الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاول من ايار بين صنيع اليمين واليسار

شذى احمد

2010 / 5 / 11
حقوق الانسان


ان تشريعات الاعياد والاحتفالات العالمية لها في اغلب الاحيان منطقها واسبابها الوجيهة التي تجعلها تؤثر بالسياسة العامة ، وربما تكون مناسبة سانحة لحل الكثير من المشاكل بطرق سلمية عندما يتم مناقشتها وعرضها في ذلك اليوم او ابداء الاستياء من الاداء السياسي العام ،وانتقاده باظهار ذلك في المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات الشعبية.
عيد العمال تلك الذكرى التي تعتز بها النظم الاشتراكية المتبقية في العالم والتي يعيد بها العالم كل سنة التأكيد على ضرورة صيانة حقوق العمال واحترام ساعات عملهم وتشريع قوانين عادلة توافق عطائهم وتخصيص اجور مناسبة وحمايتهم من العوز بعد التقاعد والعمل على سن قوانين تصون كرامتهم في خريف العمر ولا تعرضهم للاهانة.
لكن للأسف الشديد في اوربا المنشغلة بوسائل الكسب السريع .والمتغافلة لخطورة تركها لشبابها يسيرون الحياة على اهوائهم بحجة الحرية المطلقة والانفلات الذي ادى بدوره الى خروجهم عن كل قانون رغم تقديس اوربا للنظام والقوانين وحرصها على تطبيقها.
في هذه الذكرى التي يحيها الالمان خاصة وفي عاصمتهم برلين بتقليد مكرر سمج لا يتغير منذ سنوات طويلة رغم خطورته . حيث ينقسم الشباب فيها الى فئتين متناقضتين الاولى يسارية بتطرف والاخرى يمينية صرفة . هولاء ـ اليساريون ـ يقودون احتجاجات صاخبة لا تنظيم لها ولا هدف لها سوى نشر العبث والفوضى في ارجاء المناطق التي يتواجدون فيها وابرز تلك المناطق نويكولن ، مته ، وكرويسبيرك .. حيث يقومون بتحطيم واجهات المحلات وحرق السيارات ان تمكنوا من ذلك وكسر زجاج مواقف الحافلات العامة والاعتداء على الشرطة .. وذلك تعبيرا عن احتفالهم بهذه المناسبة ودفاعهم عن حقوق العمال !,
اما اليمينيون والذين يسمون بالنازيين الجدد فيخرجون موشحين بسوادهم ورؤوسهم الحليقة ونظراتهم العدائية التي لا تعبر باكثر مما يعتمل في سريرتهم من الحقد والكراهية لكل شيء باسم حب العرق الذي يعتقدون بان الاخرين من ابناء جلدتهم دنسوه بقوانين المساواة وحق الهجرة والقبول بالاخر وكل ما يتعلق بذلك من تشريعات تقود البلد الى الهاوية!.

تنشغل عشرات الفرق العسكرية وقوات الشرطة في هذا اليوم الذي تكون به في حالة طوارئ لكل الاحتمالات . اولها المواجهات الدامية بين اليمين واليسار والذي يصل في بعض الاحيان الى المصادمات العنيفة. حيث يتميز اليمين باستقطاب ذوي الاجسام الغليظة والعضلات المفتولة والطول الفارع وغيرها من صفات رجال العصابات لا التيارات الفكرية والنشاط ا لسياسي محاولة منها في بث روح الرعب والهلع في نفوس الاخرين وبالخصوص المستوطنين الجدد وحملهم جديا على المغادرة ، او في اول خطوة للاحساس بعدم الأمان والطمأنينة طالما هم موجودون في الساحة.

وتنشغل وسائل الاعلام بدورها في متابعة التطورات اولا باول وتسلط عدسات التصوير على تلك المظاهرات والمسيرات والاشتباكات وتصبح كل حركة وسكنة من كلا الطرفين مرصودة ..ولم يسجل تاريخ هذه المناسبة انه مر بسلام على الاقل في بعض المناطق التي ينشط بها ايا من الفريقين.

ترى هل فكرت الحركة العمالية التي ارادت من احتجاجاتها ورفضها للاستغلال المتعمد للقوى العاملة واضراباتها بان هذا ما سيؤول الحال اليه. هل هذا يرضيهم عندما يتأملون الى اين وصلت مسيرة نضالهم من اجل تحسين ظروف حياة العمال في المجتمعات كافة .
وان كان هناك من يقول بانها حالة صحية تلك التي تحصل حيث يثبت المجتمع بان هناك اليسار واليمين وان تطاحنا فانما ليثبت احدهما للاخر ضرورة الاصرار على موقفه نقول لما كل هذه العدائية والتخريب التي ستعود نتائجها الوخيمة على الناس البسطاء ودافعي الضرائب لاعادة ما دمر وتم اتلافه.
هل يعرف الجيل الجديد مخاطر العبث بمستقبله قبل مستقبل البلاد ام انها مثل المراهقة المتأخرة يمارسها الكثير منهم املا بان تشكل له ذكرى عزيزة في سنوات العمل الجاد القادمة ، وسكون سنوات النضج وانضباط الحياة حيث لا مغامرات ممكنة في مساحة وقت يضيق بالعمل الشاق للكسب .
كل امكانيات محتملة الا ان الأكيد الى اليوم ان الشباب اوجدوا هذا التقليد العنيف لاعادة احياء الذكرى ..وصارت مصدر قلق وازعاج الكثير يتوجس منه خيفة كلما اقترب الموعد في كل عام.
اســـــــــتودعكم و الى اللقاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مساء الخير عزيزتي
مرثا ( 2010 / 5 / 11 - 17:03 )
صديقتى العزيزة : سلام لكِ وكل محبة ، اشكر الله انك بخير ، طالت غيبتك ،،اطمأن قلبي بعد ما قرأت تعليقك على مقال الفاضل شامل
اصبح عزيزتى الخروج في مظاهرات لغة عالمية ،وهذا العام شهد الكثير منها مثل اثينا و المانيا وفرنسا وايطاليا ومدريد وموسكو
وفي سان بطرسبرج خرج العمال ( بلافتات مكتوب عليها العمال لايجب ان يدفعوا ثمن الأزمة والمسئولون يجب ان يدفعوا وغيرها) وتكررهذا في دول كثيرة جدا على مستوى العالم
وفي جاكرتا خرج الآف المتظاهرين يطالبون بنظام اجتماعي أفضل يؤمن العمال وضطرت الشرطة لتفريق المتظاهرين بخراطيم الماء
حتى الدول التى يعيش افرادها وعمالها في حالة اقتصادية جيدة يطالبون بالمزيد
العنف مرفوض في كل صوره واشكاله ومهما كانت اسبابه
محبتى واحترامي


2 - يبدو
شامل عبد العزيز ( 2010 / 5 / 11 - 17:54 )
تحياتي دكتورة لكِ وللسيدة مرثا - يبدو أن برلين لا زال فيها عرق ينبض من النهج القديم أي بمعنى أخر أن فصل الجدار منذ عشرين عاماً لا يزال لم يستطع دمجهم مع الغربي أو ما يسمى سابقاً المانيا الغربية - المهم التعبير عن الحقوق لا تكون بهذه الطريقة الغير حضارية .. شكراً من الأعماق


3 - قمر النيل مرثا
شذى احمد ( 2010 / 5 / 12 - 04:39 )
اسعدت اوقاتك صديقتي الطيبة
مرثا...لقد انعم الله عليك باروع النعم واثمنها وهي نعمة الوفاء التي هي من اثمن واندر النعم لقد هزني سؤالك عني بهذا الوفاء وعفويتك الصادقة وهو فيك مثل سعة اطلاعك وعمق ثقافتك
صديقتي
ان المظاهرات وخصوصا في العالم الغربي حيث استطاعت الشعوب ان توحد صوتها وتنطلق به الى حيث ضمان مصالحة فعالة ربما تذكرين ما فعله منتسبي لفتهانزه عندما اعلنوا اضرابا شاملا كاد ان يطيح بسمعة شركتهم ويهدد وجودها مما دفعهم الى الاستجابة الفورية لمطالبهم بعد ان عطلت المطارات
وكذلك الحال في كل مرفق وكل مهنة فان المظاهرة تعني جدية المطالب اما هولاء الصاخبين فهم لا يمثلون اي شريحة عمالية هم ما زالوا متمرسين لنظريات سياسية ان صح لي التعبير ولذا فان ما يقومون به يسيء الى هذه الذكرى واليوم بالذات. ومن حق العمال ان يطالبوا بمزيد من الحقوق في كل بلد ليحل السلام في ارجاء المعمورة مثلما حل في روحك المعطاءه صديقتي الفاضلة والقاك على الف خير .. امتناني لسؤالك عني يشع في روحي بهجة وعرفان عساني استحق ما تخصينني به


4 - الشامل القدير
شذى احمد ( 2010 / 5 / 12 - 04:49 )
تحية طيبة وتقديري الكبير
لازالت كما تفضلت هذه الاثار, وان كان الحديث عن الجدار والالمانيين يقودنا لدروب اخرى .. الا ان الاحزاب اليوم تنتمي من حيث التسميات الى تيارات يمكن تسميتها باليسارية واليمينية الا ان بعضها لا تلتقي مع التسميات كثيرا فمثلا الخضر وهم حزب صاعد ويشكل مع الليبرالين ما يسمى بيضة القبان في كل انتخابات يحسبون على اليسار لكنهم ليس اليسار الشيوعي الذي جاء من المانيا الشرقية ولا يتحرج منه اي حزب من الحزبين الكبيرين في تشكيل الكتل البرلمانية الاكبر لاستلام الحكم . اما الليبراليون فانهم مثال للمطالب البرجوازية التي لا تعتني الا باصحاب الدخل العالي والثابت وترغب بتشريعات خاصة ..وهلم جرا. لكن ما يحصل في عيد العمال هو استعراض اجوف للعضلات وطيش شباب اكثرهم ينتمون لليسار الاخضر الذي يهيمن حضوره على بعض المناطق لتجري المناوشات فيما بينهم ويستخدمها النازيون الجدد كنوع من الدعاية واثبات وجود وهم بالتالي لا يمثلون كل الالمان. بل يقف منهم القانون موقفا صارما ربما سيتم التطرق للاحزاب في المانيا في مقالات قادمة خصوصا وان الخوض بها اخذ مني فصولا طويلة من الدراسة الاكاديمية
تقديري وشكري


5 - أين أنت يا دكتورة ؟؟
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 5 / 12 - 10:45 )
قلقنا عليك , صوت نسائي قوي سيكون معيناً لنا للمستقبل الذي نحلم به , لذا فالاسترطاب ممنوع لكتاب الحوار , أردت أن أسجل تعليقاً في مقال أعيادها ... الأخير فوجدت أن أتوجه إليك مباشرة هنا . أهنئك بالعيد يا حضرة الأم الكريمة وكذلك عزيزتي مرثا , فإن لم تكوني أماً فأنت مربية وكل مساهِمة في المجتمع : هذا عيدها , يعني الأستاذ شامل وصلته تهنئة أيضاً للمربية القديرة في بيته العزيز , وبعد , أرجو أن تسمحي لي أن أذكر تعليقاً على هذا المقال ما لفت نظري في مظاهرة حيث أسكن _ أندونيسيا _ فقد رفع المتظاهرون وكلهم من العاطلين عن العمل والشحاذين والمتسولين وما أكثرهم , رفعوا لافتات كتب عليها نريد دورات مياه , احفظوا كرامتنا .لم يطلبوا طعاماً شراباً عملاً ,هذا يتوفر من طرق التسول , يعلمون أن الحكومة لن تستطيع أن توفر لهم شيئاً طلبوا فقط ما يحفظ الكرامة ! مآسي العالم كثيرة نرجو أن تزول غمة القتل والغدر والارهاب عنا ويعود الاستقرار لبلادنا , دمت بخير


6 - كاتبة وقارئة الحوار المتمدن
شذى احمد ( 2010 / 5 / 13 - 06:36 )
عزيزتي طابت اوقاتك
سؤالك عني احيا في نفسي مشاعر متلاطمة من الفرح والبهجة ووفاءك مع الاصدقاء الاعزاء ينبئني بروعة من ساقتني الاقدار لمعرفتهم فارجو ان ابقى محافظة على هذا الكنز الثمين
سيدتي الغالية
الكتابة في هذا الموقع المتميز بجدارة علمتني ان التواصل مع الكبار امثالك ايضا دروسا تستحق ان احضرها بمتعة وشغف. لذا فانا رغم عديد المواضيع التي اكتبها احرص على الدوام ان اكون متمتعة بفسحة من الوقت للاخذ والرد والتعلم كما كتبت باستمرار من السيدات والسادة الذين يشاركونني الموقع
فملاحظاتكم القيمة ولغتكم الرفيعة وتجاربكم الغنية تدفعني للتطور وتعلم الجديد على الدوام
معك كل الحق فيما اوردتي مأسي العالم كثيرة ومشاكله متعدده ونأمل بان يساهم المتنورين امثالك في ايجاد حلول ناجعة تساعد على تحسينه وجعله اكثر امانا وعدلا
صديقتي ليس بي قلق بل زحمة وانا ان لم اكن حيث تريني فاكيد اكون حيث اعتقد ويجب ان اكون !! لك احترامي واتمنى على الدوام الاستماع والتعلم منك

اخر الافلام

.. الأونروا: التهجير القسري دفع نحو مليون شخص للفرار من رفح| #ا


.. أهالي الأسرى يحتجون داخل الكنيست أثناء اجتماع رئيس لجنة الخا




.. بسبب شقة في نيويورك.. جلعاد أردان ينهي خدمته كسفير لإسرائيل


.. 3 وكالات في الأمم المتحدة تصدر تحذيرا من أزمة سوء تغذية تضرب




.. إسرائيل على صفيح ساخن.. مظاهرات واعتقالات