الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انسانية الحيوان ام حيوانية الانسان

اسماعيل موسى حميدي

2010 / 5 / 7
كتابات ساخرة



كثير ما نسمع عن التفاني من اجل الاخرين من أجل الوطن من اجل الدين نتفانى بكل موجوداتنا في بوحة الحياة المتصارعة لكي يبقى الاخرون في مسيرة الوجود فتستمر دوامة العطاء كالشمعة التي تحترق لتطرد وحشة الظلام وهكذا يغدو التفاني تضحية سامية يتعدى احيانا النفوس وان شئت فسمه شهادة ناصعة في سبيل الله.
"دجاجة" أم علي كان لها ضرب كبير في درس التفاني ،اذ حكى لي احد الاشخاص ان ام علي وهي امرأة ريفية مولعة بتربية الحيوانات الداجنة في احدى ضواحي بغداد، وفي ذات مرة قامت بتدجين مجموعة من (البط) بحضانة "دجاجة" وهي الطريقة المتبعة بتفقيس بيض البط عن طريق انثى الدجاج.
وبعد احد وعشرين يوما فقس البيض وخرج نحو عشرة افراخ من البط "بام من الدجاج" وبعد خروجهم بساعات هرع افراخ البط كعادتهم الى النهر ليعوموا في الماء وعندما رأت الدجاجة منظر افراخها وهم يلقون بانفسم في غيابة النهر (نفشت ريش رقبتها) ودفعتها غيرتها بالقاء نفسها وراءهم في النهر خوفا عليهم من الغرق، الامر الذي حدا بها ان تلتف بين امواج الماء ويبتلعها النهر وتمضي في غياهبه لتصبح هي الغريق الوحيد في القافلة، وبقيت الافراخ تعوم وهذا هو ديدنها مع الماء، أما ام علي (صاحبة الدجاجة)وبصحبة مجموعة من الجيران فبقيت واجمة على كتف النهر لا تحرك ساكنا وعيناها تتخضبان بالدموع من اسى ما رأت ،ثم همست باذن جارتها بان هذه الدجاجة تتمتع بانسانية عالية.
لو وضعنا بالمقاسات الاخلاقية والاعتبارية والروحية درجة التفاني الذي قام به هذا الحيوان الغيور بتجسيد معنى مغاير مع ما يقوم به الكثير ممن ينعتون انفسهم بـ(الانسانية).
لو وضعنا ذلك مع ما يقوم به الكثير من الانتحاريين الذين يقتلون انفسهم في الشوارع والازقة والمساجد وبين حشود البشر لا لغرض الا لقتل المزيد من الناس فترى رؤوسا لاطفال مقطعة واجزاء اجساد نساء عارية ومتناثرة في انقاض وركام ألم الانفجار،وخراب مرعب وموت عشوائي، هل من احد يجرؤ بايجاد صيغة تشابة او مقارنة بين الحالتين ، لا اعتقد ثمة صورة وتوصيف بين الفعلين، الا لحيوان ارتقى لانسانية عملاقة وانسان هبط لحيونة سامجة ، فتفانى الاول واعطى درسا عسى حيوانات البشر تستفيد منه(مع تأسفي للعبارة)، وانتحر الثاني فاصبح حيوانا مرهبا للبشر فقتل حقبا من انسانية الانسان واشاع الظلام في الحياة . ولكن نبقى نتساءل كيف نستخلص التفاني ما بين "انسانية حيوان وحيونة انسان".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت
زهراء ( 2010 / 5 / 7 - 21:21 )
نحن نظلم الحيوان كثيراً عندما نطلق صفته على بعض البشر .. فحسب المقاسات الاخلاقيه والانسانيه تجد بشراً كانوا مهمومين بأبحادث ودراسات لعلاج أمراض وبعضهم متخصص حتى بالمخلوقات الاخرى وكيفيه الحفاظ عليها من الانقراض أو أعتداء الانسان .ومنهم من كان مهموماً بحقوق الانسان وقضايا الطفوله مثلاً. على الجانب الآخر تجد من يقتل ومن تفنن في صناعات تبيد البشر وتلوث الارض وحتى الهواء . ومن أوجدوا عقوبات لا أنسانيه ومن جوعوا شعوباً .. لهذا يلجأ بعض البشر للعزله مع بعض الحيوانات اللطيفه تجنباً لشرور قد تصيبه وبعضهم لا ينظر لنشرة الاخبار لكي لاتتضايق مشاعره الانسانيه من قسوة المناظر أو من ثقافة أبناء جنسه .شكراً

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟