الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجه الحكومة

عدنان شيرخان

2010 / 4 / 30
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


بعد اكثر من سبع سنين على الاطاحة بالنظام الشمولي السابق، ظلت عشرات الاسئلة بلا اجابات مقنعة. اهم تلك الاسئلة تتعلق بقدرة تغيير العام 2003 في الوصول الى مختلف مناحي الحياة واحداث تغييرات جذرية بنيوية مهمة فيها.
من يحدد ملامح وجه الحكومة العراقية (السلطة التنفيذية)، ان كان بشوشا سمحا يحترم المواطن وحريته ومعاناته ويقدر مظلوميته التأريخية، او يكون وجها عبوسا قاسيا ، لا يحترم المواطن ولا يقيم له ولا لحريته ولا لوقته وزنا.
قلة من المواطنين يحظون طوال حياتهم بلقاء رئيس الوزراء والتحدث اليه مباشرة، او وزير الداخلية او التجارة او التربية وغيرهم، وقلة قليلة يستيطعون الاتصال بهم لعرض مشاكلهم وهمومهم، وقلة اخرى يعرفون اشياء مهمة عنهم، الصورة عن الحكومة ورئيسها والوزراء ترسم لدى المواطن من اداء الوزارات اليومي، ومن احتكاك المواطن اليومي في مراجعته دوائر الدولة الواجب مراجعتها، ومن احوال الشوارع، والصورة ترسمها سيارات السادة المسؤولين وتعامل حماياتهم مع من يوجد بالمصادفة في الشوارع، من التعامل اليومي مع الواقفين في نقاط التنفتيش (السيطرات)، وغيرهم ممن يتطلب عملهم (الرسمي) التعامل مع المواطنين.
قضية وجه الحكومة مثل بقية الامور في العراق، تعود جذورها الى النظام الشمولي الدموي السابق، الذي جثم على صدور العراقيين 35 عاما اسود، سمة ذلك النظام الرئيسة هي التعامل مع المواطنين بريبة وشك، وانهم ضد الحزب والثورة والقائد، ما لم يثبتوا عكس ذلك بالانتماءات المختلفة التي ترضي النظام، فلسفة النظام بنيت على ازدراء المواطن وحريته وحتى حياته.
من المفترض ان نكون الان في مرحلة بناء دولة جديدة، مؤسسات دستورية واخرى تنظمها قوانين يصدرها ممثلو الشعب المنتخبون. ان تسعى الحكومة في هذه المرحلة المهمة الى رسم وجه جميل مشرق لها، تمحو من ذاكرة المواطن المعايير المزدوجة التي كانت دوائر الدولة تعامل بها مراجعيها. ان تجعل حرية المواطن وكرامته قضيتها الاولى، وان تقوم قيامتها عند تعرض المواطن لابسط اهانة مقصودة او غير مقصودة.
لا اعتقد عدم معرفة واطلاع المسؤولين لماذا يصاب المواطن بدوار وحمى خاصة عندما يضطر الى مراجعة احدى الدوائر، يلجأ اولا الى البحث عن صديق او (عرف) في تلك الدوائر ليسهل له مراجعته، او يلجأ الى دفع رشوة الى معقبين ودلالين مختصين وهم احد اسباب الفساد الاداري والمالي.
اعلم جيدا من خبرتي المتواضعة ان مثل هذا الطرح لن يعجب الكثيرين، ولكنا سنحتاج حتما في مفصل تأريخي الى الشجاعة المطلوبة لمناقشة سبل الخروج من اوضاعنا المتخلفة، كما فعلت امم كثيرة قبلنا.
مسار الحياة اليومية العادية في المدن العراقية يبعث على الملل والجزع والغثيان، ازدحامات مرورية قاتلة، طوابير طويلة من السيارات تقف امام السيطرات للمرور امام جهاز، يدور حول فائدته واهميته جدل كبير، فوضى وخراب وتخلف، وطن يحتاج الى عقود من العمل المخلص المضني، يتطلب من ابنائه وحدة الصف والتضحية والنوايا المخلصة للبدء بحملة اعادة اعماره وبنائه من جديد ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة