الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السادس من آيار عيد الشهداء في سوريا ولبنان

جميل حنا

2010 / 5 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


يحتفل الوطنيون الأحرار من أبناء الشعب السوري والبناني في هذا اليوم لأحياء ذكرى الشهداء الذين حكم عليهم بالأعدام من قبل السلطات العثمانية التركية إبان الحرب الكونية الأولى.وأختير هذا اليوم من شهر آيار ليكون رمزا لكل الأيام التي سقط فيه الشهداء خلال أربعة قرون ونيف من الزمن. وكذلك تخليدا لأرواح العدد الكبير من الشهداء الذين أعدموا في هذا اليوم في دمشق وبيروت.حكم السلاطين في السلطنة العثمانية بيد من الحديد والنار وأحكموا قبضتهم على الشعوب بالبطش والإبادة, ونصب الخوازيق وأعواد المشانق في كل مكان. واستمر الوضع على ما هو عليه بل أصبح الوضع أشرس في السنوات الأخيرة من إنهيار السلطنة العثمانية. وخاصة منذ أنقلاب حزب الاتحاد والترقي في عام 1908 وأستلام زمام السلطنة. حيث تميزة هذه الفترة بمجازر إبادة الشعوب غير التركية الواقعة تحت سيطرتها في أوربا وبلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والدول العربية الأخرى.وكانت محاولات هذا الحزب بعد أستلامه السلطنة هو تتريك شعوب كافة الدول المحتلة من قبلهم, والقضاء كليا على الإنتماء القومي والثقافي واللغوي لتلك الشعوب.

العنف والبطش الدموي الذي مارسه العثمانيون الأتراك, دفع بالوطنيين الأحرار في كل من سوريا ولبنان إلى تنظيم صفوفها في المقاومة الشعبية بكافة أشكالها للتخلص من الحكم الإستبدادي العثماني.الذي أرتكب الجرائم البشعة بحق شعوب بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام من قتل البشروتدمير الحياة الأجتماعية والأقتصادية والقضاء على الهوية القومية والوطنية وسلب حرية الشعوب. كل هذه الأمور مجتمعة جعلت الوطنيين الأحرار يدعون الجماهير للألتحاق بالثورة العربية للتخلص من نير العبودية والطلب من فرنسا وأنكلترا الدخول إلى بلاد الشام وتحريرها من الحكم العثماني التركي الدموي ومن جمال باشاا لسفاح الذي أقام المحاكم الصوري للوطنيين الأحرار من المسيحيين والمسلمين في سوريا ولبنان في أعوام 1915و1916 وعلقوا على أعواد المشانق. ونذكر البعض من هؤلاء الشهداء تخليدا لذكراهم وتضحياتهم الجسيمة من أجل حرية الوطن والشعب:الأميرعمر الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري ,شكري بك العسلي, عبد الوهاب الأنكليزي, رفيق رزق سلوم,بترو باولي, جرجي حداد عبد الغني العريسي الخوري يوسف الحايك, الشيخ أحمد طبارة , نخلة باشا المطران,شاهر بن رحيل العلي الشقيقان فيليب وفريد الخازن, الشيخ محمد مسلم عابدين,علي الأرمنازي محمود المحمصاني, محمد ملحم , الشقيقان أنطوان وتوفيق زريق...والقائمة تطول لتمليء صفحات الكتب بأسماء الشهداء من أبناء بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين.

وكان العثمانيون الأتراك يعتبرون تحرر أي شعب من حكمهم الأستبدادي أو المناداة بالتخاص من الظلم والقتل والدعوة إلى الحرية هي بمثابة خيانة "الباب العالي"وخسارة للسلطنة العثمانية, ولذلك كانت ثصدر الأحكام الصورية بحق الوطنيين.وأتاحت فرصة إندلاع الحرب العالمية الأولى وإتخاذها ذريعة لإبادة الشعوب غير التركية بقوة السلاح وتدمير البنية التحتية والقضاء على كل أسباب العيش وتهجير السكان.

ذكرى شهداء السادس من أيار هو رمز وطني ونضالي نحو الأنعتاق من نير العبودية والتحرر من الطغيان العثماني التركي. وسيبقى هؤلاء الشهداء نبراسا لكل الأحرار.لأنهم قدموا الغالي والنفيس من أجل كرامة الوطن والشعب وستبق لتضحياتهم دلاائل عميقة في وجدان كل المخلصين لأوطانهم بغض النظر عن إنتمائهم الديني والقومي. أن ذكرى هؤلاء محفوظة في الذاكرة الجماعية, مهما حاول الطغاة من الحكام المستبدين محوها من كتب التاريخ ومناهج التدريس ومحاولة إضفاء صورة مشرقة عن عهود الظلام وبحجج واهية تارة حرصا على سمعة الخلافة الأسلامية العثمانية ومرة أخرى تحت ذريعة المصالح المشتركة مع دولة تركيا الحالية القائمة على أرض الشعوب ألأخرى التي أحتلتها بقوة تدمير الشعوب الأصلية لتلك الأرض.

ما بين السادس من آيارعيد الشهداء في سوريا ولبنان وبين الرابع والعشرين من نيسان ذكرى مذابح الإبادة الجماعية والشهداء الذين علقوا على أعواد المشانق في خربوط وفي أسطنبول والذين قتلوا في كافة المناطق من أورمي,وان, وهكاري, وطور عابدين ,آميد(ديار بكر) وكيليكيا وأنطاكية ,ولواءأسكندرون من المسيحيين الأرمن واليونان ومن أبناء الأمة الآشورية بمذاهبهم الكنسية المختلفة من أبناء الكنيسة الكلدانية والسريانية والكنيسة المشرقية والبروتستانتية رابطة الدم والشهادة من أجل الحرية.ذكرى قوافل الشهداء الذين قدموا حياتهم على مذبح حرية وطنهم وشعوبهم.ذكرى الشهداء الخالدين الذين سقطوا على يد الارهاب والغدر والطغيان العثماني.دمشق وبيروت وطور عابدين وخربوط وهكاري وآميد...تربطهم روح الشهادة وإرادة الحياة. السادس من آيار والرابع والعشرين من نيسان سيبقيان في ذاكرة شعوبنا يرمزان إلى الارهاب والهمجية والبربرية والعنصريةالتي مورست بحق الشعوب لقمعها وأخضاعها لسلطان القتل والتدمير والشر,وهي في ذات الوقت تعبر عن الإرادة الحرة واالصمود والتمسك بالقيم الإنسانية لأبناء هذه الشعوب المظلومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلود لشهدائنا الأبرار
مريم نجمه ( 2010 / 5 / 5 - 22:46 )
شكر وتحية للكاتب الأخ جميل حنا على مقالك القيم واستذكارك هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب كل عشاق الحرية والوطن في سورية ولبنان وكل مكان .
الأعداء ما زالوا هم هم حتى الساعة يتربصون بوطننا واعتصاب أرضنا من كل الجهات !؟
لتبقى الكلمة الصادقة الحرة وتذكير الأجيال بتاريخنا النضالي واجب وطني ويومي ..
سلمت يداك يا أخي جميل
محبة


2 - الشهداء ضمير الأحياء
جميل حنا ( 2010 / 5 / 6 - 19:07 )
تحية وشكر من القلب إلى الأخت الكاتبة مريم على التعليق الطيف
يا أختي مريم أنت الصوت الصارخ الجريء في وجه الطغاة , والمدافعة بروح عالية من الانسانية عن كل الشعوب المظلومة الوقعة تحت أستبداد الحكام الديكتاتوريين , ومدافعة صادقة عن حقوق الناس التي تعاني من العنصرية.أن كتاباتك تعبر عن روح نضالية نبيلة وتضامن مع الشعوب المضطهدة.
تحية ومزيد من العطاء في خدمة الانسانية ومن أجل تحرر شعوبنا وتحقيق الحرية.

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح