الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتل مسيحيا وتمتع بالجنة

سامية نوري كربيت

2010 / 5 / 4
حقوق الانسان


ان من غرائب ما يحدث في عالمنا العربي ومما يؤسف له أن ينحدر التفكير عند الانسان الى اسفل درجات الانحدار الفكري وبعده عن المنطق والعقل عندما تستغل غرائز الانسان الجنسية للاستثمار السياسي , وذلك عندما يقع الشباب المحروم والواقع تحت تأثير الشبق الجنسي بأيدي دعاة الاسلام السياسي في استغلالهم وجعلهم ادوات لتنفيذ اجنداتهم الجهنمية والشيطانية وتحويلهم الى قنابل موقوته او توجيههم لقتل المسيحيين كما حدث في الموصل من قتل لطلاب مسيحيين كانوا في طرقهم الى الجامعات التي يدرسون فيها , وتفريغ حقدهم الأسود على الغرب بسبب غيرتهم من تقدمه العلمي والتكنولوجي وبقائهم في مؤخرة الركب الحضاري جراء تمسكهم بأساطير وخرافات عفى عليها الزمن , والتي جعلتهم يعانون من الشعور بالدونية والانحطاط الفكري والثقافي , ويندفعون للتنفيس عن كل ذلك بالالتفاف الى الانتقام من ناس بسطاء طيبى القلب ليس لهم دخل لا بالسياسة ولا بدخول الامريكان الى العراق .
ان عقولهم الخاوية جعلتهم يعتقدون بان الامريكان جاءوا الى العراق بهدف نشر الدين المسيحي , ولم يكن هناك من راشد ليخبرهم بان الامريكان كدولة وسياسة قطعت صلتها بالدين وتركت الدين لكل مواطن يختار دينه بما يراه او يريده , وان دخول الامريكان الى العراق جاء بطلب وتشجيع من الجالسين اليوم على سدة الحكم والمنشغلين بسرقة اموال الشعب وتركه يتخبط بالجوع والفقر والتخلف , وتحت رحمة رافعي لواء الجهاد ضد الامريكان وتحقيق الشهادة بقتل المسيحيين العزل , فالجهاد هو الجهاد عند رجال الدين من اصحاب الفتاوي السوداء كسواد قلوبهم سواء اقتلوا امريكيا او قتلوا من يعتقدون بانه يحمل ديانة الامريكان , مع العلم انه فاتهم بان الامريكان لم يصلوا بتعاملهم مع العراقيين الى وحشية ما تقوم به السلطة الحاكمة المسلمة , وخاصة ما يحدث بالسجون العراقية السرية والغير السرية من انتهاكات لحقوق الانسان وعلى يد منتسبي مكتب رئيس الوزراء كما حدث لمسجوني سجن مطار المثنى من شباب الموصل الذين اغتصبوا ليس على يد الامريكان الصليبين بل على يد ابناء جلدتهم المؤمنين .
واذا اردنا ان نقارن بين ما حدث في سجن ابوغريب على يد الامريكان في بداية الاحتلال والذي قامت الدنيا من اجله دفاعا عن شرف الرجال ولم تقعد , وما يحدث الان على يد ازلام السلطة فسنجد بان ما حدث على يد الامريكان اهون بكثير ولكن المصيبة ان المطبلين يكيلون بمكيالين فهم على الامريكان شيطان رجيم وعلى جماعتهم غفار رحيم , وفي الوقت الذي فيه مارس قسم من الجنود الامركان العنف ضد السجناء العراقيين بتعريتهم وتخويفهم بالكلاب والاستهزاء بهم لم يصلوا الى حد الاغتصاب كما حدث لشباب الموصل , ومع هذا كانت الحكومة الامريكية شديدة الحساب مع الذين قاموا بتلك الاعمال واحالتهم الى المحاكم واصدرت عليهم احكاما بالسجن والفصل بالاضافة الى تعويض العراقيين الذين مورست بحقهم تلك الاعمال بعشرات الملايين من الدولارات بحيث وصل الامر بالعراقيين الذين سجنوا في سجون الاحتلال البريطاني او الامريكي الى تحويل الامر الى تجارة رابحة , والى الان تنظر المحاكم البريطانية والامريكية بمئات الشكاوي والمطالبات بالتعويض بحجج لا تقارن بما يقاسيه السجناء العراقيين على ايدي سجانيهم من العراقيين , ومن هذه الدعاوي ما يدعو الى الضحك قياسا الى ما يجري في العراق من انتهاك لحقوق الانسان , حيث تقدم احد العراقيين المسجونين سابقا في سجن من سجون الاحتلال البريطاني بشكوى مطالبا بالتعويض لانه في السجن كان ؟؟؟ يخشى من تعرضه للاغتصاب .
وفي العراق يغتصب العراقي على يد العراقي ولا نسمع ادانة او تنديد حيث تخرس كل الالسن وتتغافل كل القنوات كعادتها عن عيوب ومخازي من يدعون الايمان والوطنية فهي بوق تشهير على الاخرين وغطاء نفاق على الاقربين من تجار السلطة .
ان قتل الطلاب المسيحيين العزل في الموصل وصمة عار على جبين الحكومة العراقية المتواطئة مع القتلة , وعار على من يقتل الناس البسطاء بدون ذنب وهو يحمل لواء الجهاد باسم الدين , وعار على رجال الدين الذين ادلجو الدين وجعلوه مطية لتنفيذ اجندات مشبوهة مستغلين حرمان الشباب الجنسي وتخلفه الفكري , وعملوا على شحنهم بوعود واوهام وخرافات بما سيلقونه بالجنة عندما يقتلون المسيحيين من ملذات جنسية ليس لها اول او اخر تحت رعاية الله وسمعه وبصره , وهكذا ببساطة تم تحويل الله المقدس العادل والرحيم والمنصف والمحب الى مدنس راعي للقتلة والمجرمين وسفاكي دماء الابرياء , بل الى قواد منحرف يسعد بمشاهد الفجور والرذيلة , والجنة التي تسبح فيها الملائكة بحمد الله وتشرق فيها انوار الصفاء الروحي الى ماخور لكل سفاح اثيم وقاتل لئيم ومجرم يبحث عن منفذ لنوازعه المكبوتة وجوعه الجنسي الذي لم يناله على الارض وسيجده في جنته القذرة التي وعده بها اصحاب الفتاوي المؤدلجين والذين حولوا الدين الى تجارة جنسية رابحة على قنوات الاعلام ومواقع الانترنيت المشبوهة والرخيصة والتي تدعو الشباب ليل نهار للجهاد ونيل الشهادة والتمتع بملذات الجنة عن طريق قتل المسيحيين العزل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية


.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور




.. تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط قطاع غزة


.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •




.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ