الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد الفلسطيني الحالي لا يملك سوى رحمك الله يا ياسر عرفات

طارق محمد حجاج

2010 / 4 / 29
القضية الفلسطينية


من العجب ان يدور الحديث عن " مصالحة " وفي حقيقة الامر ان العمل على ارض الواقع ينصب على محاصصة او ما اشبه بتقسيم مواريث , والمورث هنا القضية الفلسطينية عقب انتخابات 2006, والتي ماتت ولم يفلح اي قاضي حتى الان من توزيع الانصبة على الورثة . لذلك فالحديث عن المصالحة مجاف للمنطق ومجانب للصواب لان المصالحة ليست دعوة قضائية او لجوء للحاكم لانصاف المظلوم ورد الحقوق لاهلها , وانما هي مصافاة القلوب والتخلص من الحقد الدفين داخل النفوس , وهو ما لاينصب الحديث عنه في المصالحة وإن تم التطرق لها ضمن فرع مضمور بعد توزيع الانصبة . فالحديث عن المصالحة هنا اشبه ما يكون بادخال اشخاص مجانين بارعين في القتل الى مستشفى مجانين دون توفر مخدر للسيطرة على حالتهم ودون توفر علاج لمعالجة هذه الحالات , فالعواقب على مجرد السعي فقط لادخالهم الى المستشفى ستكون وخيمة .
رحمك الله يا شهيدنا البطل ياسر عرفات ,فقد اعطى للقضية الفلسطينية ثقلها واهتماما دوليا منقطع النظير , استخدم الاوراق الفلسطينية بحنكة سياسية وعسكرية دون تعارض في الادوار , فعلى سبيل المثال كانت فصائل المقاومة بجميع اذرعها وخاصة حركة حماس تضرب في عمق الكيان الصهيوني محتمية تحت جناح النسر ياسر عرفات , وبحنكة سياسية يستطيع ان يمتص الغضب الاسرائيلي والشجب والسخط الدولي بأعتقال بعض عناصر المقاومة ومن ثم اطلاق صراحهم في وقت تكون هدأت فيه الامور رغم بعض التجاوزات التي كانت تحصل من الاجهزة الامنية وهي فردية في مجملها , وكانت السلطة تعمل على الاتجاه الاخر وهو السياسي السلمي مطالبة بحقوقنا العادلة وفي نفس الوقت تلبي حاجة الاراضي الفلسطينية من الغذاء والكهرباء والماء ودفع رواتب الموظفين , وبذلك يكون العمل الفلسطيني مكتمل فهناك مقاومة شعبية سلمية تقودها السلطة الفلسطينية , وعلى الصعيد الاخر فصائل المعارضة تقود المقاومة العسكرية تحت غطاء السلطة الفلسطينية .
اما في الوقت الحالي فالامور منقلبة رأسا على عقب ومرد ذلك غياب رؤية سياسية موحدة وغياب برامج سياسية واضحة ومعلنة لدى التيارات السياسية في فلسطين , وعلى سبيل المثال خاضت حركة حماس الانتخابات دون رؤية واضحة دون برنامج سياسي معلن , والسؤال المحير لماذا خاضت حركة حماس الانتخابات ؟ والذي اصنفها في رأيي اول مسمار يدق في نعش المقاومة الفلسطينية . فقد قال القيادي في حركة حماس محمود الزهار عقب الفوز في انتخابات 2006 , ( لن نكون حكومة متسولة وسنعمل على الاكتفاء الذاتي ) فبربك من اين سيأتي الاكتفاء الذاتي وعلى ماذا استندت من موارد ومقومات لتنبني عليها تصريحك , وحاليا يأتي الاكتفاء الذاتي من فرض الضرائب وتحميل المواطن المتعالي على نفسه وجراحه مزيدا من الاعباء التي تثقل كاهله ان لم تجعله يزحف على رموشه . هل كانت حماس لا تعلم بان اسرائيل والمجتمع الدولي سوف يحاصرها ويفرض عليها قيودا دولا عظمى لا جمل ولا ناقة لها في مواجهتها , دول كبرى لن تصمد امامها فكوريا الشمالية لم تصمد وليبيا لم تصمد وايران لن تصمد ,فهل يصمد قطاع غزة والضفة الغربية ؟ والسؤال إن صمدت فما هو البرنامج الذي سنحققه ؟ هل سينتهي بنا المطاف لانتاج سلاح نووي على غرار برنامج ايران النووي ام سندخل موسوعة جينتس للارقام القياسية بتحقيق اطول وقت من الصمود ويكتب عنا التاريخ شعب صمد بدون اكل وبدون سبل الراحة المعاصرة , فعلى ارض الواقع انظر الى قطاع غزة اناس جياع اسر تنام في العراء موظفين بدون عمل ,اصحاب مهن تفقد اناملهم فن حرفتهم , انقطاع للتيار الكهربي وغاز الطهي حصار خانق اغلاق للمعابر استئصال لتنظيم سياسي بكامله, كل هذا مقابل السلام وعدم اجتياح قطاع غزة مرة اخرى تحت مسمى المصلحة الوطنية , وإن كان من يرد على ذلك بان المقاومة في حالة تطوير في امكانياتها القتالية , بربكم هل ستطور صاروخ القسام او تدخلو صواريخ سكاد الى غزة هل هذا ثمن عادل مقابل مايجري في قطاع غزة , وان تم ضرب اسرائيل من داخل غزة بهذا النوع من الصواريخ , فماذا بعد ؟ الجميع يعلم ان ابادة قطاع غزة لا تحتاج اكثر من 10 دقائق من المزيد من التخاذل والصمت الدولي وغض البصر عما يجري , وبعد ذلك ستكون غزة حدث في مثل هذا العام ....
وفي الضفة الغربية انعدمت المقومة واستباحت الارض في غياب المقاومة واقتلعت تنظيمات بشكل شبه كامل وقدمت اعمال جوهرية لمصلحة اسرائيل , وكل هذا بدافع الحقد والمعاملة بالمثل على غرار ما يجري في قطاع غزة .
نعيب زماننا والعيب فينا....وما لزماننا عيب سوانا .
فالمصالحة لا تحتاج لمبادرات عربية , وانما تحتاج للاتفاق على برنامج سياسي فصائلي موحد يلجم الخلافات القائمة, ومن ثم لا يبقي مجال للخلافات السياسية . فهبة جماهيرية واحدة كافية في الضفة الغربية وقطاع غزة للم شمل الفرقاء ليس للمصالحة وانما للتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الثوابت الوطنية تفضي الى التوافق على الثوابت التي لايمكن التنازل عنها , وبالتالي ينتفي التراشق الاعلامي بخصوص التنازلات وضياع القضية , ويساعد في صفاء النفوس وعودة الامور الى نصابها , وياليتها بقيت على ما كانت عليه زمن المقاومة والعمل السياسي فرحم الله شهيدنا البطل ياسر عرفات ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رحمك الله يا يا شهيدنا البطل
الكاتب طارق محمد حجاج ( 2012 / 5 / 3 - 10:11 )
ادعوا له بالمغفرة

اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24