الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَنْ ينتصر على مَنْ ؟

مهند البراك

2010 / 5 / 7
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


فيما لاقت الإنتخابات التشريعية في 7 آذار اقبالاً شعبياً واضحاً، بشهادة القوى المشاركة في العملية الإنتخابية ، فإن المفاجآت المتواصلة و اجوائها لم تنقطع، منذ التعديلات المجحفة على قانون الإنتخابات، و النواقص و الخللات التي رافقت سير العملية الإنتخابية، ثم كيفية سير اعلان النتائج . . و الى مسألة تعريف ماهية الكتلة الفائزة و الكتلة الأكبر، وكأنها قضية مستقلة عن نتائج الإنتخابات بتقدير قسم . . لتتواصل المفاجآت بشكل يثير انواع التفسيرات و الإجتهادات، بعيداً عن الحقائق الفاعلة .
و من جهة اخرى، وبعد اعلان النجاح الكبير على منظمة القاعدة الإرهابية . . و فيما انتظرت اوساط واسعة اعلان اتفاق الأربعة الكبار الفائزين و الإعلان عن تفعيل مشاركة كل القوى السياسية و الأحزاب الفاعلة في المجتمع من اجل عراق مستقر افضل، على اساس الشراكة الوطنية .
استمر و يستمر التباطؤ الخطر في اعلان الحكومة الجديدة ، و اخذت الإتهامات و الفضائح المسكوت عنها ؟ تتصاعد . . ليأتي الإعلان المفاجئ لإتفاق قائمتي " دولة القانون " مع " الإئتلاف الوطني " ، الذي كان من المفروض ان يُفرح الناس للقاء قوتين عراقيتين بدل تواصل التمزق و النزيف العراقي، كما افرحهم حينها تلاقي قوى عراقية اخرى في اطار " القائمة العراقية " ـ رغم اعتراضات اصولية و اخرى مؤججة للفتن ـ .
و كما اثار تجمّع تلك القوى العراقية المتنوعة في اطار " القائمة العراقية ". . محاذير و مواقف على سلوك و نواقص و افعال مدانة في زمان الدكتاتورية المنهارة او في ما تلى انهيارها . . يثير الإعلان المفاجئ آنف الذكر اليوم، ردود افعال من نفس الوزن و ان من شكل آخر على شخصيات و سلوك و اعمال مدانة جرت منذ سقوط الدكتاتورية و الى الآن .
خاصة وان ذلك يترافق مع سلوك و غض نظر و " عفى الله عما سلف " . . عن اطراف اعتمدت و تعتمد السلوك الطائفي العنفي المدمر، و مع تواصل اطلاق تصريحات غير مسؤولة و تكذيبات ، في اجواء غلبت عليها الشكوك و فقدان الثقة . . اضافة الى تصريحات و تهديدات بمواصلة العنف الطائفي و الديني مجدداً، و بدء بعضها . .
و فيما يجمع كثيرون على ان الأعلان المفاجئ آنف الذكر ـ اعلان اتفاق قائمتي دولة القانون مع الإئتلاف الوطني ـ ، يشكّل انتصاراً ايرانياً على السياسة الأميركية في البلاد، و يؤكّد من جديد على حجم النفوذ الإيراني في البلاد التي تعيش وطئة الإحتلال الأميركي . . و يرى فيه آخرون انتصاراً يدعو الإدارة الأميركية الى مراجعة حساباتها و جداولها .
تتساءل اعداد اكبر، هل انتصرت حقاً الإرادة الشعبية في الإنتخابات ؟ ام هل جرت الإنتخابات كعملية لجس النبض لا اكثر ؟ جس نبض سير الأحداث و الإصطفافات . . لأجل تعديل و اعادة رسم خطط مُقامُ عليها ؟ ام ان نتائجها و تعديلها يخضع للنتائج المرحلية لسير صراع القوى الكبرى و الإقليمية و حلفائها . . بلا مبالاة بارادة و مصير شعب العراق باطيافه القومية و الدينية و المذهبية، الذي جعلوه ( ينتظر المنتظر) .
بعد مرور سبع سنوات . . لم يجر فيها تغيّر ملموس في البنية الإقتصادية ـ الإجتماعية، و لا في الثقافة و الوعي و دور و معاهد العلم و الجامعات و المدارس، التي تشكّل بمجموعها الضمانة الحقيقية لأي فعل يريد تقدّم البلاد . . بل و تشير احدث الإستطلاعات المحلية و العالمية و بألم، الى نسب الأمية المرتفعة و الى تزايد البطالة، المرض، الفساد الإداري وغيرها، تزايد نزعة العسكرتاريا و الميليشيات ـ بعد تحسينات عليها ـ رغم انواع القوانين التي صدرت و حددت و منعت ؟!
و لاتزال الغلبة مستمرة للطرف الأقوى عسكرياً او المدعوم عسكرياً من خارج البلاد، في زمان تمددت فيه كل دول الجوار في العراق . . سياسياً وفكرياً، عسكرياً، اقتصادياً ، نفطياً و مائياً و حياتياً . . موظفة حالة الإحتلال و الفُرقة، لصالح اجندتها الأنانية هي و لمن يعمل لها !

7 / 5 / 2010 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت