الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واحة الكلمات

عبد الوهاب المطلبي

2010 / 5 / 2
الادب والفن



قال لها:انت حره في ان تتخذي قرارك الصائب على ان يكون فعلا نابعا من القلب والروح
قالت: إنَّ حياتي إنجيل عذابات وجروح منذ ولادتي...لم ار لي فسحة فرح حقيقي لأستلقي على بساط أعشابه
تساءل : لا أفهم ماذا تريد؟
في إبحاره عثر عليها الحسنا ء الارنب,,,لأنها تحفر الأنفاق بين هضاب الكلمات....تذكرت ُ حين كنت صبيا ألاحق ُ ارنبا أو أرنبه لا يهم ، في البرية الحضراء...كان الكتاب المدرسي رفيقي آنذاك...جعلتني ابدو أحمقا .....لها مداخل عدة مثل بعض القوارض....حين تبتعد تقف و تحرك إذنيها من بعيد...تقول لك : اركض ْ خلفي
على هامش الاغواء بين آدم وحواء
ادم وحواء يا له من كتاب مثير ؟! منذ بدء الخليقة وحتى الالفية الثالثة
من هو ادم ؟؟هل هو كل ارجال؟
من هي حواء ؟؟ هل هي كل النساء؟
من يستطيع ان يضع نفسه على كرسي الاعتراف
الكلمات التي وضعتها صاحبتي ، ليس سوى انطباعاتها عن ادم الذي مر عليها بوجوهه المتعدده بعناوينه الملونه .... واما حواء هي ايضا تبدو من وجهة الرجل الكاتب ليست بالتأكيد لها وجه واحد....
قالت له: هل نسيت َ قولك إنَّ المرأة نعمة لا تضاهى...وقلت أيضا انها كوكب آخر...ولا ألوم ابدا ً شاه جيهان حين نحت حبه صرحا رخاميا ابيضا ناطقة ومخلدا إياه لحبيته تاج محل؟؟..
نعم قلت ُ ذلك : وما زلت ُ أحملُ هذه المعاني في روحي تكريما لحواء..
من نكون نحن ُ الرجال بدون حواء...؟؟؟ المشاعر التي تنبتُ في أعماقنا نوعا ً من زنابق الحب والوله... لعلها بتأثير ملائكة الخصوبة التي نراها في كوكبها كوكب الحنين المميز
الرقعة الكونيه الهائلة تمنحنا الحق في التحرك فوق اديم المربعات الهائلة من الوان متعددة ليست فقط عن اللونين الاسود والابيض ...مربعات اخرى وبالوان شتى....
يبقى لاعب الشطرنج وحده من يحدد في حالة تفرجه بين لاعبين، اذ انه يتابع خطواتهما منذ بدء الافتتاحية.....ادم يقتل حواء .... ليست هنالك توصيفات للقتل
حواء هي الاخرى تقتل ادم بدون رحمة ...ليس هنالك نعت محدود.....اللعب بالكلمات ما اسهله
اللغة ُ الكائن ُ : كائن ٌ يستعذب المط والتركيب والتفكيك؟؟ المسرح وحده له من يديره ويراقب
ثمة سباق حار وغير مألوف لتركيب المعاني في الرقعة الشطرنجية....اللاعبون في هذه الرقعة بضمنها حواء في لعبة الكلمات المتقاطعة ترسم ابداع الجروح المتناوحة.... تدرك ان المرأة هي من منحت التفاحة لآدم و اغوته وحين سقط في الفخ نظرت اليه شزرا وارادته ان يكون فأرا لتجاربها ... لا انكر ان آدام ايضا اراد الاغواء ربما ارضاءا لامرين تعرفهما حواء جيدا جعلت أدم يلعب البوكر الذهبي المستور ..كان يعتقد جازما انه ضحية لجرح لدى حواء ....وحواء تدرك كم تؤمن بمثيولوجية الانثى المجروحة، انها تمارس انتقامها بعذوبة سادية التراجيديا لعشتار وديانا على السواء!!.... التحرك فوق المربعات شيء مريب... لم يكن الاستقراء الا اصداء لاوجاع دفينه مموهة بلسفنة معينة ...هل فعلا نحن ممثلون اغبياء فوق مسرح عجيب..؟.
قال لها مرة :اصدقيني وكوني صادقة ً مع نفسك دعي روحك ترد ، إنَّ ما حدث ......هو ما يحدث غالبا بين الاصدقاء
أشعر أنَّ ما تبحثين عنه ليس هو الصداقة ولا الزمالة...إنما اردت الإمتلاك بكل معانيه...
هي ليست معنية بما يفهمه الرجل..
قال لها: أود ان تتفهمي جيدا أنا من يعترف إن الحياة فيها من الجمال والنقاء يستحق ان نعيشها ومن اجل ذلك لا يمكننا القفز من قمة الجبل... لا بد أن نجد موضعا لأقدامنا بشكل يليق بصديقين اولا .... وبجرحين.... لك ان تقرري ما يقودك اليه القلب ُ والعقل ُ معا ً لان القلب َ يمنحك ِ الدفق َ للتوق ..وان العقل يمنحك الرؤية الشمولية للواقع الموضوعي ..المشكلة أنا أفهم لغة الجروح..
هي أدركتْ إنه الوحيد الذي أحبها بصدق..
.لكنه ادرك بمشاعر قلبه الرهيف هي لا تبحث عنه وانما كان بحثها الدؤوب عن ذاتها مثل نهر ٍ كثرت ْ إنعطافاته مرة بين الوهاد الرملية ومرة أخرى بين السهوب الخضراء
حين ترك الفتى الارنبه...استفاقت فيها مشاعر الأنا الطاغية قالت له :هكذا خلقت ُ لن أخضع َ لناموس الحب..ولن تدركني ابدا ..سأغلق عليك أبواب صحوك ومنامك...سألقي بأحلامك من قمة شاهق ٍ... أبتسم هو وصرخ : يا للهول ويا للكارثة كيف تمتلكين يقظتي أو رقادي؟ ....أيقن انها ضلت ْ خطاها في متاهات الجنون وإنَّ فداحة خساراتها لا تعوض...لكنها لم تعلم إنها وهبته ذاتها
صورة وصوتا ً وهو يعيش معها كل َّ يوم... ،ْ ما لم تدركه جيدا ان ما تنشره من قصائد صوتيه مفتعلة ورديئة عند كتابتها المداهنة عن الدبابير الذين لم يبرحوا تل حومل...اي شعر هذا الذي يجتر ما قاله الاسلاف وأي قصيدة موازية مفتعلة مشوشة المعاني..طبيعي هي كارثة في إذن المتلقي..، بخلاف قصائدك يا حواء الموجهة من سهوب الصدق والحنين تبدو لي معزوفات رائعة وصادقة كثورة بركان الكبرياء.... وبرغم مبالغتها العفوية الانفعالية الا أنها تثير لدى المتلقي زوابع رعدية من سماوات أخرى
في الغابة المطيرة..أخطو وحيدا ً تبهرني خيوط الشمس الآتية من بين الفجوات البلورية المتفتحة بفعل أنامل النسيم الرقيقة وحركة الكائنات اللامنظورة..فوجئتُ بشبح ٍ نوراني ينتحل الأنوثة الشفيفة عبر أبجدية ٍ مميزة ٍ دونتها لمسات العنكبوت القزحي...إقتربت ُ منها كثيرا ً ادركتُ أنَّ هناك مشتركات ٍ كثيرة بيني وبينها ، هل ثمة موجات خفية لكائن آخر يحمل نفس الاسم؟
كيف اشعر بميل اليها وانا اقف على انقاض معبد الحب ذلك الصرح الذي يشبه تاج محل شيدته من مدامعي وحسراتي ..اقتربت منها حاولت ان اهمس اليها أحبـ.. فانفلت حرف الكاف المكسور...تحول الى فراشة مميزة لم ار اجمل منها...ثم حلقت فوق الغصون العالية سادني شعور بالقلق والقهر وتحسستُ قلبي فاذا به يأن كطفل مريض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وحي الكلمات
فاطمة الفلاحي ( 2010 / 5 / 2 - 14:21 )
المكرم عبد الوهاب
صدق يحيى بن معاذ : حين قال
يصبح الرجل شاعرا ، ان مس قلبه الحب
فساعيد ماقاله فكتور هيجو

• الرجل هو البحر
والمرأة هي البحيرة
فالبحر تزينه اللآلئ
والبحيرة تزينها مناظرها الشاعرية الجميلة
والرجل نسر يطير في الجو ويحكم كل ما تحته
والمرأة بلبل يغرد فتحكم القلوب
الرجل له مصباح هو الضمير
والمرأة لها نجم هو الأمل
فالمصباح يهدي والأمل ينجي
إن الرجل ملتصق بالأرض
والمرأة في السماء

فلا تبخس عليها بحرف الكاف ايها القدير


2 - الاديبة الباسقة فاطمة الفلاحي
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 5 / 2 - 21:01 )
ارق التحايا اليك سيدتي الكاتبة والشاعرة المميزة. فاطمة الفلاحي ..اسف جدا لكوني تأخرت في معرفة احدى القامات المميزة... ايتها القديرة هذا ما غرستيه من زنلبق الكلمات الشعرية في صفحتي اعده شرفا لي
يفوح شذى الحكمة والتوق الانساني...ايتها الجليلة السامقة لقد أخجلتيني
لك مني الدعاء أن يهبك الله اسعد الاوقات ويخلدك في سجل المميزات
والف الف شكر لك


3 - سلمت يداك
علا النوري ( 2010 / 5 / 2 - 21:06 )
سيدي الفاضل ماأحوج المرأة اليوم وخاصة العراقية الى من يحبها ويحبها ويحبها فهي أصبحت تجد في الحب ملاذاً اخيراً تلتجأ اليه من هموم وعذابات السنين.


4 - المرأة نعمة من اجمل واغلى نعم الله
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 5 / 3 - 07:19 )
ارق التحايا الى الاستاذ علاء النوري
اذاكانت المرأة هي هبة الله فالمرأة العراقية هبة كبرى وملاك وردي انحني لها اجلالا وتكريما فقد قاسمت الوطن جروحه بشجاعة مميزة


5 - كلمات رائعة
دلال محمود ( 2010 / 5 / 3 - 20:45 )
عبد الوهاب المطلبي
الكاتب الجليل
جميلة هي الكلمات التي خطتها اناملك الذهبية بحق المراءة التي تهب الحياة والعطاء دون ان تنتظر الامتنان من الاخرين.


6 - تصحيح
علا النوري ( 2010 / 5 / 3 - 22:13 )
سيدي الفاضل أنا أنسة أدعى علا النوري ولست علاء النوري لذا أقتضى التنويه لطفاً


7 - حواء التي تقتل ادم بدون رحمه
قاسم محمد مجيد الساعدي ( 2010 / 5 / 4 - 13:14 )
محبتي لاستاذي عبد الوهاب المطلبي
حين يتحول الحرف الى فراشه تطير عاليا وتمتلى غيظا وقهرا يا لحرف الكاف هذا
ابدعت حين كان زخم تساءلك المرير عن ادم وحواء
ومكنونات تلك العلاقه لغتك الباذخه والانيقه تشدنا للكتابه والتواصل لقراءة جديدك
انت كتبت وصفك الدقيق ربما يرضى غرورنا نحن الرجال من عنف حواء واغواءهاوتمردها وخيانه حبها (حواء هي الاخرى تقتل ادم بدون رحمة
سلامي لك بانتظار جديدك المتالق دوما


8 - علا النوري
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 5 / 4 - 14:24 )
اارق التحايا اليك انستي علا النوري شكرا لنبضات قلبك واوافقك ان المرأة العراقية تستحق التقدير وهي اهلا للحب بجداره وهي فعلا فيض عطاء بلا حدود ووفاؤها منقطع النظير
لك احترامي الكبير


9 - الاديبة الرائعة دلال محمود
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 5 / 4 - 14:25 )
ارق التحايا اليك سيدتي
شكرا لشذى حرفك الانيق


10 - الاديب الرائع قاسم محمد الساعدي
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 5 / 4 - 14:28 )
استاذي الاديب اليك ارق التحايا واطيب الاوقات شكرا لزيارة العذبة الى صفحتي
من اجمل الاشياء
في لغة السماء
الموت حبا فيحضن حواء

اخر الافلام

.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي


.. صباح العربية | الفنان الدكتور عبدالله رشاد.. ضيف صباح العربي




.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها