الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من نهاية لهذا المسلسل؟

وسام صابر

2010 / 5 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


كنا ولازلنا نعشق الجلوس امام هذا الصندوق العجيب المسمى التلفاز، نقتل الوقت فيه قبل أن يقتلنا الملل. ننسى همومنا وأنفسنا معه أحيانا، فنضحك لنكاته ونذرف الدموع حزنا تبعا لما يقدمه من افلام ومسلسلات ونعيش مع ممثليها فنعشق البطل الوسيم الشجاع ونكره هذا الشرير المجرم.
وكم أسعدتنا النهايات السعيدة عندما يتزوج البطل حبيبته واستنكرنا النهايات المفتوحة المبهمة التي نشعرها كما لو أنها تعطي سرمدية للحيرة والقلق. فالمفروض أن تنتهي بزواج البطل من البطله ولا بأس من تصوير الزواج والراقصة والزغاريد فنشعر وكأننا معهم أو كأننا نتفرج على عرس لأحد معارفنا.
علقت إحدى جاراتنا على هذه النهايات ساخرة "وكأنهم يحاولون إقناعنا بأن الزواج هو نهاية المشاكل مع ان المشاكل الحقيقية تبدأ بعد الزواج". لم افهم حينها، المعنى من كلامها ولم نعره أي أهمية وبقى التلفزيون هو التسلية الوحيدة المتاحة لأمثالنا من النساء والغير مكلفة وما دامت حياتنا روتينية ومملة فكانت ولا زالت الافلام والمسلسلات تضيف حيوية وإثارة لأيامنا ونحن نتابع الحلقات الأخيرة من أي مسلسل بحزن وفرح ممتزجان، حزن لأننا سنفارق هؤلاء الممثلين وفرح بالنهايات السعيدة فالمريض غادر المستشفى بالسلامة والمسافر عاد الى اهلة محملا بالهدايا والاخبار السارة، وهذا الشرير نال جزاءه العادل ودخل الى السجن وغالبا ما تكون اخر لقطة لآخر حلقة تصور الممثلين مجتمعين في منزل احدهم وهم في غاية السعادة ويضحكون على أي طرفة.
كنا نتابع الأخبار يوما فعلقت أختي الصغيرة متسائلة "متى سنصل الى الحلقه الأخيرة؟". في أشارة لمعاناتنا التي لا تبدو لها نهاية الا بقدرة قادر!
الحلم قد تحقق والشرير الذي طالما رأينا نهايته مشابه لنهاية الطغاة في السينما والواقع مثل هتلر وموسليني والزناتي خليفة او عتريس او سيد الخواتم. قد القي القبض عليه في حفرة اسوأ حالا من معتقلاته وسجونه وبالرغم من السلاح الذي معه لكنه لم يقاوم الاعتقال ولم يطلق الرصاص خوفا على حياته التي كان لا يزال يرى ان لها قيمة حين هرب وأعوانه وحرسه .. لذا هيئنا أنفسنا للاحتفال والرقص والفرح بالنهاية السعيدة لذلك الفيلم الكابوسي!!!
لكن .. فرحنا كان اقرب منه للحزن والحيرة حين تكون نهاية الفلم مفتوحة وغامضة. فالمعتقلين بالسجون والذين انتظرناهم كل تلك السنين اتضح انهم اعدموا او كانوا حقل تجارب لبعض المتفجرات التي ابتكرها البطل الشرير مع رجاله كما شاهدنا بأحد الأفلام الوثائقية التي فضحته. وفوجئنا بكمية الكره والحقد التي زرعها في كل شبر من ارضنا ، قد ارتدت علينا وتحولت اعراسنا الى أحزان!.
والمغتربين الذين عادوا مملوئين بالأمل غير مصدقين الانهيار السريع لكل ذلك الجبروت، قتل بعضهم وعاد البعض الاخر الى منفاه الاختياري، عادوا الى حلمهم بوطن لا يشبه الواقع، حلمهم بالعودة الى ناس وبيوت ما عادت موجودة.
الحلقة الأخيرة شارفت على النهاية، لكننا لم نحتفل بالشوارع ولم نرقص ولم نوزع الحلويات والشوكولا مثلما تأملنا.. ربما حياتنا تشبه المسلسلات المكسيكية أو الموسمية ولم نصل لحد الان الى الحلقه الأخيرة! لا نملك الا ان نعود الى احلامنا وامالنا بنهاية سعيدة. فالأحلام أجمل من الواقع الذي نعيشه ، والسينما ذات ألوان وبريق أحلى وارحم مئات المرات من دخان التفجيرات والهواء المليء بالأتربة، ومتابعة الممثلين وحياتهم لا تبعث على الكآبة مثل متابعة الأخبار السياسية.
فهل من نهاية معقولة لمسلسل الكآبة الذي ما زلنا نعيشه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل