الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحده العربيه

وسام صابر

2010 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



الخطب الرنانة التي تحدثت عن الوحدة العربية من المحيط الى الخليج لا زالت تجد من يروج لها ومن يستمع لها سذاجةً او طمعاً فهذا الحلم كنا به مؤمنين وله مغنين، فكم هو جميل ورائع ان تجمع أناس تحت علم واحد سبق لهم ان توحدوا بدين واحد ولغة واحدة وتجارب تاريخية واحدة.
لكننا صدمنا بواقع مرير جعلنا نضحك ألماً لغباءنا وتصديقنا المستحيل!!
فبالرغم من التاريخ الدامي الذي ربط الدول الأوربية بأحتلال روما وجرائمها التي اقترفتها بجيرانها، واحتلال بريطانيا لفرنسا وقتلها للعشرات من الفرنسيين، وان كان هذا تاريخ بعيد فالتاريخ القريب يحدثنا عن احتلال المانيا لمعظم دول أوربا وحرقها مدناً بأكملها وقتلها للآلاف، كل ذلك تم محوه من ذاكرة المواطن الأوربي وهاهو يرتبط مع جيرانه بسوق مشتركة وعملة واحدة. أما الحدود التي تفصل الدول الأوربية فهي على الخريطة بس ومن السهل على الأوربي السفر من بلد الى آخر دون قيد أو شرط ما دام يحمل جواز سفر أوربي، بل بعض الدول يتنقل مواطنوها بالهوية الشخصية فقط.
أما دولنا العربية فمن السهل عليها الأتفاق مع أسرائيل على أن تتفق مع اشقائها.
والأدهى من ذلك انك ترى الآن تشتتاً وتشرذماً في البلد الواحد نفسه. فلبنان على صغر مساحتها وقلة سكانها،عانت وما زالت من الخلافات السياسية والدينية والطائفية بين أبنائها، ونفس الأمر ممكن ان تقوله عن مصر او غيرها من الدول العربية.
أما العراق فحدث ولا حرج وبصفتي مواطنة عراقية فسأحدثكم عن الوحدة العراقية العربية بالتفصيل الممل .
في ايام القائد الضرورة كان العراقي يتجول في ارجاء وطنه بحرية ويدخل أي محافظة بسهولة ما عدا بلدته (تكريت) فقد كانت خطاً احمر لا يمكن تجاوزه فلا يدخلها الا ابناءها واقاربهم ، ونفس الامر بالنسبة لبغداد فاراد ان يقسمها لأحياء فقيرة وأخرى غنية ومنع شراء العقارات في الاعظمية لغير أهلها حفاظاً على نسيج هذه الشريحة التي ناصرته في عداءه لعبد الكريم قاسم .
لذلك احتل كورنيش الاعظمية وبنا قصوراً له ولأولاده ، فمُنعت السباحة في دجلة على طول الشاطئ الذي يضم القصور تلك .
والان وبعد ان تحررنا من صدام ، دخلنا بدوامة أخرى! .
فالشمال اصبح له اسم اخر وهو (كردستان العراق) وهذه معناها(بلد الكرد) لذلك تراهم حريصين على عدم دخول العرب اليها ، واظن ان دخول أي دولة بجواز سفر اسهل من الدخول الى كردستان ، فبالاضافة الى اجراءات التفتيش والانتظار وكتابنا وكتابكم ، واخيرا وليس اخراًَ عليك ان تأتي بكردي يكفلك ، وان لم تجد فلتعد ادراجك . ثم تطورت لتثبت لهم عن سبب زيارتك وهل هي سياحية او لغرض العمل!!؟ وكم المدة الى غيرها من الإجراءات المحبطة.
وان دخلت فلن تجد لوحة في الشارع مكتوبة بالعربي لأنه بلد الكرد الذين لا يتحدثون العربية ولن تجد اثراً للعلم العراقي .
اما محافظة النجف فبالاضافة للصحوة الدينية الخانقة التي يمارسها اصحاب العمائم على الزوار والنساء طبعاً على وجه الخصوص ، اللاتي يجبرن على ارتداء السواد من رأسها الى اخمص قدميها حتى لو كانت بسن العاشرة . واللوحات التعريفية مكتوبة بالعربي والفارسي على فرض ان الزوار ان لم يكونوا عرباً فهم فرساً وهؤلاء مرغوبون اكثر لثقلهم المادي .
صارت الهوة كبيرة الان بين المحافظات ، واصبح كل مواطن يسمي نفسه بمحافظته ، فبدل ان يكون فلان العراقي، أصبح الأعظمي والكربلائي والموصلي والفلوجي والنجفي ...الخ . القاب تثبت ولاء هؤلاء الى عشائرهم لا لوطنهم .
بالرغم ان هذه من الممارسات الجاهلية قد حاربها الإسلام، لكنه لم يقض عليها .
فالوحدة تأتي عن قناعة الشعب بكل فصائله والحكومات التي تهتم بمصلحة بلدانها قبل مصالحها الشخصية والضيقة، فان لم تتحقق الوحدة العربية وقد اتضحت استحالتها فلا بأس، لكن أن تنقسم كل دولة الى دويلات ؟ فهذه مصيبة، علينا جميعاً محاربتها، والوقوف بوجهها لأنها ستقضي علينا وتزيلنا من الوجود. وهذه مسؤولية كل الأطر الإعلامية ومؤسسات الدولة كما هي مسؤولية المواطن الواعي والمثقف والحريص على الوطن واستقراره من اجل الأجيال القادمة على الأقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وتستمر النكسات ....
الطيب آيت حمودة ( 2010 / 5 / 11 - 16:29 )
هذا مصير الشعوب التي تصفق للدكتاتوريين الدمويين الذين يمتصون دماء الشعوب الخاضعة لها ، لولا نرجسية صدام وعروبته المستمدة من قيم حزب البعث الرجيم ، لما وقع الفأس على الرأس كما يقال .
التطرف العصيب لأنظمة هو المولد للمعارضة مهما كانت سلمية أو عنيفة ، وأفضل السبل في تقديري فتح مجال التنوع في إطار دولة مدنية تشجع ولا تعطل ، وليس الخوف من التنوع ، ولكن الخوف من استئثار جماعة ما على مقدرات البلدان باسم الدين أو القبيلة أو العشيرة لضرب الآخرين .
إن ما يقع في العراق قد سبق أن قع في الأندلس التي أناخت تحت وقع المسيحيين الصليبيين . والتجربة ستُجتر حتما لأننا أمة لاتقرأ تاريخها وإذا قرأته تقرأه بالمقلوب والمعكوس.
تحياتي .


2 - سيحصل كل شعب عن ارضه ووطنه
Mohsin ( 2010 / 5 / 11 - 19:05 )
تحدثت عن احتلال المانيا لدول الجوار واحتلال بريطانيا لفرنسا واحتلال الروم لاوروبا..ثم عن الوحدة الاوروبية... ماتناسيته هو ان هؤلا المحتلون خرجوا من الدول التي احتلوها. في بريطنا لا يتحدثون اللغة الرومانية وبريطانيا ليست جزء من روما. فرنسا ليست جزء من بريطانيا ولها لغة خاصة بها. وهذا مالا نجده في العالم العربي. شمال افريقيا مازالت محتلة من طرف العرب. كردستان مازالت محتلة من طرف العرب. هناكعشرات الشعوب التي تخضع للاحتلال العربي وتريد التحرر والاقتداء بالدول الغربية التي تحررت من الانكليز والالمان. الوحدة الموجودة في الغرب هي شبه اقتصادية وسياسية. هولندا لديها حدودها, علمها لغتها وثقافتها. نفس الشيء ينطبق على كل الدول الاوروبية. اما في العالم العربي فلا تجد الا لغة وثقافة الغزات المحتلون العرب. الدول العربية ستنقسم كما انقسمت الدول الغربية وسيحصل كل شعب عن ارضه ووطنه.


3 - كي لا تنقسم كل دولة الى دويلات ..
ادريس ( 2010 / 5 / 11 - 23:01 )
شكرا للسيد الكاتب على خوفه على وحدة الدول المسماة عربية.. ولكن كي لا تنقسم تلك الدول لا سمح الله الى دويلات , عليها ان تهتم بشعوبها بمختلف تنوعاته اولا وقبل كل شيء ,فمثلا بالنسبة لبلدي المغرب يجب ان تكون اولويته هي الشعب المغربي و ليس الانتماء العربي الاقصائي المجحف ,عليه ان يسعى لانصاف كل مكوناته ,فبدل ان يقول انه بلد عربي عليه ان يكون بلد المغاربة , اي يعترف بالهوية الامازيغية الى جانب اختها العربية , وعليه ان يتبنى اللغة الامازيغية و يوليها الاهتمام اللازم ويرعاها مثلما يفعل مع اللغة العربية . اما عقلية الاقصاء عقلية القومجية العروبية فلن تؤدي الا الى ما تخشاه سيدي الكاتب
شكرا لك و لكل المعلقين

اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م