الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد 40 سنة رسالة طلاب الثانويات

يوسي بيلين

2010 / 5 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


اسرائيل اليوم: انقضى هذا الاسبوع أربعون سنة على ارسال رسالة الثانويين الى غولدا مئير. أصبح كتابها السبعون اليوم في سن الثامنة والخمسين. خدموا في الجيش الاسرائيلي، وشاركوا في حرب يوم الغفران، وانضموا الى قوات الاحتياط وشاركوا في بضع حروب أخرى الى أن حصلوا قبل سنين قليلة على بلاغات باعفائهم من الخدمة الاحتياطية بسبب اعمارهم.
كان الثانويون واحدا من الأنوار الضئيلة في ست السنين من العمى والنشوة تلك بين حرب الايام الستة وحرب يوم الغفران. نحن أيضا الذين آمنا منذ اليوم السابع بأنه لا يحل البقاء في المناطق، انتظرنا مع موشيه ديان، مكالمة هاتفية من الملك حسين، ورأينا رسالة الثانويين وقاحة. لم نفهم كيف يمكن أن يوقع ابن وزير على رسالة كهذه، وكيف يشك شبان بالحكمة السياسية لعباقرة الجيل – غولدا مئير واسرائيل جليلي وموشيه ديان.
كان ارهاب في البلاد وفي الخارج أيضا. في كل يوم قتل جنود في القناة وتوجت صورهم الصحف من الغد. استدعى رئيس مصر جمال عبد الناصر ناحوم غولدمان، الذي عمل رئيسا للمؤتمر اليهودي العالمي، للقاء في القاهرة، قاصدا انهاء حرب الاستنزاف. عارضت غولدا مئير سفره وقبل غولدمان الحكم. آنذاك انتظم الثانويون.
ظلت غولدا تخطىء الاخطاء الممكنة كلها. بدل قبول اقتراح ديان الانسحاب من قناة السويس، وافقت على مبادرة روجرز، وقادت اسرائيل الى هدنة مع مصر، مكنتها من التسلح بصواريخ مضادة للطائرات وأن تخل بتفوق سلاح الجو. في شباط 1971 رفضت اقتراح يارنغ تسوية سياسية بين اسرائيل ومصر كانت مقبولة على رئيس مصر الجديد أنور السادات، وكادت تكون مشابهة لمعاهدة السلام التي وقعها السادات مع مناحيم بيغن بعد ذلك بثماني سنين.
كان الثمن 2800 ضحية من الجيش الاسرائيلي وعشرات آلاف من الجرحى والمعوقين. وثمن اقتصادي فظيع، وثمن سياسي فظيع وصفعة للشعور الذي حاولوا أن يغرسوه فينا بنجاح لا يستهان به بأن المناطق التي احتللناها في حرب الايام الستة هي شريط اسرائيل الأمني.
نحن، الذين كنا بالغين – شبانا زمن رسالة الثانويين، وشعرنا بعدم الارتياح لوقاحة الشبان والتلميحات بامكان عدم الاستعداد للخدمة في المناطق، والذين اعتقدنا أنه يكفي تأييد مصالحة على مناطق مع كيان أردني – فلسطيني ما أوجده المعراخ – يجب علينا نحن أن نطلب الغفران من عشرات الابناء هؤلاء، لاننا عندما صمتنا، رأوا هم آنذاك ما حجبت عنا رؤيته حتى حرب يوم الغفران ألا وهو عمى قادتنا.
بعد أربعين سنة، يربي الاولاد الذين لم يرفضوا الامر العسكري ولم يتهربوا من الخدمة أحفادهم اليوم. لكن رسالة الثانويين يمكن ان تكتب مرة ثانية. توجد اليوم المبادرة العربية المستعدة لعلاقات باسرائيل، اذا صنعنا سلاما مع الفلسطينيين والسوريين. اما حكومة اسرائيل فتريد شيئا واحد فقط هو أن تكسب الوقت.
لا تدرك حكومة نتنياهو ان هذا الوقت لا يعمل في مصلحتنا، وأنه يقربنا من نشوب العنف القادم (الذي يأتي دائما عندما يوجد شلل سياسي) ومن نقض التوازن السكاني ومن المفرق حيث يوجد غربي نهر الاردن كثرة فلسطينية تسيطر عليها قلة يهودية سيطرة مباشرة وغير مباشرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحوار الحقيقي
المنسي القانع ( 2010 / 5 / 3 - 20:59 )
هنا يبدأ الحوار الحقيقي وهنا سوف تتكشف حقائق لطالما حاول الحكام ، عرباً او إسرائيليين ، إخفائها فالطرفين مستفيدون من إستمرار الصراع والذي يبرر للعسكريين والجهلة وتجار الحروب والمتدينين ، يبرر لهم البقاء على سدة الحكم . فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، وهكذا تلجم الأفواه وتهمش العقول بل ويحجر عليها . بعض هذا في إسرائيل والباقي وحدث ولا حرج فهو عندنا وما أدراك ما عندنا . عندنا حكام لايعرفون القراءة والكتابة وحتى عندما يكتب لهم يخطئون الحركات مما يضيع المعنى . هذه حقيقة وليس جلد للذات أو مجاملة للأستاذ بيلين فقد أشار الرجل بصراحة إلى غباء وتعمد القادة الإبتعاد عن الحلول ومنع كل ما يؤدي الى نزع الفتيل .
لقد أن الوقت الذي يجب أن تتوقف فيه إسرائيل عن التصرف كأغلبية ، لأنهم في العالم أقلية . والعرب في فلسطين أقلية تتصرف كما لو كانوا أغلبية وهم أقلية في فلسطين (إسرائيل سمها ما شئت) ولكنهم يعتمدون على العمق العربي ، والعرب ليسوا أكثر من ظاهرة صوتية متخلفة تدعوا من لا يستجيب منذ مئات السنين دون جدوى وقد أدمنوا الدعاء .
لنحكم العقل ونبدأ حواراً شعبياً بعيداً عن الحكام فهو الحل الوحيد .
إحترامي


2 - ايه مناطق
عبد المطلب ( 2010 / 5 / 4 - 16:37 )
هل لاحظتم معي انه عندما تطرق الى مفهوم الاراضي المحتله استعمل مصطلح المناطق؟عن ايه مناطق يتحدث؟ مناطق جميله،مناطق خلابه ام مناطق مختلف عليها.انه مقال من المقالات التي كتبت الاستعمال الداخلي في الحرب بين الاحزاب الصهيونيه،و لا يوجد و لا حتى اشاره لمترجمه و مرسله لهيئه الحوار،و هذا يتنافى مع اخلاقيات النشر.
و كلمه صغيره الى المنسي،عن اي حوار تتكلم ،انه حوار الطرشان ,يوجد قرارات للامم المتحده يجب تنفيذها اولها القرار G194 و الجلاء عن الاراضي المحتله و بعد ذللك سنتحاور حتى الملل,فلا تتنازل عن شيئ لا تستطيع الحصول عليه الان ,الاجيال القادمه سوف تنحى عليك باللوم.


3 - منطق ومناطق
المنسي القانع ( 2010 / 5 / 5 - 04:18 )
الأخ المحترم الأستاذ عبد المطلب ---
أود أن أشكر تكرمك بمناقشة ما كتبت ثم أحب أن أوضح النقاط التالية:-
1- كلمة المناطق هي ما يطلقه العبرانيون على الأراضي غير العائدة لهم أي المحتلة ولا بد أنك لااحظت بأن رسالة الطلاب كانت ترفض الخدمة العسكرية فيها بإعتبار أنها ليست جزءاً من إسرائيل (لاحظ سيدي أنهم يسمونها كذلك وأنا قطعاً لا أتفق مع هذه التسمية فلا يوجد عبر التاريخ شعب إسمه إسرائيل ولم تكن هناك أرض أو دولة بهذا الإسم إنما هو إسم يعقوب الذي صارع الرب ئيل وإنتصر عليه وأسره فأصبح إسمه آسر الرب !!أي رب هذا -- لست أدري).
2- الدكتور يوسف (يوسي) بيلين كان من الرافضين (وأقول كان ، لأنه إعتزل العمل السياسي) لفكرة تشريدالشعب الفلسطيني وقد إلتقى الراحل ياسر عرفات نهاية الثمانينات وبداية التسعينات مرات عديدة بحثاً عن حل،وما مقاله هذا إلا دليل على ذلك.وهاهو يخطئ حكام إسرائيل.
3- حقوق الفلسطينيون تضيع بسبب عقوق عقولنا فلا يمكن إعادتها بالحروب فمنذ 1947 لحد الآن كم أضعنا . أفلا نتعض أم أنها عملية توريط للفلسطينين،ندفعهم ونقول سيروا ونحن من ورائكم سنشنها حرباً إذاعية و حجارة وصواريخ عبثية.إحترامي ودمت

اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل