الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يسرق رغيفاً تقطع يده ومن يسرق حرية إنسان يكرّم سيداً...؟

مصطفى حقي

2010 / 5 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


هذه هي عدالة الأديان ، استباحة الرق وجعل الإنسان عبداً مع أن الله يقول وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم ، ويصرخ المسلم .. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً , والمسلمون سواسية كأسنان المشط ، وأكرمكم عند الله أتقاكم ، ولا فرق بين أعجمي أو عربي إلا بالتقوى .. والمسلم من سلم الناس من يده ولسانه .. ويصرخ المتنبي ... لا تشتري العبد إلا والعصا معه ان العبيد أنجاس مناكيد ... ؟ وهذا الإنسان الحر الذي صُيّرَ عبداً في ظل دين حنيف عادل رحيم استمراً عبداً وعبدة يباع ويشرى في أسواق النخاسة عبيداً وجوارٍ ولا تتناولهم قوله تعالى.. { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان }(البقرة:186) وقوله سبحانه: { ادعوا ربكم تضرعًا وخفية } (الأعراف:55) وقوله جلا وعلا: { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } (غافر:؛60) ولكن دعوات العبيد والأقنان لم يستجب لها الإله بل من استجاب وقرر فعلاً إلغاء العبودية وبرغم الدساتير السماوية هم الكفرة الذين أعلنوا إلغاءها في أمريكا بعد حرب ضروس بين الشمال والجنوب راح ضحيتها الألاف ..ثم انتشرت في بقية العالم وبخجل شديد منعت الدول المسلمة استمرار تجارة الرقيق واستعباد الإنسان الذي وُلِدَ حراً كما يؤكدون ، وعبداً كما يؤمنون وفي الحقيقة فإن الإنسان يعامل كعبد وليس كإنسان بفضل الحكومات الديمقراطية العربية والإسلامية شكلاً فقط ، ومن الطريف والمؤلم في آن واحد أن يفتخر الإنسان المسلم والعربي ويسمي نفسه وأبنائه بالعبد.. عبد الـرحمن .. وعبد الـ ....إلخ ...ويعشق العبودية وهو يطيع أولي الأمر مغمض العينين ويرضخ لاستبدادهم شاكراً ربه صباح مساء على هذه النعمة ... ومن مقال السيد جورج فارس المنشور في الحوار الذي تعرض لموضوع العبودية في الإسلام أنقل التالي : من يريدني أن أكون عبداً لا يستحق أن يكون سيداً أحترمه ولا حتى إلهاّ أجلّه. كثيراً ما ارتبطت كلمة عبدٍ بالذل والهوان والدونية والطاعة العمياء والجهل، وكثيراً ما اختلطت كلمة العبادة بالعبودية نظراً لأنها من ذات الجذر في اللغة العربية ولكن شتّان الفرق. ودائماً أتساءل لماذا يريدني عبداً من أوجدني حراً؟ وهل هو من يريدني كذلك أم أنّ أولائك الذين لا يرون في أنفسهم أكثر من عبيدٍ يريدوننا أن نكون مثلهم ليكونوا هم سادةً فينا؟
فإن السيد الحر لا يصنع إلاّ أحراراً، وأما من يصنع عبيداً فهو ليس إلاّ متسلطاً، والمتسلط لا يستحق الإحترام، ومن لا يستحق الإحترام فهو غير جديرٍ بأن يكون سيداً. فالسيادة لا تُصنع بامتلاك العبيد لكنها تكون حيث الحرية والكرامة، فالإله الحقيقي لا يصنع عبيداً لكنه يأتي بأبناءٍ أحرارٍ ومعاً يعيشون الحرية.
فسيّد الأحرار هو سيّد الأسيّاد.
وملك الأحرار هو ملك الملوك.
ورب الأحرار هو رب الأرباب.
أما سيد العبيد فهو ليس إلاّ إلهاً صنعه هؤلاء العبيد ليستعبدوا الأحرار باسمه علّهم يصيرون أسياداً يحركون الآخرين من أجل إشباع رغباتهم وتحقيق مطامعهم.
إن كل من يرى في نفسه عبداً يؤكد أن ما بينه وبين إلهه هي علاقة استعباد قائمة على الخوف والجهل والإنقياد الأعمى، وإن كان أعمى يقود أعمى فإن كلاهما سيقعان في حفرة. أما من يرى نفسه حراً فهو يؤكد أنّ إلهه ليس سيداً لعبيدٍ أو لعبادٍ لكنه أبٌ لأبناءٍ أنجبهم وأحبّهم وأرادهم أحراراً فكانوا كما هو كائن وكما أراد لهم أن يكونوا.(انتهى)
ولكن للكاتب سردار أحمد مقال رائع في هذا المجال ( العبودية في الإسلام ) أنقل الموجز منها والمنشور في الحوار 2009 / 3 / 8 :.... بعض الأحاديث والأحكام من التراث والفكر الإسلامي، المتعلقة بعالم العبيد، والتي تُكذِب الكلام القائل بأن المسلمين سواسية.. (كأسنان المشط،) أو" إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وما شابهها من كلمات زائفة، بل على العكس، فهي ترسخ وتؤكد بأن البشر بل حتى المسلمون نوعان، النوع الأول الأسياد، والنوع الثاني عبيد لهؤلاء الأسياد، مجردين من حقوقهم كبشر، ولا يتشابهون مع الأسياد في أية امتيازات أو واجبات، لا في أمور الحياة ولا في العبادات.
- (أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم) صحيح مسلم " آبق أو أبق تعني هارب"
-( عن النبي صلعم قال: إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة ) صحيح مسلم
-( ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمام قوم هم له كارهون ) الترغيب والترهيب للحافظ المنذري- كتاب الصلاة
- (عن النبي قال: أيما عبد مات في إباقة دخل النار وإن كان قُتل في سبيل الله) "الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي" ، فكل الذين يُقتَلون في سبيلِ اللهِ شهداء يدخلون الجنةَ إلا العبد الهارب من سيده فمصيره النار حتى لو بذل حياته دفاعاً عن الإسلام.
-(قال رسول الله صلعم أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة) صحيح مسلم "(الذمة) معناه لا ذمة له، قال الشيخ أبو عمرو رحمه الله: الذمة هنا يجوز أن تكون هي الذمة المفسرة بالذمام، وهى الحرمة، ويجوز أن يكون من قبيل ما جاء في قوله: له ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلعم.أي ضمانه وأمانته ورعايته." (139-الإيمان- مسلم)
-يشترط فيمن يستحق غنيمة الحرب والجهاد شروط هي: أن يكون مسلما، بالغاً، عاقلاً، ذكراً، حراً، صحيحاً، وأن يشهد المعركة ولو لم يقاتل، (أي العبد حتى لو جاهد فلا يستحق الغنيمة ولو شهد المعركة وقاتل حتى النهاية!!!) والحر يستحق الغنيمة حتى لو نام تحت الشجرة (كأسنان المشط). ( للمملوك والمرأة والصبي والذمي الرضخ لا السهم) "لأنه عليه السلام كان لا يسهم للنساء والصبيان والعبيد وكان يرضخ لهم، ولما استعان النبي صلعم باليهود على اليهود لم يعطهم شيئا من الغنيمة يعني لم يسهم لهم، ولأن الجهاد عبادة والذمي ليس من أهلها. " البحر الرائق- باب الغنائم وقسمتها"
- ذكر في (زاد المعاد-ج4ص219)" أسلمت نفسي إليك أي جعلتها مسلمة لك تسليم العبد المملوك نفسه إلى سيده ومالكه".
- ... بل العبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه فله أجران. (قواعد الأحكام في مصالح الأنام-فصل في الاحتياط في جلب المصالح- ج1ص488).
فالإسلام أقرَّ الاستِعباد واعتبره فرضاً إلهياً, محمد وربه لم يتركوا للعبيد حتى لو كانوا مسلمين أي خيار للعمل والنضال من أجل التحرر، والتحول من عبودية الله والبشر إلى عبودية الله فقط، والعبد المملوك تجب عليه الطاعة والسمع لمالكه بمجرد الملك، وليس للعبد مجرد التفكير في الهروب من السيد، وحتى لو هرب وقضى حياته في سبيل الإسلام فمصيره نار جهنم، الإسلام حسم وبت بالأمر، إن لم يقبل العبيد بعبوديتهم للبشر إلى الأبد فقد كفروا بالله ورسولهِ، وهم ليسوا بمسلمين(انتهى).. وينشر الإسلام راية عدالته وبكل فخر ويعلن ترتيبه الطبقي بالقريشيين أولاً ومنهم ولي الأمر قطعاً ثم يليهم العرب الآخرين وبعدهم يأتي الموالي وهم المسلمون من غير العرب والطبقة الرابعة أهل الذمة الذين يؤدون الجزية وقد كبّلهم وأذلهم عمر بوثيقته المشهورة ( العمرية) حتى دون مرتبة الخدم وأما الطبقة الدنيا المسحوقة إنسانياً هم طبقة العبيد والذين تستمر عبوديتهم حتى في الجنة ... وتصور يا رعاك الله ...؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خزعبلات اسلاميه
شرق عدن ( 2010 / 5 / 10 - 05:56 )
الى المحترم مصطفى حقى,يبدو اننا معشر المسلمين كنا منخدعين تماما فى هؤلاء الدجالين شيوخ الاسلام ودين صلعم الذى وضعنا فى مؤخره الامم,ياله من كابوس مروع قاتل,شكرا للاانتيرنيت وتكنولوجيا الاتصالات والتواصل العلمانى الذى كسر الحواجز وسلط الاضواء وفضح التابو المحمدى وفضح شيوخ العهر والظلام والجهل,شكرا للمقال ودمتم


2 - اي دين
صفاء ابراهيم ( 2010 / 5 / 10 - 11:39 )

اي دين الغى الرق وحرر العبيد
واي دين يساوى بين الناس ويجعلهم كلهم اسيادا
الى الان التمييز العنصري على اساس اللون في الغرب وامريكا خصوصا
والى الان يتاجر بالرقيق الابيض في اسيا
واما استعباد رجال الكنيسة للناس قبل الثورة الصناعية فقد سود صفحات التاريخ


3 - الاستاذ العزيز مصطفى حقي
سالم النجار ( 2010 / 5 / 10 - 23:20 )
يسعد مساك
يكيفي مراوغة وخداع لقد بان المستور ولا داعي للتبجح والاصرار على الخطأ فهذا لا يقدم بل يعطل ويزيد من التخلف , آن الاوان لمشايخنا اعادة النظر بمجمل الدين ونزع هالة القداسة التي احاطته لقرون ودراسته دراسة نقدية شاملة فالناس اليوم غير ناس الامس فقد توسعت مداركهم وتطورت مفاهيمهم, واصبحت قصص الخيال والاساطير لا تتفق مع عقولهم , الدين ضلالة زراعها الاسياد في عقول البشر لسلب حرياتهم وحقوقهم , ليبقوا عبيداً عاملين في ارضهم


4 - تعقيب
مصطفى حقي ( 2010 / 5 / 11 - 13:45 )
شرق عدن وكل ما يحيط بنا وبتاريخنا المشرق المبارك ولكن خارج نطاق الحرية ( شكراً لتعليقكم )صفاء ابراهيم انهاالحقيقة المرة وأين ا لمفر يا أختاه الأخ سالم النجار انها المأساة الكبرى ، ولكن السكوت عليها أشد مأساة وشكراً


5 - عنوان رائع
جورج فارس ( 2010 / 5 / 11 - 14:45 )
السيد مصطفى حقي
لقد سررت حقاً باستشهادك بما كتبته فشكراُ لك.

إن عنوان مقالك يحمل مقارنة رائعة

نعم علينا أن نواجه العبودية جميعاً بيد واحدة

لك احترامي وتقديري


6 - صدق من قال شر البلية ما يضحك
عايـــد aied ( 2010 / 5 / 11 - 21:05 )
أضحك كثيرا من ديمراطيتنا ، من حريتنا نحن العرب ، أضحك كثيرا من ثقافتنا نحن العرب و المسلمين، و بمرارة أضحك كثيرا من سذاجتنا ، من تفكيرنا أ أضحك كثيرا من خطب ساستنا و تمثيل رجالات شعائرنا
لو كان اله الكون يسمعني لقلت له أنت أخرس ، لا تسمع ، غير مبالي ، أناني و الا كانت دعوات و ابتهالات جمعة واحدة تكفي كي تستجيب لعابدك الطائعين الخاشعين القانتين بدل ملايير الملايير من الادعية عقب صلاة كل جمعة و عقب الصلوات الخمسة اليومية على مر القرون دون ان تستجيب مع أنك قلت أنني قريب من عبدي و استجيب لدعواه اذا دعاني
لو كان الاله يسمعني لقلت له لماذا لم تتحرر فلسطين حتى الآن و لماذا تتحرر و كيف تتحرر و من يحررها و ممن نحررها و لصالح من نحررها ؟ و لماذا لا نكتفي بمحاربة عدونا بالسيف فقط اذا وقفت الى جانبنا بدلا من استيراد طائرات العدو و دباباته كي ندافع عن نفسنا
صدق من قال شر البلية ما يضحك
تحية مــــن القلـــب الـــى الاستـــاذ و الصــديق العـــزيز مصطفي و هو جدير بذالك و اننا ننتظر جديده كل صباح بلهفة و شغف

اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا الأميركية تهدّد ب«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أ


.. دونالد ترامب يحمل نتنياهو مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023| #مراس




.. ما تداعيات ومآلات تدخل شرطة نيويورك لفض اعتصام الطلاب داخل ج


.. مظاهرة لأهالي المحتجزين أمام مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للمطا




.. الرئيس الأمريكي جو بايدن: سنعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ ال