الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب أخرى للحزن

طارق الحارس

2004 / 7 / 31
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


علينا أن لا نحزن كثيرا على خسارة منتخبنا أمام منتخب الصين في الدور ربع النهائي لأننا لم نخسر شيئا جديدا فلقد خسرنا في بطولة آسيا وهذا هو حالنا دائما وأبدا في هذه البطولة منذ مشاركتنا الأولى ولحد الآن . ثم أننا سبق أن قلنا أن فريقنا قد تأهل الى هذا الدور بالشافعات وشرحنا ذلك في مقالة سابقة وعلى هذا الأساس كان لابد لنا من أن نخرج من البطولة آجلا أم عاجلا .
أيضا علينا أن لا ننسى أن فريقنا خسر أمام منتخب الصين ، مضيف البطولة وجمهوره الكبير الذي ملأ مدرجات الملعب بالرغم من أنه لم يكن ذلك الفريق ( البعبع ) .
علينا أن لا نحزن لأن منتخبنا قد خرج بفوائد جمة من هذه البطولة فقد توافر له خلالها خوض مباريات تنافسية رسمية قبل دخوله الى معترك أولمبياد أثينا وهذه المباريات الرسمية التنافسية تختلف كثيرا في طبيعتها وفوائدها عن المباريات التجريبية . من المؤكد أن الكادر التدريبي قد سجل في دفتره العديد من الملاحظات الايجابية والسلبية خلال هذه المباريات والتي سيستفيد منها في مباريات أولمبياد أثينا .
بالنسبة لي حزنت لأسباب أخرى يقف في مقدمتها نتيجة المباراة ، إذ أن خسارتنا بثلاثة أهداف أعدها خسارة مؤلمة ، لاسيما فيما يخص لقاءاتنا مع منتخب الصين . من المؤكد أنني كنت أتمنى أن نفوز في هذه المباراة ، لكن في الجانب الآخر وبما أن الرياضة فوز وخسارة وأيضا لأنني كنت قد وضعت الخسارة في حساباتي الفنية في ضوء المستوى الذي ظهر عليه منتخبنا في المباريات السابقة فقد كنت لا أتمنى أن نخسر بأكثر من هدف واحد أما الخسارة بثلاثة أهداف مقابل لا شيء فقد كانت بعيدة جدا عن تصوراتي .
الأمر الثاني الذي تسبب بحزني هو التصرف غير اللائق الذي بدر من بعض اللاعبين ، لاسيما منهم حارس المرمى أحمد علي الذي لم أكن أتوقع منه التصرف غير المبرر اتجاه اللاعب الصيني ومن ثم اتجاه الحكم وحمدت الله أن هذا التصرف قد بدر منه في الدقيقة الأخيرة من المباراة ، إذ لو حصل ذلك في وقت آخر من أوقات المباراة لتعرضنا الى هزيمة أثقل من الهزيمة التي تعرضنا لها .
نعتقد أن على الكادر التدريبي والاداري تقع مسؤولية الاهتمام بالناحية الأخلاقية والانضباطية للاعبين داخل الملعب وخارجه أيضا وعلى اللاعب أن يعرف جيدا أنه يمثل العراق في المحافل الدولية ولا يمثل نفسه وفي ضوء ذلك التمثيل تترتب عليه التزامات عديدة . الأيام القليلة القادمة ستشهد مشاركة هذا المنتخب في أولمبياد أثينا وهذا يعني أن عدد المتابعين لمباريات منتخبنا سيكون أضعاف أضعاف العدد الذي تابع مبارياتنا في بطولة آسيا وعلى هذا الأساس فان مسؤولية كبيرة تقع على عاتق اللاعبين . تتجسد تلك المسؤولية في عكس صورة ايجابية عن العراق وأخلاق شعب العراق .
الشد العصبي الذي ظهر عليه بعض اللاعبين في الدقائق الأخيرة لم يكن له مبرر مطلقا ، إذ أن منتخبنا كان خاسرا بهدفين مقابل لاشيء وقد احتسب حكم المباراة ضربة جزاء سواء كان قراره صحيحا أم لم يكن ( القرار كان صحيحا ) ويعني هذا أن الفريق الصيني من المحتمل أن يسجل هدفا ثالثا من ضربة الجزاء التي منحها الحكم وأن الوقت المتبقي بما فيه الوقت بدل الضائع لا يكفي لمعادلة الكفة ومن هنا نجد أن التصرف لم يكن منطقيا أبدا لا في هذا الوقت ولا في أوقات المباراة الأخرى وان كانت نتيجة المباراة بهذا الشكل أو بأشكال أخرى .
نعتقد أن التصرف غير اللائق الذي بدر من بعض اللاعبين قد أحرجنا أمام الجمهور الصيني الذي ساندنا في المباريات السابقة وأحرجنا مع أنفسنا قبل ذلك لذا يجب الوقوف على هذه الحالة وقفة مطولة مع اللاعبين ومعالجتها قبل وصولنا الى العاصمة اليونانية أثينا .
أما الأمر الآخر الذي أحزنني فهو عدم مشاهدتي لقائد ( كابتن ) للفريق العراقي داخل الملعب ، إذ من المعروف أن دور الكابتن يعد من الأدوار المهمة جدا حتى أنه يقوم ، في بعض الأحيان بواجبات المدرب داخل الملعب والغريب في الأمر أن منتخبات العراق كانت تزخر بوجود مثل هذا القائد ، بل نستطيع القول أنه كان في منتخباتنا أكثر من لاعب يستطيع حمل مسؤولية شارة الكابتن واذا كان لابد لنا من ذكر أمثلة فعبد كاظم ومجبل فرطوس وحسن فرحان ورعد حمودي وعدنان درجال وحسين سعيد وراضي شنيشل خير أمثلة على ذلك وأستطيع القول أن هذا الأخير ، أي راضي شنيشل ، كان آخر من حمل مسؤولية شارة الكابتن بجدارة في المنتخب العراقي خلال السنوات الأخيرة . نعتقد أنه لو كان لدى منتخبنا ( كابتن ) يتمتع بمواصفات القائد الجيد لما حصل ما حصل في مباراة الصين .
حزنت لأن الخسارة جاءت في يوم الثلاثين من تموز ، هذا اليوم المشؤوم في تأريخ العراق وكنت أتمنى أن يفوز منتخبنا في مباراته هذا اليوم لكي نمحي من ذاكرتنا ما حصل في هذا اليوم في العام 1968 وندخل فيها ذكرى جديدة هي أن منتخبنا فاز على الصين في عقر دارها في يوم الثلاثين من تموز في العام 2004 .
كاتب عراقي مقيم في استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو