الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنفصال وحقيقة ما حدث

أمير الحلو

2010 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



تابعت باهتمام حلقات برنامج(شاهد على العصر) الذي استضاف فيه(الأخواني) احمد منصور قائد الانفصال في 28 أيلول 1961 في سورية عبد الكريم النحلاوي،لأني عشت تفاصيل ذلك الحدث وما بعده وأعرف بالدقة ما الذي حصل،وباعتقادي ان من المهم اجراء مثل هذه المقابلات والاستماع الى وجهة نظر الذين صنعوا بعض الاحداث الهامة،ولكن ان(يتفق) مقدم البرنامج والضيف على مهاجمة شخص أو حادث معين فليس ذلك من الموضوعية ،فالسيد أحمد منصور معروف بمعاداته لشخص عبد الناصر ونظامه ولكن كونه مقدم برنامج فان عليه ان يكون اقرب للحياد ويدع الضيف يقول ما عنده،ولكن ما حدث كان عكس ذلك بما أفقد البرنامج موضوعيته وحرصه على التاريخ.
لست هنا بصدد الحديث عن تجربة الوحدة بين مصر وسورية فقد كتب عنها الكثير ولكن المشكلة ان بعض الشخصيات تحاول اضفاء الطابع (المستقل) على ما قاموا به،وذلك ما فعله النحلاوي بالضبط،فقد تحدث عن العوامل الداخلية التي أدت به الى (حياكة) الانفصال من مكتب المشير عبد الكريم عامر في دمشق وقد يكون محقاً في عدة أمور منها ضعف المشير عامر في الادارتين العسكرية والمدنية،وعدم الأخذ بالخصوصية القطرية والاستعجال في إقامة الوحدة(من الجانب السوري) كما أعلم،ولكن من غير الطبيعي ان ينكر العوامل الخارجية ،ومنها عدم رغبة بعض الانظمة العربية والدولية في استمرار وحدة مصر وسورية لما أوجدته من تغيرات(جيوبوليتيكية) في المنطقة،ومن المعروف ان الملك السعودي سعود بن عبد العزيز قد ذكر لعبد الناصر عندما اخرج من الحكم وذهب الى القاهرة أنه دفع اربعة ملايين دولار لمن قادوا عملية الانفصال،وهذا التصريح منشور،كما ان أحد الملوك العرب أدلى باعتراف مماثل،لذلك فان الانفصال كان على الاقل (ممولاً)مادياً من بعض الحكام العرب، كما ان الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل قد لعبا دوراً سياسياً ضد الوحدة بين سورية ومصر وهو أمر(مشروع)بالنسبة لهما باعتقادي،ولكن ان يقول العقيد النحلاوي انه لم(يقبض) فذلك أمر غير صحيح،وقد حدثني الاستاذ هاني الهندي وهو من القادة القوميين العرب وأصبح وزيراً للتخطيط بعد 8 آذار 1963 في سوريا ان ابن عمه قائد قوات البادية في سورية والذي نفذ الصفحة العسكرية للانفصال قد ذكر له بعد سنوات ان إحدى الدول العربية المجاورة قد أتصلت به لتنفيذ الانقلاب،ولم يكن الامر(لوجه الله) أو مجانيا أو لاعتبارات وطنية .
إن كتابة التاريخ أو روايته مسؤولية اخلاقية بالدرجة الاولى ونادراً ما نجد من يلتزم الحقيقة في مذكراته،ويتناسى العديد من الحقائق والوقائع التي رافقت الاحداث التي يتكلم أو يكتب عنها،خصوصاً وان الاغلبية يعتمدون على الذاكرة وليس على الوثاق الثبوتية مما يضيع الحقيقة،وقد وجدت أحد الكتاب العراقيين يتحدث عن ذكرياته في السبعينات بطريقة(مبالغ بها)وبدوره في حين كنا قريبين منه ونعرف حجمه ودوره ومواقفه...كما ان من القضايا التي قد تثير البعض عليّ التذكير بان المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم ولانه عانى كثيراً من وجود نظام عبد الناصر على حدود العراق الغربية،قد ابتهج بقيام الانفصال الذي أبعد(الخطر) عنه لذلك قام باجراء لقاء في مدينة الرطبة مع رئيس الجمهورية السورية بعد الانفصال ناظم القدسي لتنسيق المواقف بين البلدين اللذين على خلاف مع عبد الناصر وافكاره ومشاريعه.
كم بودنا ان يكتب التاريخ كما حصل فعلا لا كما يريد البعض تحويره لمصلحته ...ولكن كم من المؤرخين التزم بذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استنتاج
نسرين السامرائي ( 2010 / 5 / 10 - 14:18 )
وهل الأنفصال الوحدوي ، أبعد الخطر والتآمر الناصري عن عراق عبد الكريم قاسم ؟؟ أن الأستنتاج الذي توصلت اليه حول اجتماع عبد الكريم قاسم مع القدسي ، اعتقد استناج يفتقر الى الدقة ، فالتأريخ يحدثنا ان الزعيم قاسم كان تلقائياً وغير متشنج في علاقاته الدولية ، وغير معني بحبك المؤامرات والدسائس ضد دول الجوار
وشكراً


2 - أَعلامَ العراق
ياسمين ( 2010 / 5 / 10 - 14:24 )
فعلاً .. المصداقيه مطلوبه في تدوين الحقائق.. ولكن وللاسف ليس هذا ما يحدث.. وبسبب تنصل بعض المدونين لمذكراتهم من حقائق دامغه تشوه وجه الحقيقه وذلك بالتأكيد لمصالح واجتهادات شخصيه.. نجد الكثير من تباين الاحداث والشخوص في نفس الحدث وبعين الحقبه الزمنيه.. والذين لم يعاصروا تلك الفترة او تلك لا يستطيعوا سبر تأريخ الحقيقه..
... أحب أن أذكر هنا.. وقبل حوالي السنتين قرأت كتاب طبيب صدام الخاص للفنان والدكتور علاء البشير.. وصدقاً أذكر هنا .. بان الكثير مما ذكر اعلاه تمثل في هذا الكتاب.. وللاسف.

كلمة أخيره..
صدقاً اعلام العراق.. فأنتم شهود مؤتمنون..


3 - العامل الداخلي
فيصل البيطار ( 2010 / 5 / 10 - 15:57 )
عبد الناصر أدرك عبثية الوحده بعد الإنفصال وعدم إكتمال مقوماتها وأن الشعارات القوميه والخطابات الحماسيه المطوله لا تصنعها ، لهذا رفضها مرة أخرى في المباحثات الثلاثيه والثنائيه . برأيي ان العامل الداخلي كان هو الحاسم ، وهو إصطفاف البورجوازيه الصغرى والوسطى السوريه ضد الوحده لما ألحق بها من أضرار نتيجة السياسه الإقتصادية الجديده غير المدروسه ، وانت تعلم سيدي حجم نموها وتطورها في سوريا وتركيبتها الخاصه والمتميزه عن باقي البورجوزيات العربيه .
لا شك أن قاسم وكل العراقيين الذين تضرروا من تدخلات السراج وابواق محمد عروق واحمد سعيد كانوا فرحون ، وهذا حق لايمكن نكرانه .
تحية لك سيدي الكاتب .


4 - توضيح
أمير الحلو ( 2010 / 5 / 11 - 08:05 )
عزيزي الاخ فيصل البيطار المحترم
اشكرك على متابعة مقالاتي والتعليق عليها..لقد ذهب بعض قادة الانفصال بعد ثلاثة اشهر من وقوعه الى عبد الناصر ورجوه راكعين وباكين ان يوافق على قيامهم بأنقلاب جديد يعيد الوحدة ، فطردهم وقال لهم ان الوحدة لاتعاد بأنقلاب عسكري..لاشك ان الاعلام المبالغ قد ساهم في المأساة.
الدكتور هلال ادريس يتذكرك دائما وعملك معه في الاعظمية وهو الان استاذ في جامعة الموصل ولكنه يحضر بأستمرار اجتماعات اللجنة المركزية للحركة
الاشتراكية في بغداد والتقيه في المقر


5 - تعقيب ثان
فيصل البيطار ( 2010 / 5 / 11 - 09:29 )
شكرا لتعقيبك سيدي وتحياتي لك وللصديق هلال ولكل المعارف القدامى ودمتم بألف خير.
سلام .

اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا