذه الظاهرة الخطيرة التي استفحلت على المجتمع العراقي منذ عشرات السنيين . واخذت بالازدياد بعد عام 2003 وبشكل واسع في جميع الاحياء والمدن . حتى ان احد الاصدقاء قال لي . اخشى دخول الاسواق فبمجرد ان ادخل لاي سوق يزاحمني العشرات من المتسولين فلا ادخل الاسواق الا اذا اضطررت لذلك . واغلب الممتهنيين لها من الاطفال والنساء وكبار السن . والعديد من الشباب كما شاهدت ذلك بنفسي مؤخرا . ولو كان احصاء لهم لقدرعددهم اليوم بأكثر من 5 مليون نسمة . شخصيا احمل الكثير من الذكريات والمواقف عن هذه الشريحة الواسعة من المجتمع واليكم احدها
في احدى مساجد العاصمة بغداد وبعد ادائي الصلاة والدعاء لكم , خرجت من المسجد شاهدت اثنيين من النساء ( يتناكرن ) امرأة في نهاية العشرينيات من عمرها و ( ام علي ) التي تفترش باب المسجد منذ سنوات . كانت ام علي تعترض على هذه الشابة وتقول لها ( هو وين الشغل انتي اتنقصين حصتنا اليوم . روحي الله يخليج ) الشابة ردت بحسرة ( والله جهالي جواعنيين ) وعندما شاهدت خروج المصلين نادت ( جواعينيين والله . ساعدوا الايتام ) تركتهما وذهبت ولا اعرف الى وين وصلت المحادثات بينهما . مع العلم ان مسجدنا هذا يشهد توافد اعداد كبيرة من المتسوليين كل يوم جمعة ويحتدم الصراع بينهم تارة . وتارة اخرى مع المصلين !! حيث يستخدمون شتى انواع الوسائل, والمضايقات في بعض الاحيان !!! ومرة شاهدت بأم عيني احدى المتسولات وهي تتشبث بدشداشة احد المصلين حتى يعطيها ( الربع )
يقول احد شهود العيان وهو من اصدقائي المقربين . بان الكثير من المتسولات يقدمن من بعض المحافظات العراقية . ينتهي نهارهن في التسول . وفي الليل يخلدن مع بعض زملائهن من الرجال الى النوم في الفنادق من الدرجة المتدنية في منطقة ( الباب الشرقي ) و ( الشورجة ) كما ذكر لي احد سائقي سيارة الاجرة . ويجدر الاشارة هنا بأن الكثير من اصحاب النفوس الضيعفة يستخدمون التسول كمهنة ثانية ( زايد خير ) ولقد شاهدنا وسمعنا الكثير عنهم للاسف الشديد , حيث لايعيرون اي اهتمام للمبادىء والمسائل الاخلاقية . وهنا يستوقفني قول الرسول محمد ( مازال العبد يسئل الناس حتى ياتي يوم القيامة وليس في وجه مزعة لحم ) اي قطعة لحم . لكثرة مد يده للناس
فعلى كافة الجهات المعنية ووزارة العمل , ان تضع خطة شاملة وبالتعاون مع الدوائر والوزارت الاخرى للقضاء على هذه الظاهرة في داخل العراق وخارجه , لانها معيبة في بلد مثل العراق يطفو على بحيرات من النفط كما يقول جارنا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من اسباب التسول الوازع الديني
ابو مودة ( 2010 / 4 / 29 - 05:07 )


الصديق العزيز الاستاذ محمد شفيق
طاب صباحك
هناك الكثير من المحتاجين ولكنهم يتعففون في معظم الأحيان عن سؤال الناس
واخرين يكون تسولهم بدافع البحث عن مصدر دخل إثر تجردهم من المروءة والنخوة كمبررلزيادة دخلهم وهناك شبكات خاصة تضم المئات وتجند الاطفال واحيانا تختطفهم لممارسة هذه المهنه
ولا تلوموا المتسولين على حرصهم على مهنتهم لانها رابحة انها رابحة
ورجال الدين هم
المتسولين الكبار من يجمع اموال الناس بحجة الخمس والزكاه ولايوزعونها على المحتاجين الحقيقين
فقط يحثون على الصدقات والإنفاق في سبيل الله مرددين قول في القران من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة
و يدعون الاخرين الى تفقد أحوال الفقراء والمساكين والمحتاجين والمعوزين ويحثونهم على بذل الصدقات لهم مرددا قول إنما الصدقات للفقراء والمساكين
والمتسول يتخذ من الوازع الديني وتعاطف الناس منطلقا لممارسة عباءة التصدق والمساعدة
وهناك حملات الضبط من قبل الدولة تطال جل المتسولين بدافع اتخاذ المناسب من الإجراءاتوتحويلهم لشبكة الرعاية الاجتماعية
.......................
مع مودتي

اخر الافلام

.. بانتظار تأشيرة للشرق الأوسط.. لاجئون سودانيون عالقون في إثيو


.. الأمم المتحدة تندد بـ -ترهيب ومضايقة- السلطات للمحامين في تو




.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي