الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك تهدئة أم إدارة صراع مع الاحتلال..؟

محمد داود

2010 / 5 / 11
القضية الفلسطينية


في مشهد إحجام فصائل المقاومة الفلسطينية الوطنية والإسلامية عن ممارسة أي عمل فدائي ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ عام ونصف العام دفعنا بأن نتساءل هل حقاً هناك تهدئة قد أبرمت برعاية دولية ولكن بشكل سري، أم أن العدوان الإسرائيلي واستعادة قوة الردع الإسرائيلية التي جربت على شعبنا في قطاع غزة قد فرضت واقعاً جديداً عند فصائل المقاومة الفلسطينية، ودفعها بالانتقال من المقاومة والنضال أو ما تسميه في برامجها بالكفاح المسلح والجهاد، إلى إعادة تقييم الحسابات أو كما قال الدكتور رمضان شلح فن إدارة الصراع وهي تنسجم مع رؤية حركة حماس أيضاً التي تفسرها بالحرص على المصالح الفلسطينية، وهي لا تختلف عن رؤية الرئيس عباس منذ زمن بأنها تعطي المبررات والذرائع لأن يرتكب الاحتلال مزيداً من العدوان والانتقام من الشعب الفلسطيني الأعزل. أي أن الفصائل الفلسطينية أصبحت متفقة للمرة الأولى أن المقاومة وتنفيذ العمليات الفدائية ضد الاحتلال غير وارد في أجندتها في هذه المرحلة خشية من طبيعة ردود الأفعال الإسرائيلية العدوانية والتي تتسم بالهمجية والوحشية، وأن التهديد بتفجير انتفاضة ثالثة هي رسائل تلوح بها الفصائل بوقف التهدئة السرية.
وفي هذا الجنوح أو الاستدارة عن منهج المقاومة الذي انعكس سلباً على النظام السياسي الفلسطيني داخلياً وخارجياً فإن القضية الفلسطينية أصبحت معرضة إلى مزيد من الاندثار دون رد فعل، وذلك على عدة صعد، وهي:
1- عدم الاكتراث بإنجاز المصالحة الفلسطينية.
2- تصاعد اعتداءات المستوطنين.
3- ضعف المفاوض الفلسطيني.
4- مواصلة الحصار والإغلاق.
5- تراجع دور المقاومة وربطها بمزاجات الواقع (تفريغها من محتواها).
6- تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني.
7- مواصلة الاستيطان وتهويد المقدسات.
8- ارتكاب إسرائيل جرائم جديدة مثل الإبعاد والتهجير.
9- تراجع الدعم العربي والدولي سياسياً ومادياً عن مساندة القضية الفلسطينية.
10- تراجع المفاوضات في صفقة الأسرى مع شاليط.
فهذه السياسة الجديدة خلقت أزمة سياسية وعسكرية وفكرية لدى الفصائل الفلسطينية والتي تعيش حالة من الخجل أمام برامجها الثورية وأمام الآف من المنضويين في صفوفها، وهي حقاً أرضية خصبة لميلاد فصائل فلسطينية تناضل من أجل أن يصبح لها كينونة وتستقطب القاعدة الشعبية في الساحة الفلسطينية لاسيما عند تلك الفصائل المقاومة في السابق وبروز تيارات مثل "الجماعة السلفية الجهادية وغيرها" والتي تبنت الفكر الثوري وتسعى لتنفيذ عمليات فدائية ضد الاحتلال. وهكذا فإن التناقض في المشهد الفلسطيني الحزبي والواقع السياسي الذي تعيشه القضية الفلسطينية يكشف مدى الأزمة وحال الجدل التي يمر بها النظام السياسي الفلسطيني .
كاتب وباحث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل