الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مقبرة النخب ومقبرة النجف وجه واحد
عبدالناصرجبارالناصري
2010 / 4 / 29كتابات ساخرة
هنالك تشابه كبير جدا بل تطابق كامل بين مقبرة النخب ومقبرة النجف وذلك بسبب الموت الذي يتحلى به المتوفي في القبر والمثقف النخبوي الذي لازال حيا ولكن الأخير ليس حيا بل هو متوفي منذ ولادته ولكن لايعلم في وفاته الرسميه
المتوفي المدفون في النجف وفي القبر يشترك مع المثقف والنخبوبي بشيء واحد هو الأسم فقط فعندما تذهب الى مقبرة النجف تبحث عن أسم المتوفي وتعرفه من خلال أسمه وذلك لأن جميع القبور متساويه من حيث البناء والتصميم
وعندما تبحث عن شخص مثقف ونخبوي عليك أن تفتش عن أسمه فقط لأن جميع النخب متساويه في التفكير والأداء وطريقة التصرف
وتشابه آخر بين بين النخب والنجف هو عندما تتكلم مع الميت والنخبوي فتستنتج العباره التاليه
(قد أحييت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي )
ومن خلال التشابه يجب على المواطن وبالتالي على المجتمعات أن لاتحترم موتى دفنوا منذ عقود من الزمن ويجب على الشعوب أن لاتعول على هذه النخب الميته التي لاتبث الحياة بل تبث الموت وتدعوا الى الموت الجماعي
هذه النخب الميته لاتنتج أفكارا مفيده للحياة بل تنتج أفكارا مفيدا الى القبر مثل برزخ القبر ومنكر ونكير والحسنات والسيئات
هذه النخب لاتنتج ولاتطالب بالحريه لأنها تحت وصاية القبور والقبور تملي عليها توجيهاتها
هذه النخب لاتطالب بحقوق الأنسان بل تطالب بحقوق الموتى وحقوق القبور لأن النخب على تماس مباشر مع القبور ولذلك من أوليات عمل النخب مصالحها وبما أن النخب مصلحتها الأولى والأخيره مع القبور فلذلك سارعت هذه النخب في المطالبه بحقوق القبور
هذه النخب تنطلق من قاعده دينيه ومن قاعده تفيد في يوم القيامه وتطبق في القيامه فقط وهذه القاعده هي
((يوم لاينفع لامال ولا بنون ))
فهذه النخب لاتستطيع وغير قادره على مساعدة حتى أبناءها وحتى آباءها فكيف تستطيع أن تساعد المجتمعات لأن هذه النخب محتفظه في منجزاتها السيئه والخيريه الى وفاتها الفعليه ومنتظره أنتظار بفارغ الصبر يوم المعشر يوم القيامه الكبرى حتى تستطيع من خلال أعمالها الفرديه أن تدخل الجنه
هذه النخب لاتعشق الحياة والأستمتاع بها بل تعشق الموت والأستمتاع به وهذه النخب متمسكه تمسكا شديدا بقاعده واحده فقط وهذالقاعده هي نعيش لكي نموت وليس نعيش لكي نحيى
وهذه النخب مخطئه حتى في قراءتها للموت لأنها متصوره في نهاية الموت يكتب لها الجنه ولكن الجنه بعيده كل البعد عن النخب وعن مايسمى المثقفين لأن الجنه لها شروط ومن أولى شروط الجنه هي الألتزام بمسؤولية كل شخص على المسؤوليه التي أنيطت به في الحياة الدنيا ولكن المثقف والنخبوي أخفق أخفاقا كبيرا في أداء مسؤوليته التأريخيه التي أوكلت أليه وعاث المثقف في الأرض فسادا
وقام المثقف بسبب أخفاقاته وخباثته بتدمير المجتمعات وساهم المثقف في أنتشار ظاهرة العنف في المجتمع وساهم المثقف في أنتشار الحروب والقتل وسفك الدماء وساهم المثقف في أنتشار ظاهرة الأسلام السياسي وساهم المثقف في أنتشار ظاهرة التمييز العرقي والطبقي
والسؤال الواقعي في ظل هذا التشابه بين المتوفي والمثقف ماذا يقدم المتشابهان للمجتمعات الحيه أو المجتمعات التي تريد الحياة ؟
والأجابه الواقعيه والصحيحه على هذا السؤال لاشيء يقدمه الميت للأحياء ولاشيء يقدمه المثقف للأحياء من أبناء المجتمعات العربيه
والسؤال الآخر الذي يطرح هنا
ألا تكفي هذه المواصفات التي ذكرتها للحصول على نتيجه واقعيه بأن دور المتوفي ودور المثقف ودور الطبقه النخبويه في خانه واحده ألا وهي خانة القبور ؟
ماذا يقدم المثقف للمجتمع ؟
وماذا يقدم صاحب القبر للمجنمع ؟
فأنا أعتقد بأن المثقف وصاحب القبر لايقدما للمجتمع ألا أسمائهما التي تدلنا على أن هذا الشخص متوفي وأن هذا الشخص مثقف وأن هذا الشخص من أبناء الطبقه النخبويه
وأخيرا أقول للشريحتين المحترمتين موتا سيعد ا مع أمنيات شعوب لازالت حيه وتدعوا لكم بالموت أكثر أكثر حتى تتناقصوا وتتخلص الطبقات الأجتماعيه من هذه الأمراض الوبائيه التي جثمت على صدور المجتمعات وحاربتها ومنعتها من التفكير ومن أداء رسالتها الأنسانيه .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن
.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •
.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى