الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رب ضارة نافعة

رباب خاجه

2010 / 5 / 9
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


في يومي ٢٧ و ٢٨ فبراير من هذا العام أقامت جمعية الخريجين الكويتية حفلة خاصة قدمت فيها فرقة من الشباب تسمي الأنثروبولوجي بقيادة فنانه كويتية هي السيدة إيما شاه عروض سمعت و قرأت عنها أنها كانت مختلفة في المضمون عن ما يقدم عادة في هذه المناسبات و راقية بدون إسفاف . و صاحبة الفرقة و التي لديها مواهب متعددة في الغناء و العزف علي القيثارة و الرقص و التمثيل و حتي التلحين و الإخراج أدخلت علي الفن المعتاد تقديمه في هذه المناسبات حداثة متميزه بالأنسنه، حيث غنت بلغات عدة لم تستثني منها لغة “العدو” التقليدي ، فغنت بالعربي و الإنجليزي و الفرنسي و كذلك العبري ، مرسلة بذلك رسالة مفادها السلام لجميع بشر الأرض دون تفريق ، متحدية بذلك العرف السائد مما أثار الليبراليون في الكويت قبل الإسلاميون و وضع ليبراليتهم موضع الإختبار و علي المحك٠

يقول إجنازيو سيلون في كتابه “الرب الذي سقط” أن ” الحرية هي (إعطاء النفس الإجازة) بالشك، أو عمل الأخطاء… أو البحث أو التجربه…(إنها) قول كلمة لا لأي مسئول -(سواء كانت هذه الكلمة) حرفيه لغوية ، أو (عمل) فني أو فلسفي أو إجتماعي أو حتي سياسي” و ما قامت به إيما إنما لا يخرج من هذا المضمون بإعتقادي

إنها مشكله حقا عندما لا يعرف الليبرالي معني الليبراليه. الليبرالية ، و التي تعني الحرية من كل القيود المفروضة من الغير سواء كانت إجتماعية أو سياسية أو دينية أو تقاليد و عادات ، لا يعرفها من لم يجرب العبودية و الإحتلال . و مع أن الشعب الكويتي جرب الإحتلال و ذاق القليل من سم العبودية ألا أن الكثيرين لم يتعلموا الدرس و خصوصا من تشرب منهم بالهتافات الناصرية و خلط بين الليبرالية و القومية العربية و الشيوعية و الإشتراكية . و الليبراليون السياسيون الكويتيون و الذين تبنوا الأحزاب غير المعلنة في الكويت و شكلوها ما هم إلا البقايا الباقية من هؤلاء ، ما كان يجمعهم بالماضي هو الشعارات العربوية الجوفاء و ما كانوا يتكئون عليه هو القضية الفلسطينية. و هؤلاء لا يختلفون عن الأحزاب الإسلامية السياسية من ناحية فرض أيديولوجياتهم و أفكارهم علي الغير مع أنهم يصفون أنفسهم بالليبراليين . و للأسف فهؤلاء لازالوا في سبات عميق يتحلقون في الماضي السحيق البائد و يحملون معهم الخزي و العار لسقوط شعاراتهم الواحد تلو الآخر و لم يتبقي لهم غير القضية الفلسطينية يتمسكون بها أكثر من السلفيين و الأصوليين الذين يعتبرون القضية جزء لا يتجزء من دينهم . هؤلاء لم يستطيعوا أن يستوعبوا أن زمن صدام و غزوه للكويت و إصراره بتحرير القدس (قضيتهم الجوهرية) من خلال العبور عن طريق الكويت و نهبها و قتل شعبها و تشريدهم و هتاف الآلاف من العرب بداية من القدس و مفتيها الذي ساند و عاضد صدام و مرورا بكل البقاع العربية. لم يستوعب هؤلاء أن هذا الزمن الناصري، زمن الشعارات و الهتافات الجوفاء قد ولي و لكن لم يكن ليرحل بدون ثمن. لم يستوعبوا أن هذه المرة لم تكن الحكومات هي القاضي و الجلاد، بل كانت الشعوب ؛ الشعوب المثقلة بالجراحات و النكسات و التي أخطأت في حساباتها فصار هجومها موجها علي بني جنسها. لم يفهموا أن البذرة التي زرعها صدام و تبناها أبنائه العرب في مشارق الأرض و مغاربها بحقدهم علي الكويتيون قد بدأت تخضر أرضا خصبة بالليبراليين الجدد ، و ما فرقة الأنثروبولوجي و التي تمثل الليبرالية الحديثة إلا أحد إنتاجاتها

هذا الجيل لا يعرف ما تعنيه القضية الفلسطينية و لا يهمه وعد بلفور و لكنه يعلم أن من إعتدي عليه كان عربيا مسلما و لم يكن إسرائيليا يهوديا و أن هذه القضية هي أقرب إلي بيته و أهله من القضية الفلسطينية . يعرف أن القتل له عدة لغات و أساليب و لا تنحصر بالعبرية و لا بالفرنسية ، هذا الجيل تربي علي تسجيلات بن لادن الجهادية الثورية و تفجيرات العواصم و الشعوب الآمنه ، يعلم أن في كل الأحوال لم يكن الإنتحاريون المجاهدون صهونيون بل كانوا يتكلمون بلغته و يدينون بنفس دينه . لم يعد هذا الجيل مقتنعا بالعدو التقليدي ، عدوه هو من قتل أهله و شرده و هو قريبه و من أهله ، هذا الجيل لا يهمه ما يحصل في فلسطين ، ففلسطين بعيده جغرافيا و قضيتهم معقدة سياسيا و لكنه تعلم أن الغدر يكون أقسي عندما يكون من الأهل و لم يقصر الشعب الفلسطيني بضربه بالخنجر في الظهر . و بالنهاية هذا الجيل يريد أن يعيش ، قد يغفر و لكنه ليس من الساهل أن ينسي . إنه يريد أن يمشي في بقاع العالم دون أن يشعر بالخزي و العار لأنه يتكلم العربية ، و دون أن يكون موضع إتهام لا لشيء فقط لأنه ينتمي إلي جنس إختار أن يسوده المتخلفون . هذا الجيل هو كالأزهار النادرة التي أفرزتها أرض البراكين بعد خمودها ، هذا الجيل هو الجيل الليبرالي الحق . و هذا ما ضرب ناقوس الخطر عند المتأسلمين فصار داعية مثل محمد العوضي يتخبط و بأكثر من موضوع في ذم الفنانه و تسبب في تشتيت فرقتها بعد أن بعث في أوصال أعضائها الخوف ، و مغازلا الليبراليين القدماء بعد أن كان مناوئا لهم، ردا علي مغازلاتهم السابقة و التي يبدو أنها أتت أكلها. اليوم أصبح النموذج الليبرالي القديم مستساغا للمدعوذين فهؤلاء أكثر شراسة في الدفاع عن “الكويت الإسلامية” منهم . و لكن الليبراليين القدماء لم يستوعبوا بعد أن الجيل الجديد من الليبراليين سيلفضهم يوما كما لفظ الناصرية و الشيوعية و كما سيحدث مع الإسلاميون السياسيون


لقطه لمقابلة العربية مع الفنانة إيما
http://www.youtube.com/watch?v=RPsaGszwuiI&feature=player_embedded

جعفر رجب.. وللعبرية بقية
http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=193802

الى المفتونين بالثقافة العبري.. اتحداكم
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=193392

مقالة هجومية صحيفة الوطن

http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=14845

لا انسانية.. الغناء الكويتي المتصهين
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=192420

الدوغما – وليد الرجيب
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=192011

جعفر رجب / تحت الحزام / عبر بالعبري
http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=191452

لولوة الملا وأعراس يهودية بالكويت
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=191465

جمعية الخريجين والتلوث الفني
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=191026

الصهيونية في جمعية الخريجين – المقالة الهجومية من الداعية محمد العوضي
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=190037

الرجل الذي نكح امه -مقالة جعفر رجب يدافع عن الفرقة
http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=190273

العبرية في جمعية الخريجين – مقالة تبريرية من الداعية محمد العوضي
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=190620








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ممتاز
متابع ( 2010 / 5 / 9 - 19:18 )
جعلك الجنه يا رباب


2 - مقال في الصميم
فيصل ( 2010 / 5 / 9 - 19:49 )
شكرا اخت رباب على اثاره هذا الموضوع الحساس في بلداننا المبتليه بالرده القروحجريه. اتفق معك بما يتعلق بالليبراليه الحديثه وخصوصا انني مررت بالكثير من التجارب والافكار السائده في منطقتنا. ولكنني اسمحي لي ان اختلف بجزئيه فلسطين وخصوصا انني من الجيل الذي عاصر معظم مايتعلق بالقضيه منذ حرب ١٩٦٧. قي وحهه نظري ان تحديد الحق واصابه من الامور التي قد نختلف فيها وهذه من بديهيات الليبراليه، لذلك ارى ان اسرائيل كدوله هي غاصبه معتديه وان الفلسطينيين قد تعرضوا الى اكبر ظلم مر به اي شعب في العصر الحديث بسسب تعنت الصهاينه ومسانده القوى العظمى لهم. ولكن ارى ان لدي من الهموم والمسائل المعلقه الكثير في بلدي وخصوصا مجابه موجات التخلف الفكري والفتن بين شرائح المجتمع والحروب المشتعله حول بلدي والنووي الايراني ، كل هذه الامور تجعل اهتمامي بقضيه فلسطين ثانويه ولكن لاتلغيها لأنها الاساس الذي يتخذه الديكتاتوريون والمؤسسات الدينيه للسيطره على الشعوب ومقدراتها. تحياتي لك والى كل متنوره من بلدي


3 - شكرا
محمود كرم ( 2010 / 5 / 9 - 22:14 )
خلصتِ إلى أن قيمة الحرية في جوهرها هي ما تستطيع أن تقدمه من عمل فني خلاق حر

شكرا الصديقة رباب

اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو