الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر الشعبي والسلطان الجديد

جبار عودة الخطاط

2010 / 5 / 1
الادب والفن



ذهب شاعر إلى احد السلاطين وأنشده شعرا
قال السلطان: أحسنت.. اطلب ما تشاء
قال هل تعطيني؟؟؟
قال: أجل
قال : أريد أن تعطيني دنانير بمقدار الرقم الذي أذكره في الآيات القرآنية
قال: لك ذلك
قال الشاعر: قال الله تعالى : "إلهكم إله واحد"
فأعطاه دينارا
قال: "ثاني أثنين إذ هما في الغار"
فأعطاه دينارين
قال: "لقد كفر اللذين قالوا إنا الله ثالث ثلاثة"
فأعطاه ثلاثة دنانير
قال: "قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك"
فأعطاه أربعة
قال: "ولا خمسة إلا هو سادسهم"
فأعطاه خمسة دنانير وستة دنانير أخرى
قال: "الله الذي خلق سبع سموات"
فأعطاه سبعة
قال: "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
فأعطاه ثمانية
قال: "وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض"
فأعطاه تسعة
قال: "تلك عشرة كاملة"
فأعطاه عشرة دنانير
قال: "إني رأيت أحد عشر كوكبا"
فأعطاه أحد عشر
قال: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله" "
فأعطاه اثنا عشر
ثم قال السلطان: أعطوه ضعف ما جمع واطردوه
قال الشاعر: لماذا يا مولاي؟
قال السلطان: أخاف أن تقول : "وأرسلناه إلى مائة ألف أويزيدون !!
اسوق هذه المقدمة لتكون مدخلا للحديث عن حالة حصلت وتحصل في مشهدنا الشعري الراهن لتكون امتدادا سيئا لظاهرة كرسها النظام المباد .. هذه الحالة هي ( حج ) الشعراء لقبلة للساسة الخضراء وانشادهم شعرا يتغنى بسواد عيون السياسي ليحظى الشاعر بعد ذلك بهبات السياسي وربما تبرز هذه الحالة بشكل اكثر توكيدا لدى ( الشعراء الشعبيين ) الذين رأيت الكثير منهم يتسابق في طرق ابواب الساسة والرموز في توجه مقرف يشي بتدن لافت في التركيبة النفسية لهولاء الشعراء .. فعلى الشاعر الحقيقي ان يعي بانه اكبر من السياسي واجل وان المصاف الاجتماعي والمالي الذي ينهض به السياسي عن الشاعر لا يمكن ان يجعل الساسة بمنزلة تترفع عن منزلة الشاعر والمبدع المكتنزة بالالق والاحساس المرهف الصادق لذا فان تصرف بعض ( الشعراء ) خارج اطار هذا الفهم المتسامي هو نكوص مرعب يجب التصدي له وفضحه لئلا يصبح ظاهرة في عهدنا الجديد لا سيما ونحن نتطلع لحقبة جديدة يأخذ فيها المبدع استحقاقه الاعتباري من خلال شرف الموقف وعدم الانزلاق نحو درك المكاسب الرخيصة التي تسئ الى المبدع وتأريخه بل انها تمتد بضررها لتتعدى شخص ( الشاعر المتكالب ) لتكون سبة على الشعر الشعبي بشكل عام لانها سترسم صورة مشوهة عن كل فضاء الشعر الشعبي كما لايخفى .. فكما نلاحظ كيف ان الشاعر في الحوارية التي استهليت بها مقالتي هذه قد وظف الآيات القرآنية على سبيل التدريج النهم للظفر باكبر قدر ممكن من الدنانير مما حدى بالسلطان الى التنبه الى ذلك وطرده قائلا : أعطوه ضعف ما جمع واطردوه.. أخاف أن يقول : "وأرسلناه إلى مائة ألف أويزيدون !! فعلى ( الشعراء ) الذين يوظفون الشعر لمحاولة الظفر بما يستطيعون جمعه من دنانير ان يتوقعوا ان السلطان الجديد ربما سيطردهم وقبل ذلك سيطردهم الشعر ويلفظهم من محرابه الشفيف وليتهم يتعظون...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش


.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا




.. الفنان عبدالله رشاد يبدع في صباح العربية بغناء -كأني مغرم بل