الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعيني أرضع ُ حزني

عبد الوهاب المطلبي

2010 / 5 / 7
الادب والفن


دعيني في ملكوت الحزن
اتلمسُ فيضَ طقوس جروحي
اتنفسهاُ عطرا ً أزليا ً
في حقل العطش الداهش في ايقاع الروح
كان رحيل الأبوين
ورحيل حياتين
جبلان غاصا في رمل الزمن الماضي
* * *
لكن الحزن َ عنيدٌ
كإله ٍ دثرني
فدعيني في جبروت الحزن
أرضعه ُ بشهية طفل ٍ
فطمته ُ الأمُ في حضن مفخخة ٍ
من غدر ٍ عواء ٍ مـَنْ يستعوي كلاب الزانية لبني حرب
فجنود العسل ِ في هذا القرن ِ عادوا سيفورا ً
أحزمة ً تحت ملاءتها السكرى من افيون التخدير
والوطن ُ الطفل ُ آه ٍ مـَنْ يتبناهُ ؟؟
إمرأتان تحومان حولَ حشود َ الطلبه
في دائرة أو جامعة ٍ
أ رأيتم زنبقة ً تطعن ُ عصفورا ً ؟
سرقت ْ إبرة دبور ٍ أو نابي كوبرا
هذا ما حدث َ و يحدث ُ في وطني الطفل
ِ* * *
احمر ْ ...أحمر ْ
ولدى أجفان قبيلتنا
عشق ٌ مهووس ٌ بالحزن ِ
النازحُ عن كحل الفلتر
بالموروث الاسود
حيثُ يموت ُ اللونان ِ
اللون ُ الوردي ّ ُ واللون الأخضرْ
في توفير قبيلتنا
نفترشُ الصفحات ِ لتأكلنا
ومزارعها العشب ُ الأسودْ
وزفيرُ لحوم ضحايانا
وطلاء ُ العرش الشارق باللون الأحمر
لا جدوى من صرخة مكظوم ٍ أو مظلوم ٍ:
الله ُ أكبر ْ
أحمر ْ أحمر ْ
* * *
والحادون َالى ضعن ِ المحزونين
يتبارون القسمة مما أبقاه لنا الأسلافُ
صدء ا ً أحمر ْ
وأعادوا أيام مفاخرنا طسم وجديس
والداحس والغبراء
وحنين ٌ والأحزاب
فخرا ً بالجفنة ملئت ْ بدم الأطفال
وسنينٌ تمضي يا وطني
وسمومُ الاوبئة حاملة ً عشرات لأسماءْ
مـَنْ يعصرُ سنوات ٍ عجفاء؟
هبلٌ واللاتُ عباءته
لتخط َ خطوطا ً حمراءْ
فهنيئا ً للأمم الأخرى
فسخوا عقد َ البابا التكفيري
حملوا العلم َ وشاحا ً أخضرْ
وماتت ْ أوساخ الموروث ِ من الماضي
وتنقتْ أجواء ُ الأنواءْ
* * *
مازالت ْ صرخة ُ إبن المتوكل:
يا أبتي لا ترم ِ بلحمك لضجيج كلاب ٍ عاوية ٍ
مازال َ المهدي ّ ُ العباسي ّ ُ يشيرُ الى هارونَ صبيا ً
لو نازعني هذا لقطعت ُ رأسه
وعيونُ الندماء ِ تمتدُ حبالا فتكبـِّر ُ للعرش ِ الأحمرْ
مازلنا نحمل ُطسما ً وجديسا ً
مازلنا نستجدي حكمة َ كسرى أو قيصرْ
ونمجد ُ أبناء الرايات ِ
حتى أنَّ مقابرنا ضجتْ لا تدري اين سواحلها
* * *
أحمر ْ أحمر ْ
في فيض مدارات الكلمات
والوضع ُالبشري يدهشني
مذ بدأ العالم يعبد ُ ومضَ المنحوناتْ
والبلد ُ المتعب ُ يغفو في قيظ الظلمات
فدعيني دعيني
مازلت ُ نبيا قد أخفق َ في ترتيل الصلواتْ
رحلت ْ عني معجزتي
في فصل رعود المنفياتْ
ولأنَّ وضوئي يقينا
بفتات ِ أنين البسماتْ
كانَ نصيبي أن أمشي
في أروقة اللاحول
وحين عشقتك ِ يا ليلى
ديوانا من شغف سلاف الكلماتْ
في سفح خريف العمر وجردني
من حلمي الماشي في شطآن المصفوفاتْ
قاتلتي مهري
ايقظني الطبل ُ:
أحمرْ...أحمر
كم نبني أهراما ً من أسراب الخيباتْ
http://abdul.almuttalibi.googlepages.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصيده عن وجع وطن
قاسم محمد مجيد الساعدي ( 2010 / 5 / 7 - 13:51 )
استاذنا الغالي الاديب عبد الوهاب
تكتب عن وطن تشظى وتعب ويطلب الحكمه من قيصر او كسرى وطن كان قبله للجميع وقطب تدور في فلكه الامم
لقد سرت بنا الى دهاليز الوجع المستديم فينا لنبحث معا عن ضوء يبدو شاحبا
لاننا نبني اهرامات من اسراب الخيالات
ايها المبدع سلامي لك


2 - الاديب الرائع قاسم محمد الساعدي
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 5 / 7 - 14:53 )
ارق التحايا اليك ايها العزيز المبدع
نعم ما زلنا نطلب الحكمة من كسرى او من قصير او من اراذل الناس....ونحن السابقون في بناء او حضارة قبل بدء التاريخ واول من اخترع الكتابة واول من اخترع العجلة واول من ابتكر المكتبة العامة والخاصة في عهد آسور بانيبال
والان يستجدي الساسة من دول الجيران العون على بعضهم البعض
وقد رموا الهوية العراقية جانبا
لك محبة مميزة واشكرك على عذوبة الزيارة


3 - سلمت يداك
علا النوري ( 2010 / 5 / 7 - 14:56 )
سيدي الفاضل.. في قرارات أنفس شعبنا حب الحزن العميق حتى لو كان في أسعد لحظاته فكيف ونحن نعيش في حزن وألم حقيقي. فهذا فقد أباه في أنفجار وذاك في حالة أختطاف وهي ثكلت أبنها دون أن تجد جثته وبذلك تلقائيا زال الوردي والاخضر من حياتنا وصرنا لانعرف سوى احمر الدم واسود الحزن . سلمت من شاعر مبدع...وسلمت كتاباتك...


4 - عُلا النوري انستي تحملين رقة الحزن
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 5 / 7 - 15:13 )
ارق التحايا الى الآنسة التي يحمل قلبها الرقيق شيئا من الحزن على ما أصاب الوطن الغالي من آلام وآوجاع كان مصدرها فقدان الثقة والهوية العراقية لدى الزاعامات السياسية مما اصبح العراق مسرحا لمن هب ودب كل الدول وخاصة الجيران يريدوننا سوقا استهلاكية لتسويق بضائعهم وحتى خيباتهم
اللهم ينقذ العراق مما ابتلى به
اللهم يهبك الفرح الدائم ويجعلك اميرة وهي قليلة بحق المرأة العراقية والتي تعطي تمرات نبلها وطيبتها بلا حدود ... مع الاعتذار الى اللورد بايرون
يا ليت لنساء العراق جبين واحد لقبلته واسترحت


5 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 5 / 7 - 18:35 )
الكاتب المحترم ، تحية شكراً لك على هذه الكلمات الصادقة ، لست ناقداً أدبياً بل قارئاً ، وأعجبني جداً عنوان قصيدتك الذي يكشف عن مخزون هائل من العاطفة والصدق ، مع التحية لك .


6 - الاخ الاستاذ سيمون خوري المحترم
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 5 / 8 - 19:40 )
ارق التحايا اليك والى زيارتك الكريمة صفحتي


7 - تحياتي
د.لمى محمد ( 2010 / 5 / 9 - 03:34 )
أ رأيتم زنبقة ً تطعن ُ عصفورا ً ؟
سرقت ْ إبرة دبور ٍ أو نابي كوبرا
هذا ما حدث َ و يحدث ُ في وطني الطفل

رائع ..تحياتي


8 - الرائعه د. لمى الف شكر
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 5 / 9 - 06:55 )
ارق التحايا الى الدكتورة لمى محمد وهي صاحبة القصائد الجريئة والناقده
شكرا لك ايتها المبدعة المميزة على صفحات الحوار المتمدن


9 - مازلت َ نبيا قد أغدق َ في ترتيل الصلواتْ
باسم السعيدي ( 2010 / 5 / 9 - 16:33 )
عزيزي المطلبي
حين يصبح الجرح شفة تروي حكايا وحكايا
وحين تصبح للقلم شفة تمنح قبلة على خد وطن يتيم .. أو قلب كليم
حين تصبح الكلمة زورق يبحر بالجراح الى ضفة أخرى لاوجود للظلامات فيها
عندذاك أجدك منتصراً على قمة تلال القصيدة
فتمد يديك اليّ لتريني كم يحمل هذا القلب من الألم .. وكم يحمل معه من الحب والأمل.
كل الود


10 - الكاتب والشاعر الصديق باسم السعيدي
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 5 / 10 - 12:23 )
ارق التحايا اليك ايها اشاعر والصديق باسم السعيدي ولقد سررت بزيارتك العذبة صفحتي

اخر الافلام

.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي


.. صباح العربية | الفنان الدكتور عبدالله رشاد.. ضيف صباح العربي




.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها