الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاليات المطلوبة لعزل المستوطنات ومنتجها

جورج حزبون

2010 / 5 / 6
القضية الفلسطينية



اتخذت الحكومة الفلسطينية قرار بمنع البضائع الناتجة من المستوطنات الإسرائيلية، ولقي هذا ترحيبا شعبيا وتجاوبا معه، وأخذت إسرائيل تبدي انزعاجا بعد مرور شهر على القرار، بعد أن نجح، وبدأت تطالب بإلغاء القرار، وحسب تصريحات من مسئول التجارة الخارجية وعضو الكنيست (أوفير) وغيرهم، بأن إسرائيل ستضع عقوبات اقتصادية على السلطة في حال استمرار القرار، منها منع الاستيراد والتصدير الفلسطيني من الموانئ الإسرائيلية وأمور أخرى كثيرة، مما يشير إلى درجة الأذى الواقع نتيجة هذا القرار.
من المعروف أن منتجات المستوطنات لا تخضع للضرائب الواقعة على المصانع الإسرائيلية بهدف تشجيع العمل بالمستوطنات، ومن شأن هذه المقاطعة الضرر بهذه المصانع والمزارع ودفعها على الإفلاس وربما الرحيل، وهذا وضع يعيق الاستيطان والتوسع فيه، وكان يجب تنفيذه قديما، علما أن القرار كان أحد توجيهات الانتفاضة الأولى بمقاطعة بضائع المستوطنات.
والملفت للانتباه ونحن في رحاب الأول من أيار هو قيام النقابات العمالية( وهي متعددة ) والاتحادات وهي أيضا متعددة حيث قاموا بالتجمع والخطابة وغادروا محتفلين وكأن الأول من أيار عيد مثل (الأضحى) تغيب في هذه اللقاءات الصاخبة والاستعراضية، قضايا الطبقة العاملة وهمومها ووحدتها وبرنامجها، فقد أعلنت المصادر الإحصائية في الأول من أيار أن عدد العمال الفلسطينيين العاملين في المستوطنات بلغ نهاية 2009 إلى (10800) عامل.
بغض النظر عن الالتزام بالمقاطعة فإن هذه الأعداد تأكل وتعيش من منتجات هذه المستوطنات، غير وارد أن يتم فصلهم كرد فعل، لكن في الحالتين بقائهم أو فصلهم فما هو موقف النقابات؟؟ وهل هم أعضاء فيها ولماذا قبل أحد اتحادات العمال تسلم ملايين الشواقل من الهستدروت بدل المقتطعات الضرائبية من هؤلاء العمال؟؟!! ولماذا لم يتم لهم عمل ضمان اجتماعي أو أية مشاريع ؟؟ هذه أسئلة لم يعد مجدي طرحها على النقابات فهي في غير وارد الموضوع، وإنها لا تملك إلا كونها واجهات إعلامية لضرورات العلاقات العامة داخليا وخارجيا، ولضيق حجم عضويتها فلا أحد يحاسب، لكن أين وزارة العمل؟ أين مجلس الوزراء الذي هو من أصدر قرار المقاطعة، بل إن الضابطة الجمركية تداهم المحلات التي تحوي منتجات استيطانية وتتلفها، وقد تكون من إنتاج عمالة فلسطينية!
إن قرار المقاطعة مهم وملزم وصحيح، ولكنه يملك مقدمات ويملك نتائج، وعلى الفصائل السياسية المؤتلفة في اتحاد النقابات بذريعة وجودها التمثيلي عليها مراجعة شعاراتها وتأكيد مصداقيته، فوجودها شريكة في النقابات الخاوية من العضوية وخطط العمل والتعبئة العمالية، يجعلها فاقدة لمصداقيتها سواء دعت نفسها يسارا أو يمينا، فالحكومة أقرت نهجا صحيحا فماذا صنع أصحاب مقولات الطبقة العاملة، ولماذا عقدت لقاءات حضرها صحفيون وأجهزة تلفزة لحركة نقابية ليست في أرض الواقع موجودة، فلماذا لا تهب جماهير العمال لانتزاع حقوق تمثيلها والدفاع عن شرفها وقيمها؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى إلى إنشاء -منطقة ميتة- في جنوب لبنان


.. دعم واسع لكييف باتفاقية مع الاتحاد الأوروبي




.. سلاح الجو الإسرائيلي يجري تدريبات على مهاجمة أهداف بعيدة


.. خليل العناني: هذه أول مناظرة بين رئيس أمريكي حالي ورئيس سابق




.. ملفات داخلية وخارجية تواجه بايدن وترمب تعقد إقناع الناخب الأ