الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسان هو الغاية

عدنان شيرخان

2010 / 5 / 4
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تعتقد غالبية كبيرة من مواطني دول العالم الثالث ان حكومات بلدانهم لا تمثلهم تمثيلا صحيحا، ولا تدافع بشكل فعال عن قضاياهم، ولا تعمل بجد واخلاص لايجاد الحلول الجذرية للمشاكل والازمات التي ابتليت بها هذه الدول منذ استقلالها، ويرون ان القائمين على شؤونهم يعملون على تقديم مصالحهم ومصالح عوائلهم على مصالح عموم المواطنين، ويشتكون ان حكوماتهم في واد وقضاياهم في واد، ويصل الامر في بعض الدول ان يعامل كبار المسؤولين المواطنين كعبيد احل الله لهم استعبادهم، وان يفعلوا بهم ما يشاؤون.
فلا عجب اذن من ان ينظر مواطنو دول العالم الثالث بعين الحسد والتمني الى ما يتمتع به مواطنو دول الديمقراطية العريقة المتقدمة من احترام عال وتقدير داخل وخارج بلدانهم، ويتمنون ان يقضوا بقية حياتهم في احدى الدول التي تحترم الانسان، وتعرض اعداد منهم انفسهم للخطر في عرض البحر او في الشاحنات للوصول الى معاقل الحريات.
قبل ايام قليلة زادت مشاعر الحسد والتمني، خلال ازمة توقف النقل الجوي بين معظم الدول الاوروبية بسبب غيوم الرماد المنبعث من بركان ايسلندة، علق مئات آلاف المسافرين في المطارات الاوروبية، كان تصرف المسؤولين، ابتداء من رؤساء الحكومات، السريع والفعال نموذجا يحتذى به، لم يهدأ لهم بال الا بعد ان تم نقل آخر مسافر عالق، تحركت القطارات والحافلات وقطع البحرية العسكرية لتأمين عودة المسافرين والسواح الى بلدانهم.
مثل هذا الاهتمام بالمواطن يفتقده مواطنو الدول النامية ويحنون اليه حنينا داميا، وان حصل فبالكلام والتصريحات فقط، اما الافعال فهي المحك والاختبار الذي يكشف وجه الحكومات الحقيقي.
ذراع حكومات دول الديمقراطيات العريقة مفتول، قوي، شديد البأس، يمتد لانقاذ المواطنين ومساعدتهم وحمايتهم اينما ووقتما احتاجوه، وذراع الدول المتخلفة قوي للبطش والقمع واهانة المواطنين والتنكيل بهم.
المواطن عزيز مادامت دولته وحكومته تعزه وتحترمه وتحفظ كرامته وتكون حريصة على صيانة حريته، وهو ذليل عندما يهان في وطنه لاتفه الاسباب، وخارج وطنه عندما لا يحرك المسؤولون ساكنا للضغط على الدول والحكومات التي تتعرض لكرامته.
الحديث عن حقوق الانسان والحريات في دول العالم الثالث، فيلم كوميدي تافه ومقرف، احترام الانسان وتقديس حقوقه وحرياته فقرة مغيبة في السلوك الحكومي اليومي، لان السلطة والمال والجاه والنفوذ هي غاية الحكم وليس الانسان. ولن تفعل التصريحات الجوفاء شيئا لمواطنين عاشوا وماتوا ولم يحصوا على مشاعر الاطمئنان من حكوماتهم، دمرتهم مشاعر الخوف والذل والفاقة التي عاشوا حياتهم في اعماقها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها