الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدةُ الشعب تدحرُ المتآمرين على مستقبله

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2010 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


أحداثٌ إجرامية ، إن نسبناها إلى الهَمََج لإنتفضوا معترضين على إهانتنا لهم . جرائم تُرتكبُ في عراق اليوم و لا يمكن نسبها إلى أفرادٍ أو جماعاتٍ إرهابية لمجرّد كونهم إرهابيين أو لصوصاً أو قتلة محترفين . لا يمكن تنسيب هذه الجرائم إلى جماعات دينية تحت طائلة الجهاد في سبيل الله أو مقاومة الإحتلال أو النضال من أجل حرية العراق . بعد إجتيازنا سبع سنوات عجاف وإجراء ( إنتخابات عامة ) لمرتين لا تزال الجرائم اللإنسانية ترتكب بدون رادع رسمي من الحكومة . الحكومة المعترف بها على المستوى الدولي والمفترض إلتزامها بالأصول المتعارف عليها في أنظمة الحكم في الدول المتحضرة ، حيث يستقيل الوزير المختص أو حتى تستقيل الوزارة بكاملها بسبب أحداث في البلد تعدّ نسبياً بمقدار عُشر معشار ما يقع في العراق ، ولكن مع الأسف ليس لدى حكامنا أية ذرة من الحياء أو الشعور بالمسؤولية . إتّهم جاهلون بثقافة الإعتراف بالخطأ وكونه من الفضائل لأنهم ، على ما يبدو ، كانوا غائبين عند توزيع الله الفضيلة على خلقه ، فإلى متى سيدفع شعبنا المبتلى الأثمان الغالية بسبب تسلّط مثل هذه الحفنة على السلطة ؟

سبعُ سنين ، قتلُ الأبرياءِ فيها مباح ، التهجيرُ والإختطافُ وطلبُ الفدية مباح ، إختلاس الأموال العامة وسرقة الأموال الخاصة مباح . تفجيرات وهدمٌ وتدميركل شيئٍ ولا من رادع . والجماعة ليست متربعة على كراسيها فحسب بل بالإضافة إلى حمّامات الدم والجرائم التي خططوا لها أو إرتكبوها بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، فهم يتصارعون ، بل يتقاتلون ، بلا خجل ، من أجل السُّلطة لإدامة إمتيازاتهم .

سبعُ سنوات ، والجرائم تتوسع وتتنوع شكلاً . نبشُ القبور إضافةٌ نوعية للجرائم التي عانى منها الشعب ، والعبوات المتفجرة اللاصقة هي الأخرى تحديثٌ لفن تفجير سيارات الناس الأبرياء بدون وازع من ضمير . لقد تمت مؤخراً جريمة نبش قبور المسيحيين في مقبرة محمد السكران الواقعة على طريق بعقوبة القديم ، الجريمة النكراء التي قلما سجل التاريخ أحداثاً مماثلة لها بخَسّتها ، وتفجير ثلاث حافلات لنقل الطلاب الجامعيين من الحمدانية وبغديدا إلى الموصل ، إنما هي أفعالٌ لا تمتُّ إلى الإنسان أو الإنسانية بشيء مهما كان هذا الفرد أو الجماعة إرهابية .

ليست هذه الأفعال من أعمال المجاهدين ولا هي من أعمال الإرهابيين المحسوبين على البشر بل أنها جزءٌ أو بالأحرى شكلٌ من أشكال العمل السياسي ، يقف خلفها سياسيون ، سواءً كانوا سياسيين محليين أو عملاء لأطرافٍ وقوىً إقليمية أو دولية . وبالمال السحت الحرام تُشترى نفوس المرتزقة المنفذين . إن هذه الجرائم لها أغراضٌ بعيدة المدى ، فمن بعد ما تعرضت له الطائفة الصابئة المندائية من قتل وتهجير تمّ توسيع المخطط الإجرامي ليشمل المسيحيين بقصد دقّ إسفين بين مكونات الشعب العراقي . سياسة فرّق تسُد التي تستخدمها جميع الأطراف للحفاظ على مكتسباتها الذاتيةً ، الطائفية أو الدينية أو العنصرية . سياسة فرّق تسُد تعمل في إتجاهين ، تفرقة صفوف الشعب الواحد إلى شتات يسهل التعامل ضدها ، وكذلك تسوقها إلى التعصب الأعمى الذي يستشري بين أفراد كل جماعة ويدفعها إلى العمل الإنعزالي ، بدعوى ( أنّ الفرد لا تحميه غير جماعته ). إن التفرّق في الصف الوطني على مستوى الشعب مرضٌ يجب مكافحته بالتنوير وتعميق وعي الجماهير بخطورته مضافاً إلى مكافحة التيارات الإنعزالية التي يراد بها توسيع الخلافات بين الجماعات المتنوعة في فسيفساء الشعب .

فلنعمل جميعاً سويّة ، ولا ننصت إلى أقوال القائلين ( نحنُ و همَّ ) داخل المجتمع الواحد ، بل نزرعُ في نفوسنا ونفوس الجيل التالي عبارة ( نحنُ العراقيون ) ونتقدّم إلى الأمام ، فالتقدمية وحدها توحدنا وتأخذنا إلى المستقبل الوضاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عراك داخل قاعة البرلمان الإيطالي


.. تصاعد حاد للقصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل




.. المستشفى العائم الإماراتي في العريش يستقبل مزيدا من الجرحى م


.. بعد رد حماس.. ما مصير الصفقة المقترحة لوقف الحرب على غزة؟




.. -عمرها 130 عامًا-.. احتفاء بمعمرة جزائرية كأكبر الحجاج سنا ف