الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتاتوريون الجدد أدخلوا البلاد في مأزق خطير

فلاح علي

2010 / 4 / 30
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


يحق لكل متابع للشأن العراقي وتطوراته وتعقيداته وما نتج عنه من مأزق خطير عرض البلاد للخطر بأن يطلق على قادة الكتل الكبيرة المتضخمة والمنتفخة من المال السياسي بالدكتاتوريون الجدد . إن هؤلاء الدكتاتوريون نجدهم طيلة فترة حكمهم في السنوات ال 7 المنصرمة يتشدقون بالديمقراطية لفظاَ وشعاراَ أمام وسائل الاعلام فقط , لكنهم في الواقع هم أول من صادر الديمقراطية وقتلها في المهد , من خلال محاصصاتهم الطائفية والقومية وقسموا السلطة فيما بينهم بما يلبي هيمنتهم وتفردهم وإستئثارهم وبما يلبي مصالحهم ومصالح كتلهم وما يؤكد ذلك قبل الانتخابات البرلمانية إلتقت مصالحهم واتفقوا في ساعات على إنتاج قانون إنتخابات لا ديمقراطي يكرس المحاصصة الطائفية والقومية والهيمنة على السلطة. كما أن مصالحهم قد إلتقت على عدم تشريع قانون للاحزاب ,وفي قواميسهم وبرامجهم لا نجد فيها توجه لبناء دولة ديمقراطية بقدر ما هو توجه لبناء قوتهم وبسط هيمنتهم على السلطة السياسية ليس إلا , الغريب نجدهم الآن يتحدثون بأسم الشعب وهم أول من نسى هموم الشعب وحاجاته .



الدكتاتوريون في الازمات لا يواجهون بعضهم :

وهذا العرف ليس فقط سائد على صعيد قادة الدول عندما تحصل أزمات سياسية على الصعيد الاقليمي أو الدولي الذي أكدته الاحداث التأريخية التي مر بها العالم وبالذات في فترة الثنائية القطبية وأن إنعدام مؤتمرات القمم بين قادة الدول تكون أحياناَ سبباَ في الازمات الدولية التي وقعت وسرعان ما يحصل إتصال تلفوني أو لقاء بينهما تنفرج الازمة . أن قادة الكتل العراقية يسيرون على نهج القادة الدكتاتوريون وأن حصلت لقاءات بينهما فأنها بروتوكولية لن ترتقي إلى مستوى الحوار , فأنهم في الازمات لا يواجهون بعضهم بعضاَ وإنما يلجؤون لتوجيه خطابات نارية إلى الشعب من خلال وسائل الاعلام , وهذه هي سمة الدكتاتوريون المتمسكون في السلطة والمتباكون كذباَ على مصالح الشعب , لاحظوا تصريحاتهم وخطبهم وبياناتهم إنها تغذي روح الحقد و العداء في الشارع العراقي وتزيد من الاحتقان السياسي وتساهم في خلق الازمات والتعقيدات وتزرع الخوف لدى الناس من الخطر القادم وتغذي شعور الاحباط واليأس وتعطي متنفس للظلاميين الجهاديين لاعادة تنظيماتهم ومواقع نفوذهم وقوتهم ليعاودوا أعمالهم الارهابية . أن الشعب رغم الارهاب قد ذهب للانتخابات وصوته لها , من أجل أن يلتقي الفائزون في أسرع وقت لتشكيل الحكومة إلا أن الفائزون الطائفيون والقوميون قد ظللوا الشعب وسرقوا أصوات الناخبين بقانونهم الانتخابي اللاديمقراطي , الذي أغلق أبواب البرلمان بوجه الديمقراطيين , وتوجهوا لدول الجوار لتبارك لهم طبخاتهم المضرة ببناء الدولة الديمقراطية . وما تؤكدة الازمة الخطيرة التي يمر بها البلد الآن هو أن المصالح الشخصية الذاتية لقادة الكتل هي الفيصل في التعقيد أو في التهدئة وليس مصالح الشعب والوطن



البلاد في خطر والازمة بحاجة إلى مبادرات وطنية :

رئيس الجمهورية ومجلس الرئاسة ورئاسة الوزراء أمام إمتحان تأريخي في هذا الظرف الخطير الذي تمر به البلاد لن يتردد الشعب في تحميلهما مسؤولية ما تؤول إليها الاوضاع من تدهور وعدم إنفراج في الازمة . بحكم مواقعهم الرئاسية والمهام المكلفين بها وفق الدستور العراقي تفرض عليهم الآن لعب دور مسؤول لتجاوز الازمة السياسية الخطيرة وذلك من خلال إطلاق مبادرات خلاقة لانقاذ البلد وحماية الشعب من مخاطر محدقة . السادة الرؤساء ومعهم هيئة رئاسة البرلمان السابق كانوا بمجموعهم يشكلون سبباَ أساسياَ لكل أزمات البلاد طيلة الاربع سنوات الماضية ,عليهم التحرك السريع لتهدئة الامور وحل الازمة السياسية قبل فوات الاوان والمدخل لذلك :

- تجميد قرارات هيئة المسائلة والعدالة وقرارات الهيئة التميزية القضائية بأيقاف إجتثاث 52 نائب منتخب إنها قرارات سياسية أكثر منها قانونية . وأن هذه القرارات تتعارض مع برنامج الحكومة الذي أقره البرلمان بأطلاق مبادرة المصالحة الوطنية وصرف عليها ملايين الدولارات على المؤتمرات والدعاية الاعلامية وفي حالة البقاء على قرارات هيئة المسائلة فهذا يعني ليس فقط التراجع عن مشروع المصالحة الوطنية وإنما يعني أن الهيئات الثلاث هي ستكون سبب مباشر في تفجير الازمة الحالية ولن يعذرهم أحد .

- تقديم كل التسهيلات للمفوضية المستقلة للانتخابات لتمكينها من تنفيذ قرار الهيئة التميزية القضائية بأنجاز العد والفرز اليدوي بأسرع وقت .

- وضع مصلحة الشعب والوطن فوق مصالحكم الشخصية ومصالح كتلكم الطائفية والقومية وأن تحل الاشكالات وفق الدستور العراقي والحفاظ على أمن واستقرار البلد لا وفق تلبية رغباتكم ورغبات إرادات خارجية حيث كنتم عرابيين لهذه الاجندات وفتحتم أبواب البلاد على مصراعيها أمام التدخلات الخارجية التي لا تريد الخير للبلاد و للعملية الديمقراطي , فهل تستطيعون غلق باب التدخلات الخارجية بتشكيل الحكومة وفق الاستحقاق الانتخابي والدستوري ؟ وهل ستشكل الحكومة في أسرع وقت بعد الانتهاء من العد والفرز اليدوي ومصادقة المحكمة الدستورية ؟ نعم تستطيعون ذلك إذا كنتم صادقون في وضع مصالح الشعب والوطن فوق مصالحكم الشخصية ومصالح كتلكم .

- في حالة تعذر تشكيل الحكومة لشهرين قادمة فلا بد من مخرج قانوني لحل الازمة . أن حل الازمة السياسية هو بأيديكم ياسادة وأن تعذر عليكم ذلك فسيكون الخيار الاصعب الذي ستتخذوه بدعوة البرلمان السابق للاجتماع لمناقشة الدعوة لانتخابات برلمانية جديدة تحت إدارة مباشرة من قبل الامم المتحدة وتعديل قانون الانتخابات بأعتبار العراق دائرة واحدة وتشكيل حكومة تصريف أعمال لحين الانتهاء من الانتخابات. لا سيما وأن الارهابيون الظلاميون من تنظيم القاعدة ودولة العراق الاسلامية ..... إلخ يسعون إلى تعزيز مواقعهم وإعادة تنظيماتهم بعد الضربات القوية التي وجهت لهم بمقتل زعيمي تنظيمهم فأنهم يستغلون الازمات السياسية في البلد وينفذون من خلالها لتنفيذ أعمالهم الارهابية فأن أمن ومستقبل البلاد الآن في خطر .





دعوة مخلصة لكل الخيرين الحريصين على مستقبل الديمقراطية في العراق :

في العمل على تشكيل عصبة الديمقراطيين العراقيين :

العصبة لن تكون بديلاَ عن الاحزاب اليسارية والديمقراطية التي تأسست لحاجة و لضرورات وطنية وطبقية وتأريخية وساهمت هذه الاحزاب في نضالها الطويل في صنع تأريخ العراق السياسي منذ تأسيس الدولة العراقية إلى الآن ولها مهام وطنية وديمقراطية بعضها آنية ومستقبلية الشعب والوطن بحاجة لها كالحزب الشيوعي العراقي .

ولكن الفكرة وآلية تأسيس العصبة والاهداف هي تخضع للحوار وأن تضم في صفوفها كل من هو حريص على الديمقراطية في العراق سواء ناشطون من أعضاء أحزاب يسارية وديمقراطية ومستقلون وحتى اسلاميون يؤمنون بالديمقراطية وقوميون وليبراليون وكل من هو وطني ديمقراطي ومستقل ومن كل قوميات واديان شعبنا العراقي . وهي ليس تنظيم سياسي بقدر ماهو تجمع يلتقي فيه هؤلاء الناشطون من أجل إنتصار الديمقراطية في العراق وليكن هذا التجمع حاضنه أو مؤسسة لانصار الديمقراطية في العراق يطلق عليها إسم ( عصبة الديمقراطيين العراقيين ) .

بعض الاسباب الموجبه للدعوة لاقامة هذا التجمع هي :

1- لتوحيد كل أنصار الديمقراطية ليكون لهم تأثير فاعل في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية .

2- أحزاب الاسلام السياسي ومعهما القوميون المتطرفون شجعوا وساعدوا على ظهور هويات مضرة بالوحدة الوطنية وبمستقبل البلاد مثل الهويات القبلية والعشائرية والهويات الدينية المذهبية الطائفية ودفعت بالناس للتشبث بهذه الانتماءات والهويات وهذه نزعة خطيرة تساعد على النزاعات الاهلية والاثنية وتضعف الوحدة الوطنية وتعرض السلم الاهلي إلى مخاطر .

3- في ظل الادارة السيئة للحكم منذ 7 سنوات إلى الآن ضعف الشعور الوطني في المجتمع وضعفت الهوية الوطنية وتراجعت أمام الهويات التي أنتجها الطائفيون والقوميون المتطرفون .

4- الحقيقة المرة التي لا يمكن تجاوزها أن حكم المحاصصة الطائفية والقومية منذ 7 سنوات إلى الآن لن يتمكن من بناء الدولة العراقية الحديثة القائمة على القانون والمؤسسات الديمقراطية , وكل ما أنتجته هذه المحاصصة هي سلطة الطوائف والقوميات وتعزيز هيمنتهم وسيطرتهم على السلطة وهم بهذا النهج اللاديمقراطي يعرضون مصلحة الوطن ومستقبله إلى مخاطر قد تؤدي إلى تقسيم البلد إلى دويلات بدلاَ من بناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد .

5- دفعوا بالثقافة والفنون والسينما والمسرح والغناء والموسيقى والحضارة ومؤسسات المجتمع المدني والعلم والقانون والديمقراطية إلى الخلف وحلت محلها أحلامهم المريضة . في حين نجد أن الامر معكوس في كل الدول الحديثة ينطلقون من قاعدة إذا إنهارت الحضارة وتراجعت الثقافة والعلم تنهار الدولة .

6- لم يحققوا شيئ لصالح الشعب وتلبية حاجاته المتنوعة ولم يطوروا المجتمع و التجارة والاقتصاد بقدر ما طوروا ولبوا طموحاتهم الشخصية ومصالحهم الانانية الضيقة .

7- ممكن أن تكون العصبة لوبي قوي ضاغط على الصعيد الجماهيري والاعلامي والسياسي يعمل مع منظمات المجتمع المدني ويناضل من خلال الضغط من أجل سن قوانين ذات محتوى ديمقراطي .

8- قد تكون العصبة عامل مساعد يعمل على توحيد عمل ونشاط كل قوى اليسار والديمقراطية لتشكيل قطب يساري ديمقراطي فاعل في العراق .

9- الدعوة هي مطروحة للنقاش لبلورة رؤية ومهام وطريقة إلتقاء وآلية عمل وتمويل ذاتي ..... إلخ وإذا أجمع 10 أشخاص على شخص أو شخصين أو ثلاثة من الوجوه والشخصيات الديمقراطية المعروفة على صعيد العراق ليكونوا مركز لبلورة رؤية وأفكار عملية لاجل بدأ العمل بتشكيل العصبة فهذا يسهل العمل وإذا تعذر ذلك أقترح من خلال موقع الحوار المتمدن وموقع الناس وينابيع العراق أو عراق الغد إذا وافقوا أو بعضهم ليكونوا عامل مساعد ومركز تواصل للاتصالات وتبادل المعلومات بين الداخل والخارج وبشكل مؤقت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفكرة دعم لقوى اليسار
البراق ( 2010 / 4 / 30 - 19:59 )
الاخ الكاتب ان ماعرضته من الحالة التي وصلت اليها البلاد بسبب التشبث للبقاء في السلطة رغم خسارة الانتخابات وما نتج عنها من ممارسات لتغيير النتائج بطرق متعددة يستوجب التصدي لها من القوى الديمقراطية فعلا ومقترحك لتشكيل عصبة الديمقراطيين العراقيين ستكون دعما لقوى اليسار وليس بديلا عنها وعلى جميع الديمقراطيين ان ينهضوا بهذه المهمة الوطنية الملحة من اجل ترسيخ الديمقراطية في العراق وحمايتها من اي انتكاسة محتملة


2 - الخطر اكبر الان من الانتخابات السابقه
محمود ( 2010 / 4 / 30 - 22:41 )
تحرك قوى اليسار امرا لا بد منه لوضع اليد على البرنامج الوطني القابل للتنفيذ لانقاذ الشعب العراقي وعلى الفضائيات التلفزيونية والاعلام الوطني الحر تناول برامج القوى والاحزاب السياسية واثارتها من جديد ووضع النواب الجدد الذين اختارهم الشعب هل هم مقادين من قبل رؤساء الكتل ام هم وطنيون السيد المالكي يصرح ومن معه يرددون كالببغاء والسيد علاوي يصرح ومن معه كالببغاء اين وطنيتكم ايها النواب الجدد اعلنوا مواقفكم واثبتوا وطنيتكم وكفى التخندق الحزبي والطائفي لاعلان ودعم دكتاتورية جديدة لن يكتب لها النجاح
وشكرا للسيد كاتب المقال

اخر الافلام

.. تصاعد حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع| #غر


.. روسيا تكثف الضربات على محطات الطاقة وكييف تستنجد| #غرفة_الأخ




.. أصوات انفجارات عقب استهداف مستوطنة مرغليوت بصواريخ أطلقت من


.. مظاهرة في مدينة كراتشي الباكستانية دعماً لفلسطين




.. معبر رفح.. مصر تصر على انسحاب القوات الإسرائيلية| #غرفة_الأخ