الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولنا في اليابان وامريكا اسوة

محمد شفيق

2010 / 5 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


استبشرنا خيرا بأنفتاح العراق على العالم في المجال الجوي . واستبشرنا اكثر بأنطلاق التعاون بين العراق وبريطانيا , وانطلاق اول رحلة منذ اكثر من 30 عاما . انه تطور عظيم في مجال النقل الجوي يحققه العراق . وحسنة تحسب لصالح وزارة النقل العراقية . ولكن في تطور خطير لم يكن لا على البال وعلى الحسبان . قامت الخطوط الجوية الكويتية بأحتجاز الكابتن ( كفاح حسن ) مدير الخطوط الجوية العراقية في العاصمة لندن , ولايزال محتجزا الى ساعة كتابة هذه السطور . والذي أثار عنفواني كعراقي , ووفتح شهيتي ككاتب , ودعاني لكتابة هذا الموضوع , اضافة الى هذا التظاهرة التي نظمها الموظفين في الخطوط الجوية في مطار بغداد , احتجاجا منهم على الاجراءات الاستفزازية من قبل الجانب الكويتي . التي اصدرت امرا قضائيا بحجز احد زملائهم
هذه الحادثة واحدة من عشرات الحوادث والتجاوزات التي تمارسها دولة الكويت بحق المواطنيين العراقيين من جانب , وبحق سيادة العراق ارضا وسماءا من جانب اخر . بدءا من دخولهم الى العراق في ساعات السقوط الاولى واحراقهم العديد من البنايات المهمة في بغداد ( حسب شهود عيان ) مرورا بسرقة عشرات الكيلوا مترات من حدودنا وارضينا . وليس انتهاءا بالاعتداء على الصيادين العراقيين في مدينة البصرة . واخرها احتجاز السيد ( كفاح حسن ) . يبدوا ان الاخوة الكويتيين اصحاب ذاكرة جيدة , وتأبى ذاكرتهم ان تنسى تلك الايام السوداء . التي لم يكن للشعب العراقي اي ذنب فيها . انما حالهم كحال الكويتيين استقيظوا في صباح ذلك اليوم المشؤوم وهم يشاهدون جحافل النظام تجتاح جارتهم الكويت . ولقد تلاه الكثير من بيانات الاستتنكار والادانة وخروج عشرات المظاهرات من قبل الجاليات العراقية وابناء المعارضة في الخارج ضد هذا الاجتياح . كما كان في الداخل موقف المرجعية الدينية والمتمثلة انذاك بالمرجع الديني الكبير السيد ( ابو القاسم الخوئي ) حيث اصدر فتوى بتحريم دخول ارض الكويت او الصلاة فيها او سرقة الاموال والممتلكات , وحرمة شراء السلع الكويتية . ثم انني اتسائل ماذا كان يمثل النظام بالنسبة للكويت ؟ قبل ايام قلائل كان احد ابرز حلافئها , وكانت تمده بالمال والسلاح بكل ما اوتيت من قوة لضرب لضرب ايران . وكانوا هم من قدم اعتذارا رسميا الى الايرانيين وقادتهم , لمساعدتهم صدام اثناء حربه ضدهم . اذن كان صدام احد اهم حلفاء الجارة الكويت , والصديق الحميم لهم , فما ذنب العراقيين , وما ذنب كفاح حسن , وما ذنب ذلك اللاعب العراقي الذي اراد الانظمام الى احد الاندية الكروية فخرجت مظاهرات ترفض ذلك , وقد صرح اللاعب بأن عمره كان عشر سنوات في ذلك الوقت . هل يستطع الجانب الكويتي القول بأن " كفاح حسن " وذلك اللاعب قد دخلا ارض الكويت وسرقا ونهبا . هل يستطيع النائب ( ابو رمية ) الذي صرح قبل فترة بأن 80 % من الشعب العراقي شارك بالغزو وسرق وقتل واغتصب , ان يثبت للعالم بأن هذا الكابتن او هذا اللاعب قد اشتركا في اجتياح الكويت
لقد مر اكثر من 20 عاما على ذلك الحدث , يجب ان يفهم الجيل القادم من العراقين والكويتين ان ما فعل بالكويت كانت جريمة من جرائم صدام وليس للعراقيين اي تدخل فيها . ثم دعونا نأخذ من العالم عبرة , ولتكون التجربة الامريكية اليابانية على سبيل المثال خير حل نستطيع بها انهاء هذا الملف بين الجارتين , فالجميع يعرف ان امريكا فعلت ما فعلت باليابان من قصف بالقنبلة النووية وغير ذلك , ولكن بمرور الزمن اصبحت العلاقة جيدة بين الدولتيين وبنيت على مصالح تجارية واستثمارية , والى يومنا هذا يوجد المئات من الجنود الامريكان على الاراضي اليابانية , علما انهما لا يجمعهما اية اواصر معينة . فكيف بالعراق والكويت حيث تجمعنا عدة اواصر ( الدين والمذهب واللغة والتقاليد والتاريخ ) على الجانبين وبالخصوص الجانب الكويتي ان يطهروا عقول وقلوب ابناءنا تجاه هذا الموضوع , ولنسعى بأنجاح هذه التجربة بيينا





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - أوفي الإقتباس حقه
آمال ( 2010 / 5 / 10 - 14:10 )
الكاتب المحترم :عندما نسمع بكلمة اسوة..وبدون أضافة حسنة لها، نشعر أنها ناقصة المعنى ، حيث تعودنا عليها هكذا ..!! لنا في الرسول اسوة حسنة ولا مستكثرها على الامريكان و اليابانيين ..؟؟ولا صعبان عليك وصفهم بها لانها تخص الرسول..؟؟ عزيزي أتعاطف مع كل إنسان يؤخذ بأغلاط غيره لا بل و أدين وأستنكر مثل هذه الاعمال ، ان يدان انسان للونه او لدينه او لإنتمائه لجنسية او طائفة معينة ..!!هذ يعتبر انتهاك لابسط حقوق الانسان.!!لكن أعتفد أنً ما تظنه أنت أنه يجمعنا هو سبب دمارنا وفرقتنا..!! الدين : مات النبي تاركا حديث اننا سنتفرًق الى 73 فرقة واحدة فقط الناجية والباقي في النار ومنذو ذلك التاريخ والحروب الطائفية تشتعل بين فترة و أخرى ناهيك عن تصفية المخالفين بتهمت الزندقة او الردة..المذهب :انت تعرف الخلافات المذهبية وعمق جذورها.. اللغة ، كل واحد فينا يستهزئ من لهجة الآخر وعند أي خلاف يكره ويكره كل من ينطق بلهجته..التقاليد :من امثالنا: البدوي او العربي أخذ بثاره بعد اربعين سنة وقال استعجلت دلالة على حفظه للحقد..التاريخ اقراءه ملئ بالسواد..تأكد حتى يطهروا عقولهم وقلوبهم يجب تطهير لا بل و تعقيم ثقافتهم وشكرا

2 - الى الاخت العزيزة آمال
محمد شفيق ( 2010 / 5 / 10 - 18:34 )

تحية طيبة

الاخت العزيزة امال لكم اجمل تحية وشكرا على هذا المرور الجميل

اتقدم بالاعتذار لانني نسيت ان كلمة ( حسنة ) حتى تكتمل به الفكرة .. كما تفضلت بالقول

عزيزتي : انني ذكرت هذه الامور حتى ابين اننا تجمعنا هذه الاواصر على الاقل .. حتى نستطيع ان نتجنب هذه الخلافات التي حدثت في الماضي
شكرا لهذا التعليق الجميل الذي اغناني كثيرا واتمنى منك التواصل

لكم مني خالص الحب والتقدير

3 - مأسينا لاتنتهي مع اخوتنا في الدين والعروبه
ابومودة ( 2010 / 5 / 10 - 19:08 )
العزيز ابو جاسم
طاب مساؤك
مأسينا لاتنتهي مع اخوتنا في الدين والعروبه
في فجر يوم 2 أب احتلت كتيبة مشاة من قوات حليف حكام الكويت جزيرة بوبيان وهاجمت قوة اخرى جزيرة فيلكا وبحلول يوم 4 منه اي خلال يومين كانت قوات حليفكم قد سيطرت على الكويت بالكامل
يااهل الكويت
ان سلامة كويتكم وامنها يأتي من خلال تصرف حكامها الحكيم مع من يجاورهم
ولاياتي بفرض الغرامات على ضحايا حليفكم المقبور
وانما ياتي من خلال المبادرة ببناء الثقه مع شعبنا الجريح وحكوماته المنتخبه الى ان يستعيد عافيته وبعدها يأتي الحساب هل لكم مع شعبنا شئ
لنا معكم اشياء واشياء ومنها دعم الطاغية ضد شعبنا في حربه مع ايران
والان انضمت الكويت الى الارهاب البعثي والقاعدة في تخريب عراقنا ودماره وذلك بفرض الغرامات وأمتصاص دم اطفالنا
اليوم لانبالي اذا غزتكم اية جهه ولو فكريا مثل همج السعودية الوهابيه وايران الصفوية
انا كعراقي
اشكر كل من ساعدنا اوقدم لنا يد العون في التخلص من نظام صدام البعثي واود ان تكون لنا معه علاقة طيبة ومتينه قائمة على الصداقة والاحترام المتبادل ونسعى دوما للسلام والحلول السلمية
مع مودتي

4 - الى ابو مودة الحبيب
محمد شفيق ( 2010 / 5 / 11 - 18:02 )

الاستاذ العزيز الذي يطرز الحوار المتمدن وكتابه بأفكاره النيرة .. لكم اجمل تحية حب واحترام

بالتأكيد استاذنا العزيز يجب ان تقف جميع الدول العربية وبالاخص جيرانه مع شقيقهم العراق حتى يسعيد عافيته شيئا فشيئا .. ثم ( الحق الذي لنا ناخذه والحق الذي لكم تأخذوه ) وبالتأكيد جميع دول العالم التي وقفت مع العراق قبل السقوط وبعده لها كل التقدير والثناء .. وخاصة تلك التي كانت نوايها حسنة في مساعدة البلاد بأزاحة النظام المجرم .. ترقب موضعي القادم في نفس الصدد

لكم خالص الحب والاحترام

اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف

.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ



.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس