الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للمرأة مرة ثالثة ورابعة

فاطمة العراقية

2010 / 4 / 29
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة



ان مايجعلني ان اعاود الكتابة للمراة مرات ومرات .الحقيقة هو وضعها الذي اراها الان .وهو مايحبطني تماما .
المراة العراقية الحالية التي تمثل اليوم وغدا والمستقبل .اقول لها وبصدق ورجاء منها .. ان تلغي وراءها الاحوال التعيسة التي تحيط بها والى الان من سلوكيات تمزق شخصيتها وتحطم وجودها ,وتخمد آمالها وامانيها .
ولكي لاتجعل منها مرة اخرى اثاثا يشترى ويباع .ووعاء يحمل وينجب الاجيال فقط .او انثى في متناول الذكر عند الحاجة .وليس لها .حق.غير الطاعة العمياء ..وان لاتلبس ذاك .بل تلبس هذا .
وحين تحاول اثبات وجودها كل القوانيين والاعراف والتقاليد تقف ضدها .
وفي الواقع هناك حقيقة يجب الاعتراف بها .انني لمست واقعا مرا وللاسف .هناك نسبة كبيرة جدا من النسوة اللائي ترضى لنفسها ان تكون (امة)فقط تحيطها اربعة جدران .وهنا الطامة الكبرى .فتراها تكون في شكل ازدواجي (عذرا)
لكي تثبت انها ترضي بعض الاطراف لعلها تحظى بأهتمام منهم .او فائدة ترجى .
وهذه حتما لاتمثل المراة التي تعتد بنفسها وبكيانها انسانة وامراة تشكل اكثر من نصف المجتمع .
والى الان صدقوني اجد من يتصرف مع المراة .انها (عار لابد منه )او عورة ,وينبغي اسدال الستار عليها وابعادها عن الانظار .او تحت قائلة تقول (مااجتمع رجل وامراة الا وكان ثالثهما الشيطان ).
ومن هذا المحيط عاشت المراة العراقية .ولازالت تعيش وهي مقيدة
وحتى بين اوساط نسبة كبيرة من المثقفين . هذا عن تجربة وشاهد عيان ..فحين تحضر المراة جلسة او ندوة سواء كانت علمية او ثقافية فلا ينظر اليها الا من شكلها الخارجي .وهل هي تمتلك جاذبية .او انوثة الخ من تفكير الرجل الشرقي والعربي ..وقليل من ينظر لعقلها .وفكرها
ولكي لاتلتف على المراة من جديد خيوط الشرانق والتقاليد البالية وتلتهم روحها عفونة البيت وتشل كل طاقاتها .ويبح صوتها مختفيا خلف جدران البيت والفحولة الهمامية .
عليها النظر اولا لنفسها ووجودها ومن ثم تنشا اجيالا صحيحة وبعيدة عن كل هذا التفكير .
ان تبدا اولا مع ابنتها في زرع الثقة والاعتماد على نفسها وتوجيهها بشكل جدي ومعتدل .وان تفهمها النهج الصحيح للمراة الحضرية والعصرية وتحرر كيانها من عقد ولت وبلت وان المراة ليست شكل وجنس فقط .بل كيان متكامل كما الرجل .
وللام المتعلمة والمثقفة .ان تشيع في جو البيت جوا ثقافيا وعلميا صحيحا متحضرا .يبنى على مفاهيم انسانية وسلوكيات راقية ..وتفهم ابنتها بكل مايخدمها مستقبلا وان تجهز للخوض في مجتمع .للاسف يتدرج نحو الرقي من جديد ..
وان لاتبقى دمية جاهزة ليوم الزفاف فقط .
بل هي مسوؤلة بمعنى الكلمة لبناء اسرة جديدة .وكيان كبير اسمه عائلة المستقبل ..
وهنا بصراحة طرحت هذا الموضوع من خلال مواجهة واحتكاك مباشر مع شاباتنا ونساء مستقبلنا . ولااخفيكم كنت في خيبة كبيرة .لما ارى من تراجع
وبدات اقارن في تنشاتنا التي تختلف تماما عن بنات اليوم .والتداعيات كبيرة ومؤسفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 4 / 30 - 06:59 )
السيدة الكاتبة المحترمة ، تحية سبق وقرأت لك العديد من المواد الجيدة دفاعاً عن حق المرأة بالمساواة ، واليوم أقرأ مجدداً لك هذه المادة الجميلة . وللحقيقة المرأة العراقية على نحو خاص عانت أكثر مما عانت منه أية إمرأة أخرى في شرقنا التعيس ، تكفي نتائج الحروب وعهود الظلم . أحي جهدك في الدفاع عن المرأة وكذا عن الأطفال مع التقدير لك .


2 - شكرا سيمون
فاطمة العراقية ( 2010 / 4 / 30 - 09:11 )
لازلنا نتعثر في دهاليز الماضي المعتمة التي لن نغادرها .الا اذا عقدنا العزم جديا وحقيقة .لان خير من ينزع قيود المراة .هي بذاتها وبجهودها
شكرا مرة اخرى للمرور الجميل.
دمتم بكل الخير


3 - صباحك جميل اختى فاطمة
مرثا ( 2010 / 4 / 30 - 09:25 )
سلام لكٍ اختى : للمرأة دور رائع في تحرير نفسها من كل ماتكبلت به سواء من السيادة الذكورية على مجتمعاتنا الشرقية او من النصوص الإسلامية التى تضع المرأة فقط كجسد يدعو للشهوة ويشجع عليها ، ومقالات رائعة كالتى تكتبيها واخريات فاضلات في الموقع يكون لها اجمل الأثر
، فتستطيع ان تعرف نفسها وامكانياتها وقدراتها التى حباها بها الله وترفض كل اهدار لإنسانيتها وحقوقها ، سيدتي المرأة بدأت بالفعل وهي الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل ولكنها ستكمل
اسمحي لي بعد ان قرأت هذه العبارة (مااجتمع رجل وامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما ) اسمحي لي - نحن نقول كلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ، وَأَمَّا لِلنَّجِسِينَ وَغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ شَيْءٌ طَاهِرًا، بَلْ قَدْ تَنَجَّسَ ذِهْنُهُمْ أَيْضًا وَضَمِيرُهُمْ.
محبتى واحترامي العميق


4 - المراة هي من تجعل من نفسها امراة
محمد سوادي العتابي ( 2010 / 4 / 30 - 10:48 )
السيدة الغالية فاطمة العراقية

لقد وقعت على موطن الضعف سيدتي فيما تعانيه المراة العراقية خصوصا وقولك


وفي الواقع هناك حقيقة يجب الاعتراف بها .انني لمست واقعا مرا وللاسف .هناك نسبة كبيرة جدا من النسوة اللائي ترضى لنفسها ان تكون (امة)فقط تحيطها اربعة جدران .وهنا الطامة الكبرى .فتراها تكون في شكل ازدواجي
(عذرا)

فالمراة بالفعل هي التي تجعل من نفسها امراة

كان طرحك موضوعي جدا سيدتي

سلمت اناملك

تحية عراقية

سابقى عراقي


5 - الف اهلا بمرثا
فاطمة العراقية ( 2010 / 4 / 30 - 12:09 )
شاكرة جدا مرورك .هي رسالة ونحن كنسوة مسؤولات عنها بالدرجة الاولى
وعلى قول (محك جلدك غير ظفرك )هل انت معي في هذا الراي .مقتنعة بانك تطابقين راي .لاغرور لكن تشابه رؤى وافكار.
سلمت غاليتي واود التواصل .


6 - شكرا يسلموا غواليك
فاطمة العراقية ( 2010 / 4 / 30 - 12:12 )
عزيزي هي حقيقة اقر بها .وواقع مؤلم لمن لاتعرف اين تضع قدمها .وتتخبط بامور ترمي بها نحو العودة للوراء.والمشكلة هي راضية مرضية .
شكرا مرة اخرى .


7 - المرأه العربيه
زهراء ( 2010 / 4 / 30 - 14:58 )
طابت أوقاتك ياشمعة من شموع بلادي الرائعه
أنا متفائلة جداً بالمرأه العربيه والعراقيه رغم الكثير من الظواهر السلبيه في نمط الحياة وبعض القييم الباليه التي لازالت تحكمنا ولكننا نجد المرأه عموماً متألقه في أغلب المجالات تحاول تثبت وجودها بجداره وتتحمل مسؤلياتها ..أجد لها العذر أحياناً فأنت سيدة العارفين عزيزتنا فاطمه بحجم الكارثه التي عانت ولازالت تعاني منها المرأه العراقيه تحديداً ..يسعدني أراها ذكيه وقويه ومبدعه ..مقالات فاطمه العراقيه وكثيرات من المبدعات ..عندما أستمع للسيده هناء أدورد ..أتفائل بالتأكيد ..يوم أمس كان هنالك معرض للرسم والصور الفوتوغرافيه في أحدى أكاديميات العراق ..بنات في غاية الروعه ..مما يلفت الأنتباه المبالغه في المظهر عند السيده العربيه وكأنها تريد تعويض شيئ ما حتى أصبحت أغلب النساء بعيون زرقاء أو خضراء ..أي تغير في الواقع نحو الأفضل ستكون المرأه أول من يجني ثماره وتتجاوز الكثير من المهمشات من خلاله الحاله السلبيه التي فرضتها الظروف في أغلب الأحيان.دمتي بالف خير.


8 - سلاما ياغاليتي
فاطمة العراقية ( 2010 / 4 / 30 - 15:41 )
يسلم القلم والفكر الذي يخط الشهد والعسل
بربك طالما انت هنا في العراق لما تحرمينني من لقياك الجميل
وانا اتواجد في اتحاد الادباء .فقط اتركي اميلا وانا القاك
بعدين في مشروع اقامة منتدى نسوي اقيمه في بيتي ,
واتمنى لو انضممت الينا يارائعة .
سلاما اليك يااروع من شمعة


9 - طلب نشر
صادق سالم ( 2010 / 4 / 30 - 23:07 )
سيدتي دائما تثبتين تألقك الرائع والجميل وايضا الواقعي
فنانتنا وكتبتنا الكببيرة انا مدير تحرير مجلة اوراق العراقية
واتمنى ان تأذني لي بنشر مقالتك هذه في مجلتنا
مع فائق التقدير
سانتظر ردك


10 - اهلا وسهلا
فاطمة العراقية ( 2010 / 5 / 1 - 13:04 )
الاخ صادق سالم .سلام محررا من عراقية صافية
الف اهلا بكم وبااوراقكم العراقية .وعسى ان تكلل كل مساعيكم بالخير والنجاح .بكل ممنونية اخي ولي الشرف بكل يد عراقية تمديد الخير لفائدة المجموع .
دمتم بكل العافية .

اخر الافلام

.. الباحثات في تونس ضعف الدعم وهجرة مقلقة


.. كونفرانس ريادة المرأة نقاشات وآراء لتطوير الشابات




.. إحدى المشاركات دلال سكاف


.. الصحفية والفنانة والمغنية أمل كَعـْوَش




.. المعلمة دانيا اللقيس وهي لبنانية لأم سورية