الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقذوا سامراء من الاحتلال

حمدي السامرائي

2010 / 5 / 8
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


سبق وان تعّرف العالم بشكل غير مشرف الى مدينة سامراء حين ساعدت حكومة الجعفري والاحتلال الامريكي على تفجير قبتها الذهبية ولفتت الانظار الى هذه المدينة وعرّفتها على انها مدينة مقدسة (وهي لا مقدسة ولا بطيخ) متجاهلة بذلك اكثر من 7000 عام من التاريخ المطمور تحت غبار هذه المدينة العنقاء التي تخبيء تحتها الاف الكنوز الانسانية ، سيفاجئنا أحدهم ويقول انها مقدسة منذ 1200 سنة ، سيقول له طه باقر انها غير مقدسة منذ 8000 سنة ! ونحن نقول انها مقدسة منذ ذلك التاريخ وقبل ان تكون عاصمة للعباسيين وتكمن قدسيتها بتراثها الانساني المتراكم على مر العصور ، اضافة الى تعدد الحقب التاريخية وتعاقبها على هذه البقعة النادرة من حيث الطبقات التاريخية التي تحتويها .

مشكلتنا الان ليست في اثبات قدسيتها او العكس ولكن سامراء تعاني مشكلة مزدوجة الجانب الاول: من الاحتلال الايراني للقبة الذهبية اي مرحلة الـ 1200 سنة التاريخية . والجانب الثاني من المشكلة هو احتلال جانب المتوكلية من اثار الدولة العباسية والجانب الجنوبي من الاثار الآرامية والاشورية اي مرحلة الـ 8000 عام . والمحتل هو ليس اجنبي ولكنه احتلال حكومي حيث تحولت هذه الاثار الى ثكنات عسكرية ولا يسمح لاحد بالدخول الى هذه الاثار للاطلاع على حالة هذه الاثار وما آلت اليه فعلى سبيل المثال : قصر الخلافة (شمال المدينة ) منطقة المتوكلية تهيمن عليه قوة من اللواء الثالث (مغاوير) شرطة اتحادية. سور عيسى : وهو على جانب قصر الخلافة الجنوبي حيث تقع نقاط التفتيش بمحاذاة هذا السور ولا نريد المبالغة بالقول بان هذا الموقع ومواقع مجاورة تخضع الى عمليات تنقيب متكررة من افراد من الشرطة الاتحادية حيث تنبش المعاول فيها باستمرار بحثا عن اللقى الاثارية الثمينة. ويجدر الذكر ان منطقة المتوكلية هي منطقة منقبة جزئياً أي ان الاعمال التنقيبية لم تكتمل فيها وان اي عمل تنقيبي (تخريبي-لصوصي) قد يضر بالموقع الاثري ، لذلك فان منطقة الكهف: اي ما يحاذي دجلة من المتوكلية هو موقع يحتوى اثار غير عباسية يعود الى ديانات اخرى ذات مستويات تاريخية مبكرة . على هذا فان وجود معسكرات القوات الحكومية في هذه المنطقة يقلل من اهميتها التاريخية بل وربما يتسبب باخراجها من حماية اليونسكو . اضافة الى كل هذا فان هنالك مرآب تم تشييده خدمة للايرانيين الذين يفدون الى المدينة بغية (الزيارة) ، ناهيك عن ان المدينة غير مستفيدة من وجود هذه الزيارات المنتظمة بل والمتواترة بكثافة والتي لا ترى منها غير النفايات التي يتركها الزائرين وراءهم جالبين معهم متاعهم ومأكلهم ومشربهم ويمتنعون عن الشراء من محلات المدينة او المبيت فيها بل وربما لديهم تعليمات بذلك حتى ان الفنادق التي ماحول الصحن العسكري اقفلت بالكامل وهي الان عبارة عن نقاط حراسة تتخذها القوات الامنية مقرات لها وتتمركز هناك حيث انها محرمة على اصحابها . وهذه المرآب تم تشييده من مخلفات الاسوار الكونكريتية التي كانت قبل سنة تحاصر بها احياء المدينة وهذا المرآب يجثم فوق مساحة واسعة من مدينة المتوكلية التي تم في ((عهد النظام السابق)) ترحيل سكانها وتعويضهم بقطع اراضي وقروض (عقاري) لبناء مساكن اخرى غير تلك التي تم ازالتها كونها تقع فوق هذه المنطقة الاثارية غير المنقبة .
نحن لا نفترض ان الموضوع يجري بطريقة منظمة ولكن لو طرحنا السؤال الاتي: ماذا يمكن ان يفعل رجل امن لم يكمل دراسته الابتدائية ( مع احترامنا العالي لانسانيته ) بقطعة اثرية تقع اعينه عليها مصادفة (اذا اردنا ان نكون منصفين ولا نقول انه نبش في موقع اثري واستخرجها)؟
الجواب هو انه سيبحث عن من يشتريها ! واذا لم تكن ذهبا فانه لن يقدر قيمتها ويحطمها لغرض التخلص منها، اضافة الى انه سيضع الموقع الاثري في قائمة المواقع المعرضة للتخريب ويتم اسقاطه من برنامج التنقيب.

ان المدينة القديمة خاضعة بشكل كلي الى السيطرة الحكومية وهي عبارة عن معسكر بالمعنى الحرفي للكلمة وان اي مظهر من مظاهر المدنية يكاد يخلو المشهد العام منها ، لذلك فان الكلام عن مدينة في هذا المكان ربما يكون نوع من الهذر .
ننوه الى ان هناك في سامراء بعثة لمنظمة الامم المتحدة (اليونسكو) وهي غير مضطلعة بمسؤولياتها تجاه ما يحدث اذ انها تتخذ من صحن الامامين العسكريين مقرا لها وانها تمارس الوصاية على الضريح فقط وكأن لا آثار في مدينة سامراء غير تلك المتعلقة بالصحن وما حوله (50 متر) وما جاء في بيان اليونسكو الصادر في 2008 هو ادراج سامراء ضمن التراث العالمي المهدد . هنا لم يذكر البيان ادراج القبة ضمن التراث العالمي ولا المدينة بل ذكر الموقع (سامراء حيث انها موقع يمتد 12 كم جنوبا من مركز المدينة ، و22 كم شمالا .

هنا وقد وضعنا مختصر المشكلة امام حضراتكم ، لنا سؤال واحد بحاجة الى اجابة :
هل كلٌ يحمي ما يعتقد انه مقدس بالنسبة له ؟ حتى وان كان ما لا يحميه (ان لم نقل انه يخربه) مقدسا بالنسبة للانسانية جمعاء وانه ليس ملكا له وحده .
قد لا تفهم الحكومة ان بيان اليونسكو يعني هذا ، وامور اخرى قد لا تفهمها الحكومة .
للانسان الحر ان يذود عن ما يمتلك ، والا لا يستحق حريته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد السامرائي
صفاء ابراهيم ( 2010 / 5 / 8 - 14:33 )
لقد خلطت بين ما هو اثري وبين ما هو مقديس
اثرية سامراء تمتد الى 8000 سنه لكن قدسيتها لاتتعدى ال 1200 سنه
ومكان هذه القدسية لا يتعدى صحن الامامين
نسال الله ان يعينكم على الاحتلالين
تحياتي


2 - اعتراض
عبد الكريم البدري ( 2010 / 5 / 8 - 18:00 )
ألأستاذ حمدي
يبدو ان ادارة الحوارلاتريد منا ألأتفاق على آلية لأنقاذ ألآثارفقد حجبت بعض المقترحات التي كان بودي ان تستأثربالمناقشة للوصول لأنجع الحلول.

اخر الافلام

.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية


.. فاغنر تتكاثر في ليبيا وتربط بين مناطق انتشارها من السودان إل




.. الاستئناف يؤكد سَجن الغنوشي 3 سنوات • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تتقدم في خاركيف وتكشف عن خطة لإنشاء -منطقة عازلة- |#غر




.. تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وإسرائيل...أسلحة جديدة تدخل الم