الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة طائفية عرقية ضد مسيحيي العراق

محسن ظافرغريب

2010 / 5 / 8
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


حملة طائفية عرقية ضد مسيحيي العراق، سكانه الكلدوآشوريين أرمن، وعرب نساطرة نصارى أصلاء في مكوناته التي تتعرض لحملة بدعة تسييس الدين الضالة المضلة الباغية، بدعوى الحملة الإيمانية السياسية المنافقة التي أطلقها الوغد صدام المقبور قبل فراره والدعوة إلى الله ضد النصارى إلى الله، كأنهم (النصارى) شعب الله في الشتات، بعد محرقة هولوكوست يهود الغرب، وما زالت تحصد بالجملة من لم يلتحق بالغرب، بسرب حزين بالملايين؛ مهاجر قسراً لا اختيارا هاجراً مهد الحضارة وبدء تاريخ الدنيا، إلى شتات شتاءات أصقاع الدنيا، حيث يعز دفء رحم الوطن الأب الأم الرحيم، بيئة وذاكرة وهوية. ويشكل الكلدان غالبية مسيحيي العراق يليهم السريان والآشوريون. ويتواجدون في كافة محافظات العراق الجريح النازف الذبيح من الوريد إلى البصرة، بيد أن وجودهم يتركز في العاصمة "بغداد"، حيث يتواجد أكبر تجمع سكاني لهم، والأصعب منطقة (سهل نينوى) عند موصل نينوى.

كان تقرير منظمة العفو الدولية الصادر في تشرين الثاني 2009م أكد أن "الأقليات خصوصا مسيحيي شمالي العراق ضحايا جانبي نزاع العرب واكرد على الأراضي المتنازع عليها وللمتطرفين السنة أيضا".

وتشير الأرقام غير الرسمية إلى تراجع عددهم (النصارى) في العراق إلى مايربو على النصف قياسا إلى عام الأساس 2003م، الذي كان عام (أخوة يوسف) فيه يغاث جزء حاكم اليوم، على حساب الناس؛ خلافا لآية في سورة يوسف!.

في شمالي العراق (في مدينة "الحمدانية")، رفع متظاهرون مسيحيون يافطات كتب عليها "لسنا أقلية؛ إننا جزء من تركيبة الشعب العراقي"، مطالبين حكومة العراق بوضع حد للمأساة التي يعيشونها في هذا الوطن، غداة استشهاد مواطن طالب وجرح أكثر من 80 مواطن آخر حين استهدف هجوم حافلة كانت تقلهم من مدينة "الحمدانية" ذات الأغلبية المسيحية إلى جامعة الموصل.

هذه النازلة لم تكن الأولى في نوعها تستهدف مسيحيي العراق، إذ تعرضوا لعمليات قتل وخطف وتفجير وتهجير وتكفير منظمة آثمة استهدفت بعض الكنائس ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة داخل العراق وهجرة خارج العراق. وقد تعرضت ثلاث كنائس في محافظة نينوى الشمالية (ومركزها الموصل) إلى موجة تفجيرات، في حين قتل مسلحون العديد من المسيحيين قبل عيد ميلاد نبي السلام السيد المسيح (ع) الماضي.

خشية ازدياد حدة هجرة مسيحيي العراق وتضارب الأرقام بشأن عدد العراقين المسيحيين الذين كانوا يعشون في العراق قبل عامي 2003- 2010م.

يقول عضو المجلس الشعبي الكلداني ـ الآشوري في ألمانيا كامل زومايا "أن النظام الشمولي الذي كان في تسلط صدام لم يكن يسمح بإبراز حجم الأقليات في البلاد و لم يكن يعترف إلا بالقومية العربية، الأمر الذي أدى إلى محاولة تعريب السِنَة كل القوميات". وتقدر الأرقام غير الرسمية أن عدد المسيحيين في العراق تجاوز 1.3 مليون في نهاية تسعينيات القرن الماضي ليبدأ هذا الرقم في التقلص إذ وصل حسب كمال زومايا إلى 550 ألف في الوقت الحالي بعد أن لجأ الآلاف منهم إلى دول مجاورة هربا من التهديدات الأمنية التي طالتهم.
وأكد عضو المجلس كامل زومايا أن التواجد المسيحي في الحياة السياسية العراقية مازال ضعيفا جدا. فقد تم تخصيص خمسة مقاعد "كوتا" لهم في البرلمان من مجموع 325 مقعداً في قانون الانتخابات الذي أقر مؤخراً، وهي نسبة يصفها زومايا بأنها " أقل من استحقاقهم العددي والنوعي، إلا أنها ـ في رأيه ـ تبقى حالة متطورة مقارنة بعام 2008"، حيث جرى تقليل حصة تمثيلهم في قانون مجالس المحافظات، في عملية أثارت جدلاً كبيراً في البرلمان والأوساط السياسية.
يشير كامل زومايا بأصبع الاتهام إلى الجماعات الإسلامية المتشددة بالإضافة إلى الصراعات السياسية في منطقة شمالي العراق وسط فشل حكومة "الدعوة" في بسط الأمن هناك. ويقول " إن هناك حملة مبرمجة لتفريغ العراق من المسيحيين خاصة في المناطق الشمالية". ويضيف أن عملية التهجير لم تأت فقط نتيجة الفراغ والتردي الأمني، بل نتيجة "خطة مدروسة من بعض الجهات"، مؤكدا أن هذه العملية بدأت بشكل منظم منذ عام 2004 بعد أن شملت عمليات التهجير محافظة "البصرة" تلتها "بغداد" وصولا إلى منطقة نينوى فمدينة الموصل.

منظمة حمورابي لحقوق الإنسان في العراق، انتقدت "عدم إتاحة الفرص اللازمة للمسيحيين بما يتناسب مع إمكانياتهم وكفاءاتهم بل وعددهم في عملية التعيينات التي طالما تخضع للمحاصصة بين الكتل السياسية الكبيرة، وانطوت على اعتبارات قومية وطائفية، فكانت الأقليات على العموم والمسيحيين بوجه الخصوص أكبر ضحايا هذه العملية".
ويقول رئيس منظمة حمورابي للدفاع عن الأقليات في العراق "وليم وردة"، إن نصف مسيحيي العراق خرجوا من البلاد فيما تعرض الآخرون إلى عمليات تهجير داخلية بعد أن تعرضت أرواحهم و مصالحهم للخطر. وأن منظمته "سجلت خلال السنوات الماضية مقتل أكثر من 800 شخص فضلا عن اختطاف المئات منهم والضغوط التي مورست عليهم من طرف جماعات إسلامية متشددة لتغيير دينهم".
تقول منظمة حمورابي إن عدد المسيحيين في بغداد أصبح لا يتجاور حاليا 200 ألف بعدما كان عددهم يقارب المليون نهاية تسعينات القرن الماضي. ويقول رئيس المنظمة وليم وردة " إن الأقليات في العراق هي الحلقة الأضعف في المشهد العراقي، فهم لا يملكون مليشيات ولا أسلحة مما جعلهم يتعرضون إلى عمليات الاضطهاد والقتل". مضيفا أن "الفراغ الأمني هيئ الأرضية الخصبة لتنفيذ بعض الأجندة سواء بدوافع إجرامية أو بدوافع سياسية بحتة".
وقد وثقت منظمة حمورابي في تقريرها الأخير "الحملات الإرهابية المختلفة ضد الكنائس والأديرة المسيحية في العراق" حيث يظهر ملحق تفاصيل عن هجمات وقعت على أكثر من 51 كنيسة ودير تعرضت إلى اعتداءات مختلفة من قبل مسلحين أو هجمات بسيارات مفخخة أو عن طريق عبوات ناسفة. كما يشمل التقرير على ملاحق أخرى تتضمن انتهاكات مختلفة تتضمن حالات قتل واختطاف طالت رجال الدين المسيحي.

خلال الشهرين الماضيين فقط غادرت مئات العائلات المسيحية الموصل باتجاه المناطق المجاورة عقب تضاعف الهجمات التي ترتكبها مجموعات مسلحة ضدهم. و كان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق شؤون الإغاثة أكد أن "ما مجموعه 720 عائلة مسيحية، أو أكثر من 4300 شخص، غادروا الموصل خلال شهر آذار باتجاه مناطق الحمدانية وتلكيف المجاورة " بحثا عن حياة آمنة.

وقد نفى الحزب الديمقراطي الكردي، الاتهامات الموجهة ضد الكرد وقوات البشمركة من قبل أطراف عربية داخل الموصل بالوقوف وراء استهداف المسيحيين هناك. وقال مسؤول في الحزب (غازي فرمان) " هذا الاتهام باطل، فالذين يتعرضون للقمع في الموصل من المواطنين المسيحيين يضطرون إلى اللجوء إلى إقليم كردستان أو سهل نينوى وهذا طبعا تحت سيطرة قوات البشمركة، فإذا كانت الأحزاب الكردية تقف وراء هذه الاغتيالات والأعمال الشنيعة ضد المسيحيين فلماذا يختار هؤلاء الإقليم أو سهل نينوى ملاذا آمنا لهم؟ ". ووجه الحزب بدوره الاتهام لتنظيم القاعدة والبعثيين ومن وصفها بـ"العصابات المروجة لهذه الشائعات ضد الكرد".

تحاول كل الإطراف إلقاء اللائمة على الطرف الآخر!

مسيحيو العراق يطالبون باحترام مشاعرهم الدينية و حماية ارثهم الثقافي ومع استمرار عمليات القتل والتهجير التي تطال المسيحيين في العراق، ناشدت عدت منظمات عراقية ودولية المجتمع الدولي التدخل لوضح حد لكل هذه التجاوزات. و طالبت منظمة هيومن رايتس وتش السلطات العراقية بالتحرك فورا من أجل وقف حملة العنف ضد المسيحيين والعمل بشكل خاص على محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال. من جهة أخرى طالب المجلس الكلداني السرياني الآشوري في ألمانيا المستشارة الألمانية انغيلا ميركل مناشدة الحكومة العراقية للتدخل والعمل على حماية الأقليات العراقية من الزوال، وشدد المجلس في الرسالة الموجهة إلى ميركل والتي حصل موقع دويتشه فيله على نسخة منها، على ضرورة العمل من اجل حماية حقوق المواطنة وحقوق الأقليات في العراق.

فمتى العودة يا بيادق وبنادق الإيجار الميليشياوية المأجورة والجحوشية قبل وبعد السبع العجاف (2003- 2010م)، إلى العراق السليب الحبيب المفترض أنه الحمى؟!!!.

سبع سنين ومازلنا جيل مضيع، يقلب الطرف الكسير، يا عبيد الأجنبي والكرسي، يا جفاة دعاة، و لا حمي و لا حمى!!!.

يا وزارة الفجرة، حمالة وزر وازرة الهجرة العر(ا)قية!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعن محازر المواطنين العراقيين المسيحيين
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 5 / 8 - 10:05 )
طبعا القارئ البسيط العادي سوف يتهم الأمريكان بأسباب هذه المجازر الوحشية اللاإنسانية واللا وطنية ضد العراقيين المسيحيين وغيرهم من غير المسلمين. ولكن لولا وجود جذور تاخة مسمومة بالحقد والتعاليم الخاطئة والتفسيرات الغيبية التي تعود إلى سنين موحلة ماضية, هل يمكن وقوع هذا المجازر التي تتعامى عنها جميع الحكومات العراقية المختبئة في المنطقة الخضراء.. لا ترى ولا تسمع ولا تنطق!!!
من يثير التعصب الإسلامي اليوم؟ هل أتت هذه الموجة من المريخ. أم أن الأفكار الآثمة والأيادي المجرمة التي تحركها عربية وإيرانية وعراقية.. كلها مسلمة وترفع راية الدولة الإسلامية.
هذه مساطر مؤلمة من حكومات الإسلام... يا ويل شعوبنا.. ويا للمأساة!!!...
مع تحية مهذبة للسيد محسن ظافر غريب.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة

اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ