الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائي الانقسام والحصار ينتج نفسه رغم انف الجميع

فاطمه قاسم

2010 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يحق لنا بل ويتوجب علينا بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من عمر هذا التوأم الانقسام والحصار ، أن نقرا الواقع كما هو ، دون أية محاولات للهروب ، أو عمليات تجميلية ، أو رفع شعارات سياسية وايدولوجية .
ونبدأ من البداية فنقول :
أن القوى الفاعلة في المنطقة المحيطة واخطر هذه القوى هي إسرائيل ، لم تكن لتسمح للانقسام الفلسطيني أن يكون ، وما كانت لتسمح لهذا المثال والنموذج المأساوي من الحصار أن يستمر ، لولا أن هذه القوة المؤثرة في المنطقة وعلى رأسها إسرائيل تجد مصلحتها من زوايا مختلفة في استمرار هذا التوائم العجيب والمشوه الذي اسمه الانقسام والحصار .
منذ اللحظات الأولى وجدنا أمامنا معادلة مغلقة ، حيث أن كلا من طرفي هذا التوائم يبرر نفسه ويعتمد في وجوده واستمراره على الأخر ، فمثلا يقال أن الحصار فرض بسبب الانقسام ، ثم قيل بعد ذلك على الفور " كيف يمكن أن ينتهي الانقسام إذا بقي الحصار ؟
ومنذ ذلك الوقت بدأنا نشاهد بأم أعيننا ودون أي محاولة أو قدرة على المقاومة ، كيف أن هذه العلاقة بين الانقسام والحصار نعيد صناعة وإنتاج نفسها بصور أكثر تدميرية ، وفي متوالية هندسية لا تنتهي ،
فمثال على ذلك ، نحن بدأنا بالعنوان السياسي ثم قاد هذا العنوان إلى انقسام إداري فانقسام قانوني ثم إلى مستوى هابط من السجال السياسي أطاح بثوابتنا الوطنية ، بحيث أن كل طرف يدعي انه الأكثر تمسكا بها ، وهذا قادنا إلى عملية إقصاء منظم للعقل والحصانة والمنطق ، وورثنا مئات بل آلاف من الشتامين اللذين احتلوا الغالبية الساحقة من مساحة إعلامنا اليومي ،
وقبل أن ننتبه لهول ما حدث وجدنا أنذلك:رق في مقولات لتبرير ما فعلنا ، ونسقط ضحية للاغائة الطارئة التي يتعامل معنا بها العالم ، والتي أنتجت لنا أنماطا من الحياة الاجتماعية والسلوكية والنفسية ، والتي تعتمد على استنزاف المستقبل يوما بيوم ولحظة بلحظة ، دون أن ننتبه ، بأننا فقدنا القدرة على الانتباه ، بان نسيجنا الثقافي والقيمي والثقافي يتمزق باستمرار ، وينتج رغما عنا حالة من فقدان الأمل وحالة من اليأس الذي بدوره أنتج الجريمة ، ودون أن نواجه أنفسنا ونعترف بحقيقة ما وصلنا إليه فان هذه الحقيقة تعلن عن نفسها كل يوم ، حتى لو اختبأنا منها داخل إطار الكلام والشعارات الجميلة ، ومن ابرز مظاهر وعناوين هذه المرحلة التي وصلنا إليها هي انتشار الجريمة الجنائية ، القتل ، والتحرش بكل أنواعه ، السرقة ، الاحتيال والنصب ، الحقد الاجتماعي الذي يؤدي إلى الاحتكاكات والجراحات الكبيرة ، ومحاولات الهروب السلبي كانتشار حالات الانتحار والخ .
هناك اتجاهان رئيسيان في مواجهة كل ذلك :
الاتجاه الثاني: الادعاءات الغير موضوعية عن انجازات واحباطات ونجاحات ، ومشروع يشق طريقه إلى الأمام لا يعرف عنه شيئا سوى من يتحدثون عنه ، ونصر موعود قادم من بعيد يوشك أن يصل ، لدرجة أنني سمعت احد أدعياء هذا المشروع يتحدث عن نصر الله الكبير الذي تجسد في حصول فيلم وثائقي تلفزيوني لمدة عشر دقائق على جائزة في احد المهرجانات .
الاتجاه الثاني :
الذي يطالب بفك الارتباط بين هذا التوأم الانقسام والحصار والتوجه الوطني للتحرر من شرنقة اللعبة الإقليمية والدولية ، والذهاب مباشرة لإنهاء الانقسام بقرار حاسم مهما كانت تضحياته ، على اعتبار أن نجاح القرار الوطني الشامل بإنهاء الانقسام هو الذي سينهي الحصار ، ويحوله إلى عدوان بشع بدون غطاء ، والى فعل معادي لا يستفيد من أي قاعدة فلسطينية مثلما يستفيد الآن من قاعدة الانقسام الفلسطيني .
ولكنا يجب أن نتعلم حين يكون لدينا معاناة مزدوجة من أفعال قد تورطنا فيها وأخرى متورط فيها العدو، فانه يجب أن نبدأ بأنفسنا وهي إنهاء ما تورطنا به، قبل أن نطلب من الآخرين شيئا حتى لو كانوا أشقائنا المقربين.
لأننا بهذا المنهج نكون أكثر صدقا ، وأكثر إقناعا ومن ثم أكثر استحقاقا لحقوقنا ، وإلا فإننا سنسمح لهذا التوأم الشاذ الذي اسمه الانقسام والحصار بان يقضي على حقنا وحلمنا العظيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا