الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبع سنوات مضت والعراق مازال يدفن ضحاياه

بشرى العزاوي

2010 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


دقت أجراس الساعة وأعلنت عقاربها لوقت سجله التاريخ, ولزمان حملتهُ الذكريات, لتلتقط أنفاس الماضي ,ماضي العراق الأليم محدثا عن الأسى والحزن الذي عاشه العراقيون ,واقفاً عند سبع سنوات مضت على دخول الغزو الأمريكي للأراضي العراقية ,وتدنيس تربته الطاهرة بإقدام الاحتلال.
لقد تعالت أصوات الألم من صميم القلوب ,واسترجعت العقول لذكريات أليمه كتُبت بدم الشهداء على صفحات الماضي.
سنة تلو أخرى مرت ونحن نستجمع قوانا لتحمل الفواجع ,ولكي لا نسقط وتنهش الذئاب البشرية أجسادنا .
سبع سنوات ماذا نستذكر منها؟
وعلى كم مصيبة تحدثنا الذكريات ؟
عن الفوضى التي عمت أرجاء العراق أم عن الجماعات الإرهابية التي تسللت واستوطنت واستفحلت فيها, منذ بداية دخول الغربان أراضينا صبت علينا المصائب صباً , فبدأ قتل الأبرياء بلا رحمة ولا ضمير ,وكانت الجثث تُرمى مجهولة الهوية بالنفايات ,ومتمثل فيها أبشع صور التعذيب ,وهذا ما حصدناه من دخول الدبابات المحتلة .
وكانت الأمهات تجول الشوارع للبحث عن ولدها المخطوف ,حيث لا تعرف مصيره ُلكي ترتاح اهو حي يتنفس الحياة أم شهيد بلا قبر.
أما الأرامل فباتت بين نارين ,فراق زوجها ,و أوجاع أطفالها اليتامى الذين انتهوا بلا أب ولا معيل يعينهم على هذه الحياة.
وأننا لا ننسى أيضا العوائل التي هُجرت من ديارها قسراً بليل يسوده ُالظلام والخوف من المجهول ,ولم تعرف إلى أين تلتجئ ,فعانت الكثير ماديا ومعنويا ونفسياً وحصدوا الكثير من الماسي.
ماذا نستذكر وقد كان الوضع الأمني سيء للغاية ,وكانت العوائل تقفل أبوابها قبل أن تغيب الشمس ,خوفا من جماعات مجهولة لا تعرف الرحمة والكثير منهم هاجر إلى الدول المجاورة واستسلموا للغربة المرة وتحملوا قسوتها .
و تحاكينا تلك السنين أيضا ”عن ظاهرة قتل العديد من الشخصيات البارزة والعلماء والأطباء والمهندسين ,وتبعثرت أمنيات الشباب وتلاشت أحلام الخريجين واسودت الدنيا بأعينهم, وتعطلت الحياة لفترة طويلة حتى عادت لحيويتها بعد جهود كبيرة وصبر طويل .
وجاءت أسوء الفترات التي مر بها العراق بعد السقوط وهي عاصفة الطائفية ,التي سرعان ما أدرك الشعب أنها خطة من خطط الإرهاب والحاقدين ,ولكن للأسف وعى الشعب بعد ما ضحى بالكثير من الأبرياء, والحمد لله قد تجاوزناها بإرادة عراقية موحدة.
سنوات عانينا ما عانيناه كنا نستيقظ على دويّ الانفجارات التي حصدت المئات من الشهداء والجرحى ,مثلما حدث في الأيام الدامية التي شهدها العراق إذ أخذت الكثير من الأبرياء.
كل ذلك شهدناه من جراء عقول فكرت وادعت وجود الأسلحة النووية التي كشفت زيفها السنوات ,وكشفت الأيام مخططاتهم الدنيئة ,لكن من دفع ضريبة تلك العقول؟هو الشعب العراقي المظلوم ,حيث عانى الكثير ولكنه رغم تلك الظروف التي مر بها العراق لم يستسلم, وتجاوز كل المحن التي صبت عليه ,ولكن الإرادة العراقية هي التي انتصرت في النهاية, و الانتخابات الأخيرة خير شاهد على ذلك حيث أذهلت معظم الدول .
لكن يبقى الأمل يحدونا بخروج الاحتلال وانتهاء كل معاناة الشعب العراقي ,ونتخلص من الطائفية ,والى الأبد ,لننعم بالحرية والاستقرار ,اللذين فقدناهما منذ زمن طويل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 4 / 30 - 00:34 )
الاخت العزيزه بشرى العزاوي ليس لي تعليق على موضوعك ما يهمني هو ان افتش عن شخص يدعى عوني عبد الرحيم مهدي العزاوي كان ضابط في الجيش عام 1983 الى 1986 اذا كان حيا ارجو ان يراسلني على بريدي الالكتروني اذا ما تصير زحمه او ثكل لانك عزاويه وهو عزاوي عسى ان تعرفيه مع الشكر [email protected]


2 - فقط كقارىء
صفاء ابراهيم ( 2010 / 5 / 1 - 06:01 )
فقط كقارىء ومتابع بما انه ليس لي صفة اخرى
اقول لك ان موضوعك رائع
اولا من حيث جاء مستوفيا لما اردتي بحثه
وثانيامن حيث الاسلوب اللغوي والمفردات المستخدمه
لكني انصحك بمزيد من الاسهاب وان تجربي الكتابه في مواضيع اخرى مثل الفكريه والسياسيه
ساقرا لك دوما
تحياتي


3 - شكر وتقدير
بشرى العزاوي ( 2010 / 5 / 1 - 16:09 )
شكري وتقديري لمن قرأ مقالاتي
ونصحني بتعليقهِ ,وكل الامتنان للذي صوت ولم يعلق
وعسى ان اكون عند حسن ظن الجميع دائماً
تحياتي وتقديري للقارئ الكريم

اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال