الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يأخذ عمال العالم مصيرهم بأيديهم؟!

جواد البشيتي

2010 / 4 / 29
ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي


لست من محبي "مقالات المناسبات"، فهي أسوأ أنواع "القصائد"؛ ولكن لعيد العمال العالمي الذي نحتفل به اليوم من المعاني الجديدة والمختلفة ما يَحْمِل على التحدث عنه.

اليوم، اختلفت وتغيَّرت الظروف الاقتصادية العالمية بما يشحن "الصراع الطبقي"، أو "صراع العمل ضد رأس المال"، بأسباب البعث بعد موت، أو بعد ما يشبه الموت؛ وينبغي للعمال ـ ما دام الغلاء عالمياً مُعَوْلماً، تنتجه مصلحة طبقية هي مصلحة أرباب النظام الرأسمالي، الذي ما عاد في مقدوره أن يؤكِّد وجوده إلاَّ بارتكابه مزيداً من جرائم الغلاء في حق الجنس البشري، وما دامت ناره تتسبَّب بغليان اجتماعي ـ طبقي، وتَصْهَر كل ضحاياه، على اختلاف لونهم وجنسهم وعرقهم، في بوتقة واحدة، وتُنقِّي عقولهم وقلوبهم ومشاعرهم من كثير من الشوائب، التي بعضها من "النوع العراقي" ـ أن يعيدوا الروح إلى شعارهم القتالي التاريخي "يا عمال العالم اتحدوا!".

يجب أن يتحدوا؛ لأنَّ ضعفهم لن يغدو قوَّة إلاَّ باتحادهم؛ ولأنَّ وحشية راس المال قد ارتفع منسوبها الآن بما يتهدَّد حتى آدميتهم، فإذا هم قصَّروا عن الاتحاد فليس من ملوم على تحولهم إلى أقنان جُدد إلاَّ هم، فنَظْم مزيد من القصائد في "الأخوَّة الإنسانية"، وإلقاء مزيد من المواعظ الأخلاقية، لا يقودان إلاَّ إلى ما تقود إليه كل طريق مبلَّطة بالنيَّات الحسنة الطيبة.

واتحادهم الذي طالما ذمُّوه ولعنوه وأطلقوا عليه الرصاص بالبنادق والأقلام والألسن، بدعوى أنَّه يمزِّق وحدة النسيج الاجتماعي (الوهمي) ويبذر بذور الفرقة والانقسام ويزج المجتمع في "صراع طبقة ضد طبقة"، قد اثبت، في حضوره، وفي غيابه على وجه الخصوص، أنَّ فيه من القيم الحضارية والإنسانية والأخلاقية ما يمكن، ويجب، أن يجعل الدعوة إليه دعوةً إلى خير عميم، فماذا يبقى من تلك القيم إذا ما اقتتل فقراء العالم دينياً وطائفياً ومذهبياً وقومياً وعرقياً وعشائرياً، وإذا ما تحوَّلوا، أو حُوِّلوا، إلى وقود لحروب ذوي المصالح الفئوي الضيقة؟!

نقول بذلك، وندعو إليه؛ لأنَّ مشعلي نار الغلاء العالمي في بطون الفقراء، والذين لا شيء يفزعهم أكثر من إحياء صراع "طبقة ضد طبقة"، الذي هو في حقيقته صراع تخوضه الغالبية العظمى من الناس ضد فئة ضئيلة من مصاصي الدماء وآكلي لحوم البشر، قد شرعوا يعدون العدة لـ "حرب وقائية استباقية"، سلاحهم الأمضى فيها هو إثارة وإذكاء ونشر كل نعرة أو عصبية مقيتة، فهي النار التي تُفكِّك كل مُركَّب تنتجه نار الغلاء.

الصراع هو الحقيقة الكبرى التي لا يمكن اغتيالها بالوهم مهما قوي وانتشر؛ وإذا كان لا بد من المفاضلة فَلْنُفضِّل ما يكرهون على ما يحبُّون من الصراع. إنَّهم يفضِّلون كل صراع يماثِل أو يشبه "الصراع العراقي"، الذي فيه تتوحَّش الميول والدوافع والأهداف والوسائل، ويستسهل الفقراء ذبح وسفك دماء بعضهم بعضاً خدمةً للص النفطي الإمبريالي العالمي، ولحرَّاس الظلام والنعوش والقبور، ولكل من له مصلحة في كل صراع رميم، وفي جعل الناس ينتظرون الذي لن يأتي أبداً.

وعلى الضحايا أن يفضِّلوا كل صراعٍ يُصْعِدهم من وادي الدموع الذي يريدون لهم أن يعيشوا فيه إلى الأبد، إلى قمم الجبال، فهنا فحسب يتسع مدى الرؤية، ويُرى الأفق على اتساعه، ويصبح ممكناً أن يُتَرْجَم شعار "يا عمال العالم اتحدوا!" بمجتمع، أو عالم، يعلوه مبدأ "الفرد من أجل الكل والكل من أجل الفرد!".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر