الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوق الشعر الشعبي

جبار عودة الخطاط

2010 / 5 / 4
الادب والفن



حين يتحدث الكثيرون باستياء وازدراء واضحين عن الشعر الشعبي فلأن السائد منه في يومنا هذا هو ( النص ) الهابط الذي لاينتمي لعالم الشعر باي وشيجه
حين يشعر المهتمون بالثقافة والاداب عندنا بالنفور من الشعر الشعبي وانتشار ( نماذجه ) المخجله في الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى بشكل مفرط فلأن ما يُسَوّق من هذه النماذج في اعمها الاغلب هي نماذج خفاشية تمارس غريزة ( التحليق ) في عتمة الصراخ والنظم الفج الذي لا روح فيه
حين يرفض الكثير من النقاد ( موجودية وشرعية ) الشعر الشعبي في خريطتنا الثقافية فلأننا صمتنا طويلا ونحن نشاهد مهرة الشعر الشعبي الاصيلة تنحر كل يوم بسكاكين سوقية متمترسة بالاسفاف مختالة بالعمق الديماغوجي المستند على ما اسسته هذه النماذج من خراب للذائقة الشعرية الشعبية في اوساط لايستهان بها من الجمهور
حين صرح البعض بان الشعر الشعبي العراقي قد كتب شهادة وفاته باقلام ( الشعّارة ) و ليس الشعراء الشعبيين فلأن النصوص الشعرية الشعبية الجميلة التي امتطت مهرة الابداع ( الكحيلة ) لتصوغ قلقا لذيذا في مفازات القراءة التي تتفجر من ماء الروح، فتنثر أسرار الجمال بين جنائن التلقي الواعي الباحث عن المغايرة بعيدا عن ( الاسماء الرنانة ) او ما يصطلح عليه بـ ( النجوم ) .. اقول فلأن النصوص الجميلة محاصرة فلا تكاد تجد لنفسها كوة في هذا المنبر الاعلامي او ذاك لتتنفس قليلا وترسل اشعتها الخلابة كي تلامس شغاف القلوب قبل الاسماع
حين تنأى القصيدة الشعبية في ( راهنها ) المؤسف عن إشراقة البهاء الشعري الذي عُجن صلصاله الذهبي من الطين الحري العراقي في ستينات وسبعينات القرن المنصرم فلأنها ركبت موجة ( منصات السوء ) لترسل ترهات ما انزل الشعر بها من سلطان تتلقفها اكف الباحثين عن الاثارة السطحية العابرة لتطبع على وجهها الدميم قبلات التصفيق والمزيد من التصفيق
حين تلاحظ خفافيش ( الشعر الشعبي ) وزبانيته , شاعرا تلمس فيه روحا ضاجة بالجمال الشعري فتهاجمه وتحاول ان ( تسقطه ) بشتى الوسائل ... بل وتضرب حوله جدار من حديد كي يبقى صوته الرصين المكتنز بالسحر والشعر بعيد مخنوق فلا يسمعه احد فلأنها تخشى على بضاعتها البائرة الخاسرة من شفيف وعمق إبداعه .. فالشعر الشعبي لديهم سوق وهم يعتبرون انفسهم ( قنطرجية ) هذا السوق فالويل والثبور وشنائع الامور لكل من يحاول ان يهددهم في ( بسطياتهم ) الكبيرة !
.....................
أما الزبد فيذهب جفاء ( وان بعد حين ) واما ما ينفع الناس فيبقى في الارض ليملأ سواقيها بالشعر القراح وان كره الكارهون .
.....................
سوق الشعر الشعبي ( سوق الكصص )

جنت أضنه بعيني بستان السحر
بعيني بستان الشعر
بيه يتشابك خرير الماي
وي خصر الشجر
وسط كلّه اخيوطهه من الفجر
..............
وبيه أوراد وعصافيروقصص
جنت اضنه واحه
للحب والجمال
وكلبه بالعشاك والصحبه يغص
وجنت احسبه
يحتضن كل عاشك وحالم بديه
ويفرش بدربه سجاجيد الفرص
لكن الغصه الجبيره بدت
من طبيت جوه
طلع مو بستان اخضر
طلع سوك ... شلون سوك
اتقاسموه
وفرهدوه
كلمن امكور
على ورج وحصص
واليريد يعيش بيه
اليريد يبيع بيه
خلي ينزع كصته من راسه
ويظل ابليّه كصه
حته ايحصّل على بسطيه
تتسمه جذب عدنه منصه
ومن ينادي عالبضاعه
فوك بسطيته المنصه
ايصير دلال ا لمزاد
يشمّر أبيده ولسانه ايصّيح
وينثرهه خبصه
واليريد يعيش بيه
خل يبيع الكصه من راسه برخص
حته يمشي
فوك سجاد الفرص
يا حسافه ...
جنت اضنه بعيني
بستان السحر
بعيني بستان الشعر
بيه اوراد
وعصافير
وقصص
طلع يا وسفه طلع سوك الكصص
طلع يا وسفه
طلع
سوك
الكصص !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشعر الشعبي الاصيل فيض حنين الناس
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 5 / 4 - 14:50 )
ارق التحايا الى الصديق الشاعر جبار عوده الخطاط
اعترف لك يا صديقي انا لا اجيد الشعر الشعبي فهوله شعراؤه الذين ارسوا صرحه وهو حاله كحال الشعر الفصيح نهر تصب فيه السواقي المتنوعة وحين يكون بدون ضفاف ستكون القطرات المميزة هي التي يشار اليها... والابداع في اي فنه يحكمه عشق كبير ولا تلمني ان عشقت اللغة العربية الفصحى لاني وجدت فيها الرقة والموسيقى والعمق ربما لا توفره لي انا شخصيا اللغة الدارجة او الشعبية
ولاتبتئس اذا وجد ناقد ما للشعر الشعبي غير ما تراه فللشعر الفصيح ايضا مطباته الكثيرة فالعمودي في اكثره تكرار لماسبقه وكذلك الشعر التفعيلي اما قصيدة النثر فهي لا تنتمي للشعر كما يراها قلبي وتتلمسها روحي في انماطها الثلاثة فاما النثر في نمط الاسلوب السهل العادي فهو لايحمل سوى سمات الخطاب العادي ولا جديد فيه وتجد فيه التكرار المعاد لاستعاراته واما الاسلوب الصعب الممتنع فهو عبارة عن تركيبات معقدة نأت بحميمية عن لغة المشاعر واحاسيس الروح واحيانا لبعض القصائد هذيانا والمنظرين له يرون انه الشعر النخبوي وهو لا يرقى اليه المتلقي العادي ويتهم بالغباء الفني وهنا نتذكر حكاية ملابس الامبراطور


2 - شكرا للمطلبي
جبار عودة الخطاط ( 2010 / 5 / 4 - 21:31 )
الصديق الشاعر عبد الوهاب المطلبي
مرحى بك اخي .. ومهما يكن من امر فرأيك محترم والاختلاف في الشعر لا يفسد في الود قضية واعتذر للاختصار فالكهرباء قطعت
مودتي

اخر الافلام

.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش


.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا




.. الفنان عبدالله رشاد يبدع في صباح العربية بغناء -كأني مغرم بل