الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قليل الكلام :للتيار الديمقراطي جريدته أيضا !
حسين سليم
(Hussain Saleem)
2010 / 5 / 5
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
لم يشهد العراق طيلة تاريخه الحديث أي أسس راسخة لمجتمع مدني ، سواء كنظرية أو تطبيق ، وكذا الحال بالنسبة لدولته ، كدولة ديمقراطية لها قانون ودستور لتداول السلطة عبر مؤسسات برلمانية ، ما عدا الحقبة الملكية، وبغض النظر عما شابها من نواقص وأحكام عرفية ، لم يستطع النظام الجمهوري بعدها من الشروع والسير باتجاه تأسيس دولة قانون و مؤسسات برلمانية ومدنية ، كما لم تستطع الأحزاب العراقية من تشكيل تيار " ثقافة مجتمع مدني " و" ثقافة ديمقراطية " في ممارساتها، وان وجد كأساس نظري عند بعضها إلا انه لم يجد ضالته في التطبيق.
و في الفترة الجديدة، بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 وما تلاها، وبغض النظر عن عامل تكوينها الخارجي، إلا انه يمكن الإشارة إلى وجود ولادة لمفاهيم وممارسات حياة دستورية تداولية للسلطة، كدولة مدنية ديمقراطية يقابلها مجتمع مدني ،يتطلب الاستفادة من هذه الإمكانيات المتاحة، لبناء ثقافة مجتمع مدني وإشاعة ثقافة ديمقراطية. إن التيار الديمقراطي هو اشد المطالبين بتبني هذا التوجه من خلال سياسة التثقيف وزيادة الوعي الديمقراطي والحشد الجماهيري لترسيخ هذه المفاهيم ، لأنها من صلب تركيبته وأهدافه العامة.
ظهر التيار الديمقراطي واليساري إلى العلن مرّة أخرى، في أرض باتت أكثر سَبَخة ، وقد قطعت عنه العُدّة ، بقانون انتخابي ديمقراطي في الشكل لا في الجوهر، تحت ظروف ذاتية وموضوعية ، لا يحسد عليها ، كان أهمها العقود الأربعة الأخيرة التي طال خرابها ودمارها التيار الديمقراطي وعلى وجه التحديد اليساري منه أكثر ما أصاب التيارات الأخرى القومية والإسلامية . وكانت حصة الإنسان العراقي من هذا الخراب أكثر من بقية الأطراف مجتمعة ، لكن التيار تحدى وشارك في الانتخابات الأخيرة وبإصرار كبير.ورغم إن النتائج لم تكن لصالحه مسبقا ،إلا إن تحضيراته كانت على غير سابقاتها ، فقد وضعت التيار الديمقراطي- اليساري على الطريق الصحيح ، بولادة جديدة ، ولون قد ميّزه عن الآخرين ، فكانت حملة الدماء الجديدة مع القديمة ، تجوب الشوارع وتطرق الأبواب ، تغبط صدر اليقين الماركسي، بان التيار قد ربح ، لا بحسابات الكراسي - ولا بحسابات الأرقام الجديدة التي ربحها في هذه الانتخابات - بل وأكثر بحسابات الفهم والعمل الماركسي واللينيني أيضا.
لقد كانت جريدة - قائمة (اتحاد الشعب)، داعية لحملة التيار الديمقراطي في الانتخابات الأخيرة،في ظروف لم تكن في حسابات البيدر لصالحه ، إذ كان يجب أن لا تتوقف بانتهاء حملة الانتخابات ، بل المطلوب استمرارها كحملة تثقيفية وتنظيمية في نفس الوقت لقوى وجماهير التيار الديمقراطي ولعموم الشعب ، من خلال إدامة زخمها واستمرار إصدارها - دوريا مثلا- ومدها بالموضوعات المتنوعة في مفاهيم وتجارب المجتمع المدني ، وحقوق الإنسان والحياة البرلمانية والمطلبية العامة والديمقراطية ، بعيدا عن الكتابة الحزبية التي تجد ضالتها في الجرائد الخاصة لأحزاب التيار الديمقراطي ، ولا أظن إن النضال من اجل ترسيخ هذه المفاهيم ، سيبعد حزب الطبقة العاملة والكادحين عن هويته ونضاله الطبقي ، كما يدعي أصحاب الجمود العقائدي ، أصحاب نظرية التمسك بان العامل يجب أن يبقى يأكل "الفلافل لا الكباب" كي يثبت هويته الطبقية وتمسكه بالماركسية!
القول القليل: " الصحيفة ليست فقط داعية ومحرضا جماعيا بل هي منظما جماعيا في ذات الوقت "* ويبقى ما يختلف عليه في الجرائد الحزبية، هناك ما يتفق علية في جريدة التيار الديمقراطي. إن النضال من اجل ترسيخ وتطبيق ثقافة مجتمع مدني، وكذا ثقافة ديمقراطية، أفقيا كما عموديا، بقيادة تيار ديمقراطي حقيقي، يساير بل ويخدم بالمحصلة النضال الطبقي للشيوعيين . فهل تكون جريدة (اتحاد الشعب ) ، جريدة للتيار الديمقراطي، في ظل الأوضاع المعقدة والمركبة والتركات الثقيلة التي لا يحسد عليها التيار الديمقراطي عامة والحزب الشيوعي واليسار خاصّة ؟
* لينين، فلاديمير ." هل يمكن للصحيفة أن تكون منظما جماعيا ؟".المؤلفات الكاملة، المجلد الخامس، ص376، 516
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هندسة المناخ: الولايات المتحدة تختبر نظام مراقبة لمنع التلاع
.. كاميرا CNN تجول في صور اللبنانية وتلتقي بعض السكان.. ماذا قا
.. عاجل | الجيش السوري ينسحب من حماة... والجولاني يعلن إخراج آل
.. كيف عاقبت النرويج شركة إسرائيلية بسبب الضفة؟
.. وزارة الدفاع السورية: قواتنا أعادت انتشارها خارج مدينة حماة