الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يفتح الشاعر روحه، يدخلها كل شيء إلا فهو فيخرج

خيري حمدان

2010 / 5 / 2
الادب والفن



خيري حمدان
حين تسأل الأوساط البلغارية من هو الشاعر "ليوبومير ليفتشيف؟"

http://www.trud.bg/Images/Cache/Image_318937_3.jpg

يجبك الكثيرون بأنه الشاعر المبارك الذي لامسه الخالق. ليفتشيف الذي استخدم العصا ليتوكأ عليها منذ شبابه ولم يتركها حتى يومنا هذا، شعراء بلغاريا يتمنون لو كانوا تلك العصا ليصاحبوا الشاعر أينما حلّ ومضى. شغل ليفتشيف منصب رئيس اتحاد الكتاب خلال الفترة (1979 – 1988)، حصل على الميدالية الذهبية للأكاديمية الفرنسية ولقب فارس الشعر، وحصل على جائزة السوربون وجائزة خريستو دانوف وجائزة بوشكين للآداب، أنتج 58 ديوانا من الشعر وتُرجِمَ لستة وثلاثين لغة عالمية، كما قدم العديد من ترجمات الشعراء العرب وآخر هذه الترجمات جدارية محمود درويش.

حين سئل الشاعر عن رأيه في الموت، أجاب:
الموت كالذاكرة،لا يمكن التحكم به.
الموت لا يأتي حين نتذكره،
الموت يأتي حين يتذكرنا.


وهنا ترجمة لآخر قصائد الشاعر والتي نشرت يوم الثلاثاء 27/04/2010 بمناسبة عيد ميلاد الشاعر الخامس والسبعين.

http://www.trud.bg/Images/Cache/Image_318937_3.jpg


ككلّ شيء وكالجميع
مشيت البارحة في شارع
معدم.
كنت منفتحًا، وفيّ دخلت الأشجار،
ومعالم المدينة، وحتى المساء..
كلّ شيء دخلني
باستثنائي أنا فقد خرجت،
من هذا المعبر الأثير.
عندها مرّ شابٌ أو فتاة،
من الصعب تحديد ذلك،
لأنه أو لأنها كان يحمل هاتفًا ويصيح:
- أنت لست بشاعر!
لست بشاعر أبدًا!
تخللت نبرات الصوت تهديد، إحباط وسموم ..
بالرغم من أن الكلمات وجدت طريقها إليّ،
لم أفهم من المعنيّ بذلك.
التقتّ حواليّ.
كان الهواء ينسج أغنية غرامية.
والشبابيك تسنو رباعيات شعرية.
ولج الشعراء في الأرواح،
إلا أنا فخرجت ..
ما يعني
أن الكلمات الميتة كانت تسكنني.
أنا هو من عنا "لست بشاعر!"
أنا اللاأحد.
يا إلهي،
كم هو جميل أن تتحرر من صفة الشاعر!
أن تنقذ ذاتك من هذه اللعنة،
أن تحمي مشاعرك من الهدر،
أن تكون دون جهد مباركًا،
دون معاناة هَنيئَة.
أن تدخل، تدخل ، أن تلج
ككلّ شيء وكالجميع.

هكذا،
حياتي تنبت مجددًا
كسنّ عارٍ،
كضرس عقل،
مؤلم دون ألمٍ ظاهر
حصاد فكّ أثريّ،
أسماها من أنكر صفة الشاعر
إحدى تقمصات الأبدية.

* * *


قصيدة "بلا دموع" حوّلت إلى أغنية وألقاها الفنان البلغاري الشهير ستيفان داناييلوف والذي أصبح لاحقًا وزيرًا للثقافة خلال ولاية الحزب الاشتراكي البلغاري الذي ينتمي إليه، وبالرغم من أن هذه الأغنية اشتهرت قبل عقدين من الزمان تقريبًا، إلا أنها ما تزال رائجة ومحببة حتى يومنا هذا. كيف لا والشاعر ينقل لنا لوعة الفراق في الأربعين من العمر بعد أن كان يحمل عبق الحرية في العشرين.
أترككم مع أجواء هذه القصيدة والتي لا شكّ أنّها فقدت شيئًا من سحرها بعد التدخل السافر والفاضح للمترجم .. فعذرًا عزيزي القارئ.

بلا دموع

الإهداء إلى الفنان ستيفان داناييلوف

كم من السهل أن تكون عاشقًا
في العشرين من العمر
وكم من السهل أن تنقض عهد
الحبّ أيضًا ..

عانقت النسائم
قبلت الأمطار
ومن فرط الحنان
تدحرجت فوق المروج
وعندما حان الفراق
وقالت دون هوادة "وداعًا"
اعتقدت بأنني .. أموت

شِباكٌ من حزم نور شابة
تتقافز في فضاء كياني
تعلن للملأ نجاتي
كما الأطفال يتقافزون فوق الأسرّة
المترجرجة
ووجهي .. وجهي يضحك
وجهي بارد من اثر الدموع وقد جفّت

الفتيات
الساحرات
الصاخبات من حولي
ما أجمل الحريّة تأتي بعد فراق

كم هو مفجع أن تكون
عاشقًا
في الأربعين
كم هو مفجع أن تنقض عهد
الحبّ
دون وداع
دون سحر
دون دموع
الفراق لا يحمل حرية
في الأربعين
وأنا
أنا لا أموت ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى