الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عجبت لقوم يحترمون السرقة ويحتقرون ( الركاعين )

محمد شفيق

2010 / 5 / 5
حقوق الانسان


تعد مهنة خياطة الاحذية احدى المهن القديمة التي يزوالها العديد من الاشخاص الذين اجبرتهم الظروف المعيشية الصعبة على اختيار هذه المهنة . فهم يرفعون شعار العيش بكرامة وشرف لايهمهم ايا كان نوع العمل وشكله . انما العاربأعتقادهم واعتقادنا هو من يحصل على المال بالطرق الغير المشروعة بالاحتيال والنصب والسرقة . ولعل السياسيين في العراق والكثير من دول العالم خير نموذج على ذلك . مادعاني للكتابة عن هذه الشريحة , هو انقطاع شسع نعلي ( اجلكم الله ) عند احدى هذه الدكاكاين الصغيرة . كان صاحب هذا المحل فتى صغير لم يتجاوز الثالثة العشر . دفعني الفضول كعادتي مع مثل هذه الحالات , الى السؤال والكلام معه وكان الحوار كالتالي
انا : انت في المدرسة
هو : لا
انا: متألما لماذا ؟
هو : والدي هو الذي اجبرني على ذلك حتى اساعده في المحل . وقلت له هؤلاء زملائي جميعهم في المدرسة . لكنه رفض قائلا وبعصبية ( ابني احنة على باب الله ) الفتى كان وسيما وظريفا للغاية . اكمل عمله على احسن وجه .ثم شكرته وذهبت منه
تألمت كثيرا لهذه الحالة التي تأخذ يوما بعد آخر بالازدياد في العراق وعالمنا العربي على وجه العموم . لقد تحول الاباء الى ذئاب مفترسة تخلوا عن معنى الابوة هذا العالم الجميل بكل مفاهيمه ومعانيه . وبات لايهمهم مستقبل اولادهم الذين هم امانة الله في اعناقهم . طبعا بعض العوائل معذورة في ذلك , لان جشوبة الحياة وظنك المعيشة اجبرتهم على اجبار اولادهم على العمل في ميادين مختلفة .
اي مستقبل ياترى ينتظر هؤلاء الصبية وهم منذ نعومة اظفارهم يعملون ( ركاعين ) مع احترامي الشديد واجلالي الكبير لاصحاب هذه المهنة الشريفة , ونحن في مجتمع يقول ( حشاك من الركاع ) علما وحسب اطلاعي ان احد العلماء لايحضرني اسمه كان يعمل فيها . على المجتمع ان يصحح نظرته تجاه هؤلاء الاشخاص الذين بلغوا مرتبة كبيرة من الشرف والكرامة , ولم تسول لهم انفسهم ان يلطخوا ايديهم "التي يحبها الله ورسوله" , بسرقة وغسيل الاموال كما يفعل الجماعة اليوم . عتبي الكبير على هذا المجتمع الذي بات يتجه الى البرجوزاية ( حسب اعتقادي ) الذي يحتقر هؤلاء الاشخاص . ويعظم الحرامية باشكالها المختلفة . انني اعتبر كل شخص يعمل في صبغ وخياطة الاحذية , او اي مهنة اخرى يكسب منها رزقه بحلال خالص افضل من جميع السايسين والقادة المشبوهيين . وادعو الحكومة والبرلمان القادميين , بعد ان ينتهوا من اللغف واشباع البطون ان يلتفتوا الى هذه الثلة الرائعة من ابنائنا واخواننا , وان توفر لهم الحياة الحرة الكريمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متفائل
حمورابي ( 2010 / 5 / 6 - 08:15 )
اخي محمد...يبدوا انك متفائل بان هؤلاء اللصوص من اغلب اعضاء الحكومة والنواب سيشبعون .هم ينادون دائما هل من مزيد؟ تحياتي


2 - نعم متفائل
محمد شفيق ( 2010 / 5 / 6 - 19:43 )

تحية طيبة

الحبيب حمورابي لك اجمل تحية

بالطبع ياعزيزي متفائل فهؤلاء لايختلفون عن اسلافهم كثيرا ولايهمهم مصلحة الوطن والمواطن

لكم اجمل تحية


3 - مساء الخير للجميع
حازم ( 2010 / 5 / 6 - 20:56 )
اخي محمد واخوتي القراء
ليس في العراق وحدها اطفالنا مظلومين بل في كل الوطن العربي الغني عندنا في فلسطين كثر الاولاد المتسولين عند الاشارات الضوئية وعند الحوجز الاسرائيلية والمهم ان لا احد يهتم الا بكرسيه وسيارته وسهراته وسيدفع الجميع الثمن يوما -- يسعد مسا الطيبين


4 - وثيقة حقوق الطفل .. كلام ... كلام
مرثا ( 2010 / 5 / 6 - 22:14 )
استاذ محمد : سلام ونعمة ..... قلبي يتمزق على الأطفال الذين يضطرون للعمل في سن مبكرة ويتركون الدراسة او اصلا لايلحقهم ابائهم بمدارس واتفق معك ان بعضهم يعاني من معيشة تحت خط الفقر بمراحل ،ولكن اين دور الدولة وماهو موقفها من وثيقة حقوق الطفل ، وحقه في الحياة الكريمة والتعليم والأمان وعدم تهميشه وحمايته من كل انواع الإساءات ، هل لاتعتبر اساءة ان يقضي الطفل يومه في معاناة وتعب وحرمان من ابسط حقوقه كطفل في اللعب والتعليم وممارسة الرياضة ؟ هل لاتعتبر اساءة ان يتعرض للإهانة من صاحب العمل وغاليا يتعرض للضرب والسب والتحقير ؟
سيدي الصورة قاتمة ولكن هناك امل
تقديري واحترامي


5 - اليك اطيب تحياتي
ابو مودة ( 2010 / 5 / 6 - 22:28 )


الحبيب الاستاذ محمد شفيق
المشكلة في ثقافة المجتمع
قد يكون عمل شريفيمارسه الفرد ولكن المجتمع يراه عيب
الجهل وقلة المعرفة تجعل الجاهل يضحك من العامل ( الاسكافي )الذي يكسب رزقة بشرف وبدون منه من احد اولا
وثانيا ظروف العمل السيئة عندما لاتطبق فيها الدوله التزاماتها تجاه شعبها المعترف بها
وتهييئة النساء والرجال للحصول على سبل عيش آمنة ومستديمة عن طريق الشغل والعمل الانتاجي المختار بحرية
الفقراء كثيرون يعملون أيام طويلة برواتب قليلة، لهم أعمال مؤقتة و في ظروف سيئة و احيانا يستغنى عنهم
ولا يحترم السارق الا الانسان الذليل ,الفارغ, الضحل



.


6 - الى الاخت مرثا
محمد شفيق ( 2010 / 5 / 7 - 18:20 )

تحية طيبة

الاخت العزيزة (مرثا ) لك اجمل تحية وشكرا لمروك الكريم الذي يعني لي الكثير

اختي الفاضلة : بالتاكيد ان عمل الاطفال شيء مؤلم حقا . والدولة لا ترعى اي حقوق للطفل على الاطلاق . انها قوانين وضعها على الرفوف فقط
نعم الامل موجود في كل وقت .. نتمنى للاطفالنا ولو ان بيئة العراق لم تعد بيئة صالحة لسكن الاطفال . على العموم اتنمى حياة افضل للطفل العراقي


7 - الى الاخ حازم
محمد شفيق ( 2010 / 5 / 7 - 18:22 )

تحية طيبة

الاخ العزيز حازم لك كل الحب والاحترام

بالتأكيد الكثير من البلدان العربية يكون الطفل فيها مهمشا . ومسلوب من ابسط حقوقه . وفلسطين مثال واحد من عشرات الامثلة .. الاسى والاسف لحال اطفالنا
تقبل حبي ومودتي


8 - الى الحبيب ابو مودة
محمد شفيق ( 2010 / 5 / 7 - 18:26 )

تحية طيبة

الحبيب ابو مودة الغالي .لكم ما يختزنه القلب من الحب والاحترام

احسنت لقد اصبت مجتمعنا يفتقد للثقافة . وهنا بودي ان اذكر لك مايرويه البريفسور ( علي الوردي ) في احدى كتبه
( كنت واقفا بجنب احد صباغي الاخذية . وكان يتكلم مع شخصا حول رحلة سياحية قام بها هو وزوجته الى احدى الولايات الامريكية . وعندما سألت عن ذلك الشخص قيل لي انه صاحب تلك المستشفى ) يعقب الدكتور الوردي قائلا ( مستشفى .. لو جمعت جميع مستشفايتنا لا تصلح ان تكون مطبخ فيها )
لك حبي واحترامي الشديدين

اخر الافلام

.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي


.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن




.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك