الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبراهيم هلال وحوار مخجل بالمصري اليوم

سامي المصري

2010 / 5 / 8
الصحافة والاعلام


أشعر بمنتهى الأسى لما بلغت إليه صحافتنا المصرية من مستوى متدني، فتقوم بنشر الأكاذيب لتشويه تاريخ مصر الجميل سواء كان التاريخ القديم أم الحديث. لست أتكلم عن الصحافة الصفراء المعروفة للجميع، بل عن صحافتنا التي كنا نعتز بها كصحافة محترمة. المفروض أن واجب الصحافة أن تتحسس آلام الشعب وتعمل على رفع المعاناة عنه، كما تعمل على رفع مستواه الفكري بنشر الثقافة الرفيعة. لكن بالأسف صحافتنا المصرية ككل شيء في مصر، قد تهاوى مستواها للحضيض مما يشوه الخبر ويسيء للحقيقة، اِلأمر الضاغط الذي يشكل عبئا إضافيا على شعب قد أرهقه واقع الفساد حتى الذرى.

جريدة المصري اليوم التي توسمنا فيها الأمل عندما ظهرت كجريدة حرة محايدة لا تتبع الجهاز الإعلامي الحكومي. إلا أنها تصدمنا من وقت لآخر بخيبة أمل، بما تنشر من مقالات وتحقيقات صحفية مبتذلة مليئة بالأكاذيب، ضاربة بميثاق الشرف الصحفي عرض الحائط، مما يسيء جدا للتاريخ المصري العظيم بشكل عام وللتاريخ القبطي بشكل خاص، ويفسد الذوق الثقافي والفكر المجتمعي. لقد طالعتنا الجريدة الغراء بمقالات يوسف زيدان التي تتسم بالتعصب الديني العفن، والعنصرية الشوفينية النازية التي تفوح برائحة البترودولاد لنشر أكاذيب فجة تهين التاريخ المصري العظيم لخدمة الوهابية. ثم تفاجئنا اليوم بنشر حوار لإرهابي قبطي، ندر أن يكون له مثيل في تاريخ الأقباط كله. الجريدة التي تنشر أحاديث يوسف زيدان الشاذة، وحتى تُحدِث توازنا في سياستها، وجدت في الحديث مع إبراهيم هلال وسيلة فعالة لبث مبادئ خطره، وإشاعة البلبلة والتفكك، بما يحتويه تاريخه الإرهابي من خبرة سيئة، وحديثه من أكاذيب فاضحة لا يصدقها طفل. والجريدة ترفض نشر أي تعليق محترم على تلك الأكاذيب إلا ما يتفق مع سياستها في إشاعة البلبلة بما تنشره من فكر فاسد.

الحوار بدءا من عنوانه حتى آخر كلمة فيه هو سلسلة متصلة من الأكاذيب الخرافية لا هدف منها سوى تمجيد إرهابي قديم أساء جدا لألق المجتمع القبطي في خمسينات القرن العشرين. لذلك رأيت أنه من الضروري توضيح الأمور لفضح تلك الأكاذيب مع تنبيه القارئ لما تبثه تلك الجريدة من فكر هدام.

عنوان المقال «إبراهيم هلال: خططت لعزل البابا بطلب من الآباء المطارنة وتحملت المسؤولية السياسية خوفاً عليهم من بطش الدولة» وعجبي... وعجبي!!!!

كان إبراهيم هلال شابا متهورا تخرج من كلية الحقوق سنه 19 سنة، وكان يسعى للشهرة بأي شكل، فبدأ تنظيمه الإرهابي التابع والموالي للإخوان المسلمين مع أنه قبطي. فجمع حوله بعض الشباب الفاسد، في وقت كان المجتمع القبطي يزخر بالمثقفين والعلماء ورجال الفكر الجهابز على أعلى مستوى. كما كانت قيادة الكنيسة تتمتع بمطارنة وأساقفة حكماء أقوياء الشكيمة، أمثال الأنبا بنيامين مطران المنوفية والأنبا ميخائيل مطران أسيوط والأنبا أثناسيوس الكبير مطران بني سويف، ذلك الرجل المهيب الذي كان رجال الدولة في مصر يعملون له ألف حساب، وكان عبد الناصر نفسه يكن له كل تقدير. هل ممكن لهؤلاء العمالقة أن يستنجدوا بمغامر متهور أو حتى يعيروا لفتة لشاب تافه مثل هذا الشاب ويكلفوه بعمل أخرق؟!!! وهل بلغ درجة الهزل أن السيد إبراهيم هلال يقوم بعزل البابا؟!!! وأنه يتحمل المسئولية السياسية ليحمي المطارنة من بطش الدولة؟!!! وهل حدث قبلا أن بطشت الدولة برجال الدين المسيحي إلا في عصر مبارك حين حُكِم على كاهن بالسجن كسابقة تحدث لأول مرة في تاريخ مصر الحديث؟!!! وما هي إمكانيات وسلطات ذلك الشاب المتهور، وما هي صلاته حتى تكون له تلك القوة التي يحمي بها المطارنة، أكثر من صلاته المشبوهة بالإخوان المسلمين، وسادتهم من المستعمرين الذين مولوه وأمدوه بالسلاح للقيام بعمل إرهابي مخزي. وقبل أن نغادر عنوان المقال يلزم أن نعرف أولا ما قام به هذا الإرهابي من عمل مخجل كان عليه أن يواريه بطن التاريخ بدلا من أن يفاخر بخزيه وأكاذيبه. وإليك أيها القارئ العزيز ما حدث الذي يكشف حجم الفساد في كل كلمة نشرتها الجريدة على لسانه.

قام الشاب مع عصابته التي أعطى لها اسم جماعة الأمة القبطية في ليلة 25 يوليو عام 1954 بالسطو على بطريركية الأقباط الأرثوذكس ومعه قوة مسلحة بلغت ما يقرب من مئة شخص من الرعاع يحملون اِلأسلحة النارية، وهاجموا البطريركية مساءا. حاصروا مداخل الشوارع المؤدية للبطريركية، ثم قاموا تحت تهديد السلاح بتكبيل حرس البطريركية وسجنهم في غرفة. وبعد أن قاموا بتأمين مداخل البطريركية وبوابة بيت المطارنة المؤدية للشارع، وضعوا عليها حراسات مسلحة. ثم قاموا باقتحام سكن البطريرك الذي كان نائما في غرفته البسيطة بالدور الثاني. وتحرشوا به مشهرين أسلحتهم عليه. وطالبوه بالتوقيع على وثيقة بالتنازل عن منصبه وإلا أطلقوا عليه الرصاص. بعد أن وقع البابا على الوثيقة اقتادوه مُكبَّلا إلى الشارع بملابس النوم. كانت هناك سيارة تاكسي تنتظرهم حيث هددوا السائق بالقتل وكان يحرسه أفراد من العصابة مشهرين سلاحهم عليه. وأركبوا البطريرك التاكسي مع أربعة من الإرهابيين ووجهوا السائق للمسير حسب طلبهم حتى بلغوا إلى دير مار جرجس للفتيات بمصر القديمة، حين كانت الساعة قد بلغت الثالثة صباحا. وطرقوا الباب بطريقة مزعجة وعندما فتحت الراهبة المسئولة البوابة فوجئت بإرهابيين شاهرين أسلحتهم. ولم تطل المواجهة حيث ألقوا بغبطة البطريرك على الأرض داخل بوابة الدير وهربوا بالتاكسي.

في الصباح انتشر الخبر وحاصرت الشرطة مبنى البطريركية حيث كان بالداخل 36 من الإرهابيين. كما قاموا باستحضار سائق التاكسي وأخذوا أقواله كما اطمأن المسئولين على صحة البابا. اتصل الأنبا ساويرس مطران المنيا بالشرطة وأبلغهم أن شابا قد حضر في الساعة الثالثة صباحا إلى دار المطرانية بالمنيا وسلمه خطابا بتكليفه بالقيام بعمل القائم مقام. ولما وجد الشاب نفسه في موقف حرج هرب تاركا الجواب.

ظل مبنى البطريركية محاصرا لمدة أربعة أيام. فلم تحاول الشرطة اقتحام المكان حفاظا على الأرواح واحتراما للمكان. وكلِّف السيد وزير التموين جندي عبد الملك بمفاوضة الشباب حتى أقنعهم بتسليم أنفسهم بدون عنف، فدخلت الشرطة وقبضت عليهم بهدوء.
كان الشعب القبطي في حالة من الذهول أمام حدث إرهابي يمثل عارا غير مسبوق للمجتمع القبطي المسالم. فكان هناك غضبا شعبيا عارما لذلك التصرف الأخرق الذي كانت يد الإخوان المسلمين تحركه.

هل ممكن تصديق تلك الأكاذيب يحسب ما جاء بجريدة المصري اليوم على لسان الإرهابي والتي فاقت أبو لمعة في زمانه ومنها الآتي:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=253823&IssueID=1762

اسمع يا سيدي: «"نشرت الأهرام في ذلك الوقت أن أكثر من نصف مليون قبطي في ميدان باب الحديد كانوا يهتفون إبراهيم..إبراهيم» هو ميدان باب الحديد يتسع لنصف مليون قبطي. وهل الأهرام نشرت الخبر؟!!! وما هو تاريخ النشر؟!!! لقد كان الخبر صادما لكل قبطي كما عشته بنفسي فكان الكل يتابع الإخبار ساهما مؤرقا حزينا حتى عاد البابا لمقره.
واسمع كمان: «والبابا يوساب نفسه قال إن الشعب يعقد على جماعة الأمة القبطية آمالاً عظيمة. » هل البابا يوساب ممكن أن يصرح بذلك بعد ما تعرض له من هلع!!!!
وكمان اسمع: «والبابا كيرلس قال: «إننا هنا بفضل جماعة الأمة القبطية»، أكيد الأنبا كيرلس كان فقد إيمانه بالله، واستبدل به جماعة الأمة القبطية فأصبح اتكاله عليهم!!!
«والرئيس محمد نجيب قال لي: «أرشحك للوزارة»، مرة واحدة الوزارة خبط لزق كما يقول أهل البلد!!!
«والدكتور عبد الرازق السنهوري قال عن مذكرة الدستور إنها أعظم ما كتب في الفقه القانوني،» يا ناس ارحموا عقولنا!!!!
«وعندما خرجت من السجن في الفترة الأولى قابلت السادات، وخاطبني بشأن إعادة جماعة الأمة القبطية، وقال لي: «هنتكلم تاني، وعاوزينك معانا بس تهدا شوية وتكون مرن»، وعندما كنت في السجن قامت والدتي ومعها أمهات عدد من المساجين بمقابلة السادات يوم 12 فبراير 1954، فاقترب منها وقال لها: «أهلاً وسهلاً يا أم الزعيم، إنتي أنجبت لنا ولد ممتاز، ولكن لو يمشى معانا شوية هيبقي أعظم وأعظم» ما هذا الخبل؟!!!! هل ممكن لطفل أن يصدق ذلك الخيال الغبي!!!!!!

جماعة الأمة القبطية تنظيم إرهابي منبثق ومتعاون مع الإخوان المسلمين، ويتلقون نفس الدعم وينبعون من نفس المنبع. لم يحظى هذا التنظيم الفاشي عند ظهوره بأي تأييد شعبي في الوسط القبطي أو من الكنيسة. كان لمقالات مجلة مدارس الأحد ضد البطريرك الأثر الكبير في تشجيع التطرف الديني في ذلك الوقت. عبد الناصر طهر مصر من التطرف الديني على كلا الجانبين. موقف عبد الناصر منهم كان يماثل موقفه من الإخوان المسلمين ومن كل المتطرفين، الذين يقومون اليوم بتشويه وطنية عبد الناصر الناصعة البياض. وأنا أقوم بإعداد دراسة تاريخية متكاملة عن تلك الحقبة على المستوى القومي والكنسي.

يا سادة عيب احترموا عقولنا!!! فهذا كلام لا يقبله عقل لديه الحد الأدنى لاحترام ذكاءه!!!!
لقد أفقدتمونا كل ما تبقى من ثقتنا فيكم مع احترامنا!!!

كفاكم عبثا واستهتارا برسالة الكلمة المقدسة ومسئوليتكم عنها!!!!

أنا أطالب المسئولين في جريدة المصري اليوم بالتحقيق عما جاء بهذا الحوار من أكاذيب فاضحة لو كانت الجريدة ما زالت تحاول أن تحافظ على ثقة القراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن ينضم لتطبيق تيك توك ويحصد 3 ملايين متابع خلال ساعات |


.. بين وعود المرشحين وخطاب المرشد.. على ماذا سيركز الرئيس الإير




.. قصف متبادل بين حزب الله وتل أبيب.. صفارات إنذار في شمالي إسر


.. الهلال الأحمر الفلسطيني: شهيد و8 مصابين أحدهم في حالة خطيرة




.. إدارة فنربهتشه تقدم مدرب الفريق الجديد جوزيه مورينيو