الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يستحق العراقيون الحرية ؟

ئارام باله ته ي

2010 / 5 / 1
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


هل يستحق العراقيون الحرية ؟
{يا أهل العراق فانما أنتم كالمرأة الحامل حملت فلما أتمت أملصت (القت ولدها ميتا) }الامام علي (نهج البلاغة)

بعد عقود طويلة من الظلم والأضطهاد والغبن وشريعة الغابة ، اهتدى العراقيون أو بالأحرى أهتدوا الى ومضة من الحكم الرشيد ، بعد دستور معقول وانتخابات تعددية وتداول سلمي للسلطة ،لا ننسى بوصاية اجنبية . وقبل أن يتمخض ذلك كله تجربة ناضجة ، عاد العراقيون الى منطقهم القديم ، المنطق الذي وصفهم به الامام علي في نهج البلاغة ، ويبدوا أن هذا الخلل موجود في العراق تربة وليس مجرد شعب منذ القدم ، اذ استغربت من وصف الاسكندر المقدوني لأهل العراق ، حيث نعت البابليين ب (المنحلين أخلاقيا) أثناء غزوه للمنطقة ، هذا على ذمة مؤلف (قصة الحضارة) ول ديورانت .
وضعت الانتخابات أوزارها ، نعم أوزارها ، من دجل وتزوير وترغيب وترهيب واستخدام للمال العام وتدخل اقليمي . بعدها وعلى كل حال انتظر المواطن البسيط سرعة تشكيل حكومة تقدم له الخدمات وتوفر له فرص العمل وينتشله من ضنك الحياة ، الا أننا أقتربنا من انقضاء شهرين ولم يترشح عن الانتخابات شيء ولازال السياسيون في المربع الأول ، لا أحد منهم يكبت شهوته للكرسي ، وبكل الوسائل المتاحة سواء عبر القنوات القانونية المطاطية او عبر التهديد والالتجاء للخارج . يحصل الالتفاف والتأويل المصلحي لبنود الدستور ، في وقت لازال الحبر الذي كتب به رطبا والأشخاص الذين كتبوه أحياء ، ذلك لأجل مصالح ورغبات شخصية تمنع الامتثال لمصلحة الشعب .
يقول جان جاك روسو (الحرية الحقة أن نطيع القوانين التي اشترعناها نحن لأنفسنا) . ومادام العراقيون ، قد أثبتوا عدم جدارتهم ب (الحرية) ، فانهم يستحقون البقاء تحت حكم أجنبي ، وهكذا كان جل تاريخ العراق . حيث حكمهم الفرس ثم عرب شبه الجزيرة العربية ، وحتى أثناء تشكيل دولة العراق الحديثة عام 1921 تفطن المستعمر بعينه الثاقبة لنفسية هذا الشعب ، عندما استورد له (ملك) من الخارج . واليوم لما لايكون العراق في عهدة الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة لحين تعلمهم أسس الحكم والحياة الديمقراطية عن قناعة ، واكتساب ثقافة قبول الاخر من المنهل الغربي ؟ لا أن يكون قبولهم لتداول السلطة مجرد اذعان واكراه ، وبالنهاية انعكاس لثقافة الغلبة البدوية .
ان العراق يعيش على شفا حرب أهلية ، نتيجة شعور السنة بالاستبعاد والتهميش ، حتى بعد مشاركتهم الفاعلة في الانتخابات وقضائهم على (القاعدة) ، حيث تستعمل ضدهم كل الأسلحة ، الشرعية منها وماهو محل شك في شرعيته أيضا . في حين يأبى المالكي الا أن تنصهر الدولة في شخصه ، ليطبق مقولة (هيغل) (ان الدولة في الشرق تتميز بحرية مطلقة لفرد واحد وعبودية مطلقة لمن سواه) . وأمام هذا الشعور من السنة ، اضافة الى حنينهم لأيام السلطة الخوالي ، وأمام هذا النوع من التفكير من قبل السيد المالكي الذي استهوى السلطة الى حد يصعب عليه التنازل عنها ، يغيب المنطق السليم والعقل المتزن عن الساحة العراقية . ليؤمن المرء مضطرا بادعاء (نيتشه) في (أن العقل لايتحكم في الجسم ، بل ان الجسم يستعمل العقل كأداة طيعة للوصول الى أهداف غريزية) . ألم تعد مطامح الساسة العراقيين غريزية ؟ .

في هذا الجو المعكر الصفوا ، وهذه المياه الضحلة ذات الرائحة النتنة . يعجز العراقيون عن ايجاد حل دون تدخل اقليمي ودولي ، ولما لا حيث اثبتوا أنهم لايستحقون الحرية الحقة ؟ .

ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مخالفات في النشر على الحوار المتمدّن
يوسف شيت ( 2010 / 5 / 1 - 15:25 )
لا أريد التعليق على مقالة الكاتب السيد ئارام والدفاع عن الشعب العراقي الذي إبتلى بسياسيين مهووسين بالسلطة، سابقا ولاحقا ، وعصابات الإرهاب ، ومن سارقي المال العام وأصحاب الشهادات المزورّة من مختلف المواضيع ومنها القانون. لكن كاتب المقالة تجاوز حدود النشر بكثير ،لأنّ المقالة عبارة عن توجيه إساءات وإهانات الى الشعب العراقي لما يحمله الكاتب من أفكار متطرفة،بغض النظر عن القومية والدين والمذهب التي ينتمي اليها،حيث جاءت مخالفة للفقرة 1،2،4،5 من قواعد النشر . أرى من الضروري حذف المقالة وعدم التشبث بأنها تعبّر عن رأي صاحبها حسب الفقرة 3


2 - قد تعودوا
Rostom ( 2010 / 5 / 1 - 15:38 )
. احسنت كاك ئارام باله ته ي
وهكذا استوردوا الفكر النازي من ميشيل عفلق . الذي هو سوري كما تعلمون
وكذلك الحجاج حكم العراق وما قاله بحق العراقيين


3 - تساؤل مشروع
لينا اكرم ( 2010 / 5 / 1 - 17:25 )
سيدي العزيز
حقاً يحتاج الشعب العراقي الى دهور لينصهر ضمن مفاهيم تقبل الاخر وتعلم الديمقراطية وحتى هذا الحين ندعي من الله ان يهدي جميع الاطراف ليتجنب الابرياء من الشعب ويلات طموح الافراد....
شكرا سيدي فانت تبحث بين الانقاض لتنقب عن اسباب الافعال الحاضرة
.....مقالك اكثر من رائع


4 - فكر فاشي سبب الدمار للعراق وسورية
Rostom ( 2010 / 5 / 1 - 20:51 )
الذي دمر بنية المجتمع العراقي هو الفكر المستورد من خلال عفلق وقسطنطين زريق وزكي الارزوزي ؟ الذين اخدوا الفكر النازي والفاشي ؟ ومن ثم استخلصوا منهم فكر حزب البعثفاشي ؟ هذا الفكر الذي لا يقبل الآخر قوميا دينيا مذهبيا اثنييا ؟
ولا بد ان نذكر دور عبد الناصر التخريبي ؟ من خلال الشواف وآخرين
وبالتأكيد تعرفون ما حصل لثورة 58 والزعيم عبد الكريم قاسم ؟


5 - احترم رايك
صحفية ( 2010 / 5 / 1 - 21:56 )
قد لااتفق مع الكاتب في عدة امور في هذا المقال لكني احترم رايه ولا ارى في الموضوع انه يخالف اية قوانين وهكذا نحن العراقيين دائما وعلى ابسط الاشياء نختلف ولكن في مواضيع جادة وجريئة نخاف وننقد بعضنا ان ارى ان الموضوع قد طرح فكرة جدا عقلانية وان لم تكن واقعية كثيرا لكنها شبة حقيقية اتمنى ان نحترم اراء بعضنا ونتقبلها برحابة صدر واشكر الكاتب لطرحه المميز


6 - من لايستحقها ؟؟
bsmam ( 2010 / 5 / 2 - 00:54 )
قد اتفق مع الكاتب الى حد لكن ليس الى اللااستحقاقية بقدر من الحرية ,شعب عانا من الكبت والظلم بقدر شعوب العالم وتاثر بالحروب وويلاتها ودمارها الذي امتد الى اخمص القدمين وحتى الوعاء الاخلاقي فخلط الثقافة بعقلية الذات والانانية ومزج الجريمة باسم الدين والطائفية فصنع عجينة ما تراهاالان!! وياخباز اي خبز اعددت ,من تلك العجينة .اخي تعلم ان الدولة هي تمييز سياسي بين الحكام والمحكومين وقد ادى المحكومين واجبهم الديمقراطي على اتم وجه بتوجه اكثر من 55% الى صناديق الاقتراع !!!اما الحكام فهولاء كل يغني على ليلاه وا كرسياه وا منصباه فمن لايستحق الحرية؟؟؟

اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-