الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث الفارغ والممتلئ في انتخابات بيروت

عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)

2010 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يوم أمس كنّا على موعد مع المعارك الإنتخابية المتجددة في لبنان، وقد شهدت تنظيم انتخابات البقاع وبيروت البلدية والإختيارية. تسابق السياسيون إلى تبرير ضعف نسبة المقترعين في الإنتخابات البلدية لمدينة بيروت التي لم ترتفع على حاجز الـ21 % هذه المرة. تسابقوا وعلّقوا كلّ حسب سياسته واعتركوا ولم يتوافقوا على سبب محدد.

وزير الداخلية زياد بارود تحدث من منطلق إداري بحت، مرجعاً الإقتراع الضعيف إلى غياب النظام النسبي عن الإنتخابات، فانبرى نائب المستقبل عمار حوري للهجوم عليه معتبراً أنّ ما قاله بارود يدخل في إطار الرأي السياسي حصراً. حزب حوري نفسه لاحظ أيضا تدنّي نسبة الإقتراع لكنّه أرجع الأمر إلى حسم المعركة قبل بدايتها لصالحه.

أما الجنرال ميشال عون فاستغلّ انسحاب تياره من انتخابات بيروت البلدية لترسيخ مفهوم الشعبية لديه، بالقول إنّ الإنسحاب هو ما أدّى إلى مقاطعة الناخبين للصناديق استجابة لدعوات التيار الوطني الحر.

أما المحللون السياسيون فعاموا في مياه تصريحات السياسيين، وحاولوا السباحة عبرها ليخرجوا بأسباب مجتمعة تبرّر النسبة الضعيفة للغاية.

بعيدا عن كلّ ذلك وأقرب إلى المفهوم العام، الذي لا يحقّ له الصعود على المنابر غالباً ولا تلاحقه عدسات المصورين وأقلام الصحافيين، فالمسألة برمّتها تعود إلى أنّ أجواء اليوم في لبنان، وهو يخوض انتخاباته البلدية على عجل بانتظار موسم الاصطياف والأموال، هي أجواء ائتلاف وتحالف.. أو تهدئة في أسوأ الإحتمالات. تلك الأجواء تريح الأقطاب الحزبيين وموظفيهم من السياسيين وتهيّئ لهم فترة نقاهة لا تغيب عنها المحاصصات والمصالح بأيّ حال.

هذه الفترة مختلفة عمّا شهدناه العام الماضي في الإنتخابات النيابية الفريدة من نوعها على مستوى نسبة الإقتراع. هذه الفترة مختلفة ورغم ذلك يصرّ المتحدثون على المقارنة بين بلديّة هذا العام ونيابة العام الماضي. وهي مقارنة لا تجوز أبدا في ظلّ ما حصل العام الماضي من معارك لا حصر لها في مختلف الدوائر، ومنها بيروت التي تمتعت إلى حد كبير بنعمة التوافق لكنها استبقت معركتها وأعدّت لها ما استطاعت من قوة ومن رباط الخيل، وما أدراك ما رباط الخيل يومها!

وزارة الداخلية والفائزون بالنيابة والمراقبون الدوليون جميعهم تحدثوا العام الماضي عن نزاهة الإنتخابات، وفاضت مواويلهم تشدو النجاح المبهر للعملية الإنتخابية. لكنّ السؤال يبقى دائما وأبدا: هل اقتنع اللبنانيون بما قاله هؤلاء؟ هل اقتنع اللبنانيون أن أموال الرشاوي -أو الحوافز- الإنتخابية لم توزّع على الناخبين؟ وأنّ الإعانات الغذائية بقيت في المخازن؟ وأنّ المهاجرين اللبنانيين دفعوا ثمن تذاكر السفر من جيوبهم الخاصة؟

أسئلة لا تحتاج إجابة بلفّ ودوران يعتمده السياسيون منذ الأزل ويتواطأ معهم فيه أهل الإعلام بحسب توجهات مؤسساتهم. أسئلة تحتاج لـ "نعم" أو "لا"، وما في اعتقادي أبدا أنّها تنتسب لـ"نعم" بصلة قربى.

إذا اعتمدنا ذلك التأكيد لا مجرّد التبرير، وهو مقبول لدى كثير من اللبنانيين، لعلمنا بعدها أنّ كلّ ما تقدموا به من تبريرات ساقط كما تصريحاتهم. والثابت الوحيد أنّ نسبة الإقتراع الضعيفة في انتخابات بيروت البلدية للعام الحالي مردّها إلى غياب الحوافز المادية والعينيّة عن ناخبيها "الإيجابيين" المهيئين عادة لاستقبالها. أمّا المعارضون الحقيقيون والمستنكفون الحقيقيون فلم ينتخبوا هذا العام، ولم ينتخبوا العام الماضي، ولم يشاركوا في أيّ عملية انتخابية سابقة في عهد من عهود حكومات الصلح والحريري الأب والحص وميقاتي والسنيورة والحريري الإبن. فالمعارضون الحقيقيون هم من الستين بالمئة الذين بقوا دائما على ثبات مقاطعتهم وسيبقون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور