الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة السومرية ... نقطة نظام

عبد جاسم الساعدي

2010 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تابعت جانبا من برنامج / علنا/ في قناة السومرية بإدارة الإعلامية (داليا العقيدي) عن موضوع "المعتقلات السرية وتعذيب المعتقلين" في العراق.
لا شك انه من الموضوعات المهمة والمثيرة في الكشف عن الحقيقة ومعرفة واقع المعتقلين ومعاناتهم وضرورة مشاركة الرأي العام للدفاع عن الأبرياء وإعادتهم الى الحياة والمجتمع من خلال الإسراع بتكوين لجان تحقيقية تناسب حجم الأعداد الكبيرة من المعتقلين والمتهمين بصفة خاصة بالعنف والإرهاب.
الا ان ما أثار دهشتي واستغرابي، ان يكون ضيف الحلقة، احد ابرز المتهمين في ارتكاب جريمة الاعتداء المسلح على عمال شركة الزيوت النباتية لكسر إضرابهم البطولي في 5/11/1968، والسلمي بحسب قانون العمل النافذ وقتئذ، اذ كان يتحدث بوصفه ضيفا مباشرا وكأنه حمامة سلام ومن دعاة حقوق الإنسان.
ان الوقائع التي بين أيدينا والأدلة التي نشرناها تؤكد ضلوع "صلاح عمر العلي" ومسؤوليته في الهجوم على العمال المضربين كما كنت شاهدا ومشاركا في قيادة الإضراب وتحدثت بصورة مباشرة معه، أمام الباب الرئيس للشركة الذي كانت ترافقه وحواليه زمر من شرطة النجدة والأمن والانضباط العسكري وآمره "فهد جواد الميرة" وآخرون من وحوش النظام السابق ومن الموالين لإدارة الشركة والاستخبارات العسكرية وهم مدججون جميعا بالسلاح.
لقد انذر ووعد وخطب مهددا العمال المضربين بالويل والثبور ان لم يعودوا الى العمل، مستخدما مكبرات الصوت في سيارة شركة الببسي كولا، المجاورة لشركة الزيوت النباتية.
وحينما وجد ان العمال غير آبهين لتهديداته، حاول في المرحلة الأولى استفزازهم بإطلاق الرصاص والاعتداء على العمال المضربين من الجانب الجنوبي للشركة المطل على نهر دجلة من خلال "أزلامه" المنتشرين على امتداد السياج الواطئ للشركة.
وكانت لحظة الهجوم المسلح على العمال المسالمين بأمر وإدارة "صلاح عمر العلي".
شاهدت بنفسي مشاهد الجريمة، اذ وقف العامل البعثي "مبدر سطام" الذي أطلق الرصاص على العمال في الساعة الأولى من الإضراب وكرر جريمته مرة ثانية بوقوفه على مرتفع عند الباب الرئيس للشركة الى جانب "صلاح عمر العلي" و "فهد جواد الميرة" يطلق الرصاص بصورة عشوائية على العمال، اذ سقط العامل النقابي "جبار لفتة" شهيدا أمامي، رافقت إطلاق الرصاص حملة الهجوم على العمال بدخول زمر من البعثيين المسلحين والانضباط العسكري وقوات الامن والشرطة.
واجه العمال عصابات العنف والاعتداءات المسلحة بالزجاج وأسلاك الحديد والطابوق...
اشرف " صلاح عمر العلي" على اعتقالات العمال وتعذيبهم في مركز شرطة المسبح ومديرية امن بغداد، ليعترفوا بأنني قتلت رفيقنا العامل "جبار لفتة"، وقدمت مع العامل "غضبان احمد" إلى محكمة الجزاء الكبرى بتهمة التحريض والقتل.
فلا ادري عن اي حقوق وعدالة ونزاهة وإنسانية التي يتحدث عنها المتهم الأول بجريمة الاغتيال والاعتداء علينا، اذ كنا شهودا أحياء، ولدينا الوثائق ما تكفي لإدانته وإدانة أمثاله الطغاة.
والأدهى من ذلك كله، انه وجد هامشاً من حرية الكلام والتعبير في البرنامج ليقارن منتشيا بين نظام الجلادين ليجد نفسه في دائرة الدفاع عن ماضيه بقوله: "ان النظام السابق لم يمارس الاعتداءات الصارخة على المعتقلين، مثلما تمارس الآن على المعتقلين" وتلك مغالطة تاريخية، اذ ان انقلابهم الأسود في 8 شباط، شهد ما يروع الفرد والعائلة والمجتمع في اعتداءات واغتصابات جنسية على النساء المعتقلات، هل يريد داعية حقوق الإنسان "صلاح عمر العلي" ان اذكر له أسماءهن.
حاول الراحل "هاني الفكيكي" في كتابه (أوكار الهزيمة) ان يدفع تهمة الاغتصاب عن حزبه، الا انه لم يستطع ذلك فظهر الارتباك والغموض، لان "عروبية" النظام السابق لا تسمح بذكر دليل تاريخي لأنها في "شرنقة" العزلة والتخلف...
ويمكن إضافة أدلة كثيرة على تجاوزات النظام السابق وانتهاكاته الوحشية التي كان يمارسها نظام الجور والجريمة، كانت له عصابات مدربة في التهديد والتعذيب والاغتيال والاعتداءات الوحشية في اغتصاب النساء والرجال في قصر النهاية ومركز شرطة الفضل والنادي الرياضي في الاعظمية ومقر اتحاد الأدباء في العراق ومحكمة الشعب والاتحاد العام لنقابات العمال ومراكز "التيزاب" في الفضيلية والرشاد التي كان يشرف عليها الجلاد "ناظم ﮔزاز".
ولا يمكن ان ينسى الواحد منا، ما ارتكبه الجلادون في شباط 1963 وما جرى بعد انقلابهم الأسود في تموز 1968، اذ بلغ بهم الحال ان اعتدوا على معارضين عراقيين في اغتصاب نساء منهم، وبعثوا تسجيلات الاعتداء إليهم في دمشق ولندن وباريس.. فهل اقتنع "العلي" بمآثر حزبه وانجازاته بعد ان لوث صفحات من تاريخ العراق الحديث؟
سيظهر علينا آخرون كلما تتوافر الفرص المناسبة، ليدافعوا عن جرائم حزبهم، لأننا لم نكن في مستوى البحث التاريخي وتوثيق الجرائم التي ارتكبها الجلادون في 8 شباط 1963 وتموز 1968، وان نسهم في جمع الوثائق وتحليلها وان نفرد "معرضا" خاصا للأجيال القادمة لتكون على بينة بمستويات الجريمة والعنف وإذلال الإنسان بالأدلة والوثيقة، ترى هل تقدم الحكومات والمؤسسات العراقية القادمة لإعداد وتنظيم المعرض التوثيقي على جرائم حزب البعث؟
وبعد، ماذا تقول قناة السومرية في استضافة جلاد، يتحدث عن حقوق الإنسان وثقافة النقد والاحتجاج على تعذيب المعتقلين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وصمة عار
حيدر صبي ( 2010 / 5 / 8 - 15:23 )
اعتقد ان ما اقدمت عليه قناة السومريه من استضافة هكذا شخصية بعثيه معروفه باجرامها وانتهاكها لحقوق الانسان ومن خلال ضيفها اغلمدعو صلاح عمر العلي لوصمة عار اعتقد ستظل ملازمه لهذه القناة التي عرفناها بالحياديه من خلال تناولها الموضوعات السياسيه وكذلك ما تبثه من برامج ترفيهيه يتسمر على شاشتها الشباب المكبوت وهو يشاهد ما خلق الله من جمال وحور عين في الأرض ..واعتقد انه من الواجب على هذه القناة من ان تهتم بامور الأثاره وارغناء والرقص للتنفيس عن شبابنا التي اكلت شبابه الحروب ومغمارات صدام الأرعن ..وكلمة عتاب الى مقدمة البرنامج ست داليا (يعني خلصو المدافعين عن حقوق النسوان اسف الأنسان وما لكيتي غير هذا المشبوه )..ارجو ان تنتبه القناة الى من تستقدم من الضيوف حتى لا تقع في المحظور كما وقعت قناتنا الغاليه وسأسحب وصمة عار حال مراجعة هذه القناة ومسؤليها لانفسهم


2 - سلمت دكتور عبد ولايمكن ان ننسى اجرام هؤلاء
ابو مودة ( 2010 / 5 / 8 - 16:58 )
العزيز الدكتور عبد
طاب مساؤك
سلمت على هذا الاعتراض على قناة السومرية التي لها مكانه خاصة من بين الفضائيات الاخرى
استضافة هذا المجرم الذي كان قائد المتهمين في ارتكاب جريمة الاعتداء المسلح على عمال شركة الزيوت النباتية عام 1968
وهناك أدلة كثيرة على تجاوزات البعث وعصاباته وانتهاكاتهم الوحشية التي كانوا يمارسونها ضد معارضيهم وكل من يختلف معهم
كانت عصابات البعث مدارس في التعذيب والاغتيال والاعتداءات الوحشية والادلة والشهود لابل الضحايا لازالوا على قيد الحياة مثل جرائم اغتصاب النساء والرجال في قصر النهاية ومركز شرطة الفضل ونادي الاعظمية ومقر اتحاد الأدباء ومحكمة الشعب واتحاد نقابات العمال ومراكز -التيزاب- في الفضيلية والرشاد وبارك السعدون التي كان يشرف عليها المقبور ناظم گزاز-.
...................
من المستحيل ان ننسى جرائم البعث
وهناك ارشيف كامل في مؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين العراقيين


3 - من بليغ الكلام
عبد الكريم البدري ( 2010 / 5 / 8 - 17:57 )
من استقبل وجوه آلآراء عرف مواقع الخطأ هكذا قالها علي بن ابي طالب . اعتقد ان ألأجيال لاتعرف من هو صلاح عمرالعلي واعتقد حسنا فعلت السومرية بتقديمه لأنه لولا ذلك لما نحن نفضح جرائمه. مو صحيح هذا الكلام؟


4 - ضحايا حزب البعث لا زالوا أحياء
صباح ناظم ( 2010 / 5 / 8 - 21:51 )
العزيز أبو نجم أنا شاهدت المقابلة ولم أتفاجأ من كلام صلاح عمر لأني وببساطة سبق وأن إستمعت الى مقابلات مماثلة لبعثيين أمثال تايه عبد الكريم وغيره وشبعت حد التخمة من الكذب وتزوير الحقائق وتبرير الجرائم أو نفيها والتي قام بها حزب البعث طيلة تاريخه الملطخ بالدم وصلاح عمر إنسان عادي وهو خريج دار المعلمين وكان في فترة الستينيات وقبل إنقلاب 8 شباط يعمل معلماً مع زميله نعيم حداد في مدرسة أريدو في الناصرية ثم بدأ يبزغ نجمه بعد إنقلاب 1968 وأصبح في القيادة القطرية بينما وصل زميله نعيم الى القيادة القومية وأصبح نائب رئيس الوزراء وصلاح شخص ضعيف المبدئية ومهزوز ولا زال يخاف من عودة جماعة صدام الذين كانوا يطاردوه الى أن سقط نظامهم وهو أدرى من غيره بوصول صدام للحكم وتسلقه اللامشروع للرئاسة وكيفية إزاحة صالح مهدي عماش وغيرها من الأمور لكنه لا زال متخوفاً من عودة الجماعة التي تطارده لذلك تراه يتكلم دائماً خلاف ما يؤمن به وخلاف الحقائق المتوفرة عند كل الناس فلا غرابة لما يطرح هو أو غيره من قادة حزب البعث المطاردين أو الذين دقوا ثبات في مراكزهم أما حول التعذيب زمن البعث بكل مراحله فالضحايا هم خير شاهد ..


5 - الأخ عبد جاسم الساعدي
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 5 / 10 - 09:27 )

صلاح عمر العلي ومن لف لفه من غلاة البعثيين يحاولون تجميل الصورة الكالحة لحزبهم العتيد هذا الحزب الذي مارس شتى أنواع التجاوزات التي لا تقرها الأعراف والتقاليد وأبتكر أنواع مختلفة من التعذيب ويروى عن مدير شعبة مكافحة الشيوعية الذي قتل بعد سقوط النظام جزاء أعماله الجبانة أنه كان يفكر ليلا في أبتكار وسائل التعذيب ويبتكر طرقا شتى ليحصل على الأعترافات أو لينفس عن حقده المريض أن البعث سرطان أو ارضة تنخر في المجتمع على الجميع مواجهتها وعدم التهاون معها والويل للعراقيين اذا عاد البعث من جديد فسوف لن يبقى شيئا في العراق

اخر الافلام

.. خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي باشتباكات في جباليا | #


.. خيارات أميركا بعد حرب غزة.. قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ




.. محاكمة ترامب تدخل مرحلةً جديدة.. هل تؤثر هذه المحاكمة على حم


.. إسرائيل تدرس مقترحا أميركيا بنقل السلطة في غزة من حماس |#غر




.. لحظة قصف إسرائيلي استهدف مخيم جنين