الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تنفجر بالونات اللعبة الأنتخابية ...

حسن حاتم المذكور

2010 / 5 / 10
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


نبدأ مـن حيث اكتملت فصول مؤامـرة التزوير التي اعلـن بيانها الأول مـن داخل صناديق الأقتراع ’ خاصـة بعد تراجع الكتلة الكوردستانيـة عن حق ناخبيها بأعادة العد والفرز في محافظتي الموصل وكركوك ’ ربما قناعة منها بأن العد والفرز سوف يكون الفصل الأخير مـن الدسيسـة وهذا مـا يحدث الآن فعلاً في عمليـة العد والفرز في بغداد ’ فالمؤامرة تبدو اكثر دقة وحبكاً ومقدرة للألتفاف على دلائل المعترضين خاصة بعد ان اصبحت المفوضية العليا علاسها المحلي .
الناخب العراقي يقف الآن مذهولاً خارج اللعبـة وفي حالة احباط وخيبـة امـل ’ حيث منح ثقته واصواته للعراق فوجد الفائزين بها غيره ’ الأطراف التي استحوذت على اصوات الناخبين وبالطريقة التي فصلتها دسيسـة التزوير مأزقاً للأربعـة سنوات القادمـة ’ تحاصر الآن الأنجازات التي تحققت خلال العامين الأخيرين مـن عمر الحكومـة ’ واستطاعت ايضاً وبشروط عمليـة التزوير ذاتها ان تحاصر وتضع ائتلاف دولـة القانون ومشروعه الوطني مضغوطاً تحت خيارات اهون الشرين بين القائمـة العراقيـة والأئتلاف الوطني العراقي .
القوى والشخصيات التي اقتربت من مصائد البعثيين والطائفيين وتم استغفالها واصطيادها ’ واهمـة انها ستصطاد شيئاً في المياه العكرة لدول الجوار .
ائتلاف دولـة القانون الذي يمتلك قاعدة شعبيـة مميزة’ خضعت خياراته لشروط الأمر الواقع الذي ستتم مراجعتـه عندمـا سيقف الجميع وجهاـً لوجـه داخل مجلس النواب القادم ’ حيث ستصطدم النوايا ببعضها وترفع اوراق التوت عـن عورات الولاءات والتبعيـة وتتكشف احجام المخاطر فيتدخل الرأي العام دفاعاً عن مصيره وسلامة وطنه’ حينها ستتغير خارطة التحالفات ويتمرد هذا على ذاك وينسلخ البعض عن البعض وتفعل حالة الفرز من داخل الكيانات وخارجها دورها فيقترب هؤلاء مـن اولائك’ فتسترخي قبضـة دول الجوار خاصـة بعد ان يستيقظ الضمير الوطني عند البعض وترى بصيرتهم الأسباب التي تدفع بالعراق بأتجاه المآساة المشتركـة ’ وسط هذا الحراك والمتغيرات وتجدد القناعات ’ سيكون ائتلاف دولـة القانون بمشروعه الوطني الصريح مركز الثقل والجذب ’ لهذا نرى رموزه تتعامل مع الواقع الذي افرزته دسيسـة التزوير بصبر وطول نفس انتظاراً للحظـة التي ستتعرى بها النوايا الشريرة للبعثيين والطائفيين .
الكتلة الكوردستانية ’ والتي حاصرت خياراتها عمليـة التزوير ايضاً ’ تواجه الآن واقعاً عراقياً غير الذي حققت فيـه بعض المكاسب ’ ليس امامها الآن الا السير بعملية دمقرطـة المجتمع الكوردستاني الى محطات افضل واكثر رسوخاً مـع مـد اليد الى القوى التي تراها صادقة في العمل مـن اجل عراق ديموقراطي تعددي فدرالي وتشكل مرحلياً الحليف الأقرب الى قضية شعبها والصريح معها حتى في مجال خلافاتها معه ’ وتتعامل بمبدئية على اساس انجاز وترسيخ الأهم والأكثر واقعيـة مـن المشتركات الوطنيـة .
ثمة امل هو الأقرب الى الواقع العراقي’ في ان تتبلور من داخل البرلمان القادم وفي الأشهر الأولى مـن نشاطه التشريعي’ كتلـة تعد الأكبر والأكثر تأثيراً داخل المجلس تستقطب داخلها الى جانب ائتلاف دولة القانون والكتلة الكوردستانية قوى عراقية الولاء والأنتماء مـن داخل القائمة العراقية والأئتلاف الوطني وبعض القوى والشخصيات الوطنية المستقلة’ لتأخذ بيد العراق نحو مستقبله دولة تعـز وتقدس اهلها وتساوي بين مكوناتهم ويكون فيها القانون سيداً والعدل مرشداً وتطوي صفحـة الأبتزاز والمبتزين .
يختلف البعض حول النوايا النهائية للوجود الأمريكي في العراق’ فالبعض يعتقد انه يعرف ماذا يريد والبعض الآخر يرى فيـه تخبطاً في واقع عراقي خلقته امريكا بنفسها ’ ومـع اني كمـا ذكرت مراراً ( اطرش بالزفـه ..... ) لكني على قناعـة ’ ان مأزق دسيسـة تزوير الأنتخابات والتي ضربت المشروع العراقي في الصميم ’ قـد تم تجهيزها داخل المطبخ الأمريكي ’ ويبدو لحـد الآن ’ ان دول الجوار العروبي الأسلامي هي التي ستتقاسم الوجبـة او تأكلها ’ لكن هل ان امريكا ساذجـة او كريمـة في طبخ الوجبـة العراقيـة الدسمـة ليأكلها الأخرون ... ؟ ام انها تمتلك كامل المبادرة لتحديد الوقت الذي تجعل فيـه مـن توهـم اكل مقسومـه من العراق ’ سيتقيئــه هزيمـة ... ؟
الأطراف والشخصيات الوطنية المستقلـة داخل العملية السياسية ومنها بشكل خاص الكتلة الكوردستانية ’ لهم كامـل الحق في ان يختلفوا او يتفقوا مـع ائتلاف دولـة القانون حول مشروعه الوطني او مراجعـة اداء الحكومـة بشكل عام ’ لكن ليس مـن الحكمـة ايصال الأمر الى حدود الخطوط الحمراء والفيتو المطلق ’ عليهم اولاً ان يلتفتوا حولهم ويتفحصوا البديل ’ خاصـة وان بنات وابناء العراق قلقون خائفون مـن ان يفتحوا عيونهم على فجـر مليشياتي اسود يفرضـه عليهم رئيساً للحكومـة مفصلاً بشروط الواقع الأسوأ ولا نعتقد انهم يجهلون الحقائق العراقيـة ... ؟
ليس امامنا الآن الا ان نترك اصحاب الفيتو والخطوط الحمراء المشحونـة بالأنانيـة وضيق الأفق حتى يواجهوا المثل القائل " شوف غيري ... تعرف خيري ... " .
وأخيراً ... حـذار ايها المتحاصصون المتوافقون والمتشاركون اخيراً ’ ان تقطعوا جميع الخيوط وحتى الواهيـة منها بينكم وبين ثقـة الملايين التي منحتكم اصواتها ’ ربما قد تحتاجونها في اعادة ترقيع سمعتكم ’ لقـد وصلت معكم نهايـة طريقها وستفتح دفاتـر تجاربها المريرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كاتب منحاز
كنعان ( 2010 / 5 / 10 - 02:52 )
أراك ياسيدي الكاتب غير راض عن كل العراقيين الا من كان ضمن قائمة دولة
الثانون التي لم تراعي دينأ ولاقانونأ منذ عام 2005 ويبدو أنك ترد الجميل لمن
عينك موطفأ في السفارة العراقية في المانيا فأتق الله وكن منصفأ فان أخر
مايحتاج العراق اليوم هو من يصب الزيت على النار

اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه