الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهوريات الفيس بوك

نارت اسماعيل

2010 / 5 / 5
العولمة وتطورات العالم المعاصر


هل يمكن أن يقوم الفيس بوك بحل مشاكل العالم الثالث المستعصية حتى الآن على الحل؟
هل ستحل جمهوريات الفيس بوك محل جمهوريات الموز؟ أقصد جمهوريات العالم الثالث؟
هل تلاحظون مدى إقبال الناس وخاصة فئة الشباب على الفيس بوك؟ وسرعة انتشار المعلومات والأخبار والمشاهد والصور إلى أعداد كبيرة من الناس؟
الأمر لم يعد مقتصرآ على تبادل المعلومات ومتابعة الأحداث ولكنه بدأ تدريجيآ يتخذ منحى جديدآ وخطيرآ ألا وهو تشكل براعم تنظيمية وقيادية وظهور تكتلات وجمعيات ومؤسسات، فما هو المانع أن يتطور الأمر إلى ظهور أحزاب وإجراء انتخابات ثم تشكيل حكومات افتراضية موازية لحكومات القهر والظلم في جمهوريات الموز والبطيخ؟
هل يمكن أن يصل الأمر أن نرى انتخابات حقيقية نزيهة في جمهوريات الفيس بوك؟ وتشكيل برلمان وحكومة شريفة منتخبة تعبر عن مصالح الناس الحقيقية؟
ما يميز الفيس بوك هو الحرية، تلك الكلمة السحرية التي تعني اطلاق العنان للعقل البشري ورفع كل القيود عنه لكي ينطلق ويبدع ويعمل بأقصى طاقاته
هل تتخيلون ما يمكن أن يفعله الفيس بوك من تحريك وتنظيم آلاف الناس؟ الأمر ما زال في بدايته ولكن لا أحد يعرف إلى أي مدى يمكن أن يصل الأمر في المستقبل
هل سيأتي يوم يتلو فيه رئيس حزب اليمين في إحدى جمهوريات الفيس بوك وعلى شريط فيديو: أيها المواطنون الشرفاء قولوا كفى ظلمآ، كفى قهرآ، لن نقبل بعد اليوم أن يوضع إنسان في السجن لأنه عبّر عن رأيه
تخيلوا أن يأتي رئيس حزب اليسار في جمهورية فيس بوك ويطلب من الناس مقاطعة شركة الاتصالات في جمهورية البطيخ لأن أسعار خدماتها غير عادلة
أو يخاطب رئيس حزب المحافظين في جمهورية فيس بوك الشباب قائلآ : يا شباب الوطن، لا تذهبوا إلى جامعاتكم غدآ ولا إلى أعمالكم، اخرجوا بأجمل ملابسكم إلى الشوارع ، لا تتفوهوا بأية كلمة، فقط احملوا شموعآ مضيئة وسيروا بهدوء مبتسمين متفائلين
تخيلوا أن يطلب رئيس حزب الخضر من الناس أن ينظف كل واحد قسمآ من الشارع قرب بيته لأن بلدية حكومته لا تقوم بواجبها، أو أن يطلب منهم الامتناع عن استعمال أية وسيلة نقل لمدة يوم لتخفيف انبعاث الغازات
هل سنرى كيف تلقّن حكومة الفيس بوك درسآ لحكومة جمهورية الموز والبطيخ في كيفية إدارة وتطوير البلد؟
هل يعلّم الفيس بوك الناس أخيرآ معنى المواطنة الحقيقية المسؤولة؟
ما رأيكم أن نرى في يوم من الأيام رئيسة الاتحاد النسائي في جمهورية الفيس بوك تتلو نتائج اجتماعات الاتحاد المذكور: ستتوقف كل النساء عن الحب، لن نتحدث إلى الرجال بعد اليوم ولن نرد على اتصالاتهم وإيميلاتهم وتوسلاتهم. ولن نرد على ابتساماتهم وسوف نهجر فراش أزواجنا، لن نحتمل شخيرهم بعد اليوم ولن نطبخ ولن نغسل ولن نكوي وسوف نستمر في ذلك حتى تحصل النساء على كافة حقوقهن
النصر لقضيتنا العادلة، عاشت نساء الفيس بوك حرّات مستقلات
هل ستتحول الحروب في المستقبل إلى حروب بين جمهوريات الفيس بوك المختلفة بدون إراقة قطرة دم واحدة، كل جمهورية تحشد أفضل ما عندها من المفكرين والكتاب والفنانين لتروّج لأفكارها ومبادئها؟
هل ستحل الكلمة والصورة محل البندقية والمدفع ويسترد المفكرون مكانتهم الطبيعية التي سلبها منهم الجنرالات؟
هل أنا حالم ذهبت بعيدآ بخيالاتي أم أنني أستشف المستقبل الواعد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحضارة أخلاق قبل أن تكون إختراعات
الحكيم البابلي ( 2010 / 5 / 6 - 00:20 )
الأخ العزيز نارت
كل ما قلته صحيح ، ولكن فاتك شيئ واحد يا صاحبي ، وهو أن الآلة الرائعة التي يخلقها العقل المتحضر ، كالفيس بُك ، تحتاج إلى إنسان متحضر لكي يُبدع في الإستفادة منها
وللأسف الشديد فإن أنسان الشرق الأوسط ليس متحضراً كفاية ، ولستُ أقصد تحضر تكنلوجي فقط ، بل تحضر أخلاقي وديني وإجتماعي ، وهنا سنجد إننا متخلفين بقدر تخلف أي شعب يقبع في قعر السلم الإجتماعي
فما جدوى التلفون النقال مثلاً .. في يد إرهابيين يستعملونه لإتمام عملية تفجير ؟
المجتمع غير المتحضر دائماً يستعمل الحضارة في غير محلها الصحيح ، كما تُستعمَل الميكرفونات لإزعاج الناس من على رؤوس المآذن
تحياتي


2 - أخي العزيز الحكيم البابلي
نارت اسماعيل ( 2010 / 5 / 6 - 12:08 )
أنا أشعر بأن الأمور قد بدأت تتغير وأشعر بذلك من مراقبتي للشباب الصغار في محيطي، قد تجد فتاة محجبة( رغمآ عنها) ولكنها تتحاور مع أقرانها بالفيس بوك وتبدي آراءآ متقدمة، على الأقل صارت تتعرف على آراء جديدة مختلفة عن تلك التي لقنوها إياها، صارت ترى مقدساتها تشرح أمام أعينها ولا يستطيعون الدفاع عنها
نعم هناك من يستغل تكنولوجيا العصر لدعم توجهاته ولكنه سلاح رائع أيضآ للتنويريين وعلينا استغلاله والبقاء للأصلح

المسألة تحتاج إلى وقت طويل وليس من السهل تغيير مفاهيم متجذرة في وعي الناس منذ مئات السنين ولكن التغيير بدأ وعلينا نحن أن نستمر بجهودنا لمحاولة تسريع هذا التحول
شكرآ لك وتقبل أحلى تحياتي

اخر الافلام

.. جماهير ليفربول تودع مدرب النادي التاريخي يورغن كلوب


.. ليبيا: ما هي ملابسات اختفاء نائب برلماني في ظروف غامضة؟




.. مغاربة قاتلوا مع الجيش الفرنسي واستقروا في فيتنام


.. ليفربول الإنكليزي يعين الهولندي أرنه سلوت مدرباً خلفاً للألم




.. شكوك حول تحطم مروحية الرئيس الإيراني.. هل لإسرائيل علاقة؟